| منوعـات
يصل إلى اسبانيا سنويا أكثر من خمسين مليون سائح بينما لايصل إلى مصر أكثر من خمسة ملايين سائح, ولو قارنا بين مصر وبين اسبانيا في توفر مغريات السياحة لرجحت كفة مصر, فمصر تملك مخزونا تاريخيا لاتتمتع به اسبانيا بينما تملك مصر شواطىء البحر الأبيض نفسها التي تملكها اسبانيا, لماذا ترجح كفة الاسبان على المصريين في السياحة رغم تفوق المصريين في تنوع المادة السياحية؟ ببساطة اسبانيا دولة أوروبية بينما مصر دولة إسلامية وما يسمح به الاسبان من ممارسات لايمكن أن يسمح به المجتمع المصري فعموم السياح الأوربيين القادمين من الشمال يأتون إلى اسبانيا طلبا للشمس والاسترخاء عراة او شبه عراة على الشواطىء الاسبانية دون محاسبة نعم لدينا الاسترخاء على الشواطىء ليس له مكان في السياحة في بلادنا, ولكن السائح الياباني يختلف عن السائح الأوربي فالياباني هو ابن الشمس كما يدعي ولا أعتقد أنه سوف يذهب إلى اليونان أو اسبانيا في طلب الشمس كما هو حاصل مع السائح السعودي الذي لايعرف من اليونان سوى أثينا ولايعرف من اسبانيا سوى المدن الاساسية فالسائح السعودي ليس في حاجة للشمس, إذاً علينا أن نطرح على أنفسنا السؤال التالي: من هو السائح الأجنبي الذي يمكن أن تجتذبه السياحة في المملكة العربية السعودية, أو يمكن أن نطرح السؤال بصيغة أخرى: ما الشيء الذي تستطيع المملكة العربية السعودية أن تقدمه للسائح الأجنبي, السؤال بشكل أوضح: ماهي العناصر السياحية المتوفرة في المملكة؟ بإمكان أي خبير في السياحة أن يحدد العناصر الأساسية التي يطلبها السياح عند سياحتهم, مثل الشواطىء في اليونان واسبانيا ومثل أماكن الترفيه (دزني لاند) في أمريكا ومثل الجو الرائع (سويسرا) ومثل الغابات والسفاري (كينيا) ومثل الأماكن التاريخية (المصريات) في مصر, إذاً ما هو الشيء الذي يمكن أن يجعل المملكة مميزة من الناحية السياحية, يطرح البعض الربع الخالي كظاهرة جغرافية متميزة يمكن أن يتحول إلى كنز سياحي إذا وظف بشكل علمي وصحيح.
وإذا خلصنا إلى تحديد الامكانات السياحية الأشياء التاريخية والجغرافية والمعالم الأخرى ثم المرافق الاساسية (طرق فنادق مواصلات وتسهيلات الخ) يجب أن نعود ونطرح السؤال: ماهي امكانيات الإنسان السعودي النفسية والاجتماعية على استقبال الأجانب والتعامل معهم وخدمتهم؟ فالوظائف الخدمية ليست جزءا من ثقافة الإنسان السعودي على الإطلاق باستثناء أبناء مكة والمدينة, ولكن الخدمات التي يقدمها أبناء هاتين المدينتين المقدستين ليست خدمات خالصة لوجه المال وإنما يشوبها عنصر عاطفي ديني يجعل خدمة الحاج خدمة محترمة، الأمر الذي لايثير اي حساسية عنصرية, ولكن في السياحة هناك خدمات مقابل المال فقط لايدخل فيها حتى عنصر الكرم, إذاً ماهو استعداد الإنسان السعودي للدخول في هذه الصناعة وكم يستغرق تأهيله للقيام بمثل هذه الأعمال, فالعملية لاتتوقف عند إعداد موظفين وجراسين ولكنها تتصل بتهيئة المجتمع كله لتقبل مثل هذا النوع من الصناعة.
لمراسلة الكاتب yara4me@ yahoo.com
|
|
|
|
|