| محليــات
عمّقت لاءات باراك الخمس التي وضعها كشروط اسرائيلية مسبقة أمام قمة مجمع داود يوم الثلاثاء القادم، عمقت من حيرة المراقبين حول طبيعة الحسابات السياسية الغامضة حتى الآن والتي دفعت الرئيس الأمريكي بيل كلينتون للمغامرة الخطيرة كما قالت الواشنطن بوست أمس الأول لدعوة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لاجتماع قمة يرعاها ويشارك فيها بهدف الوصول لاتفاق نهائي للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين!
ومن الواضح لكل مراقب سياسي ان رفض باراك أي مناقشة في القمة لقضية القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل عام 1981م الى القدس الغربية واعتبرت شقي المدينة عاصمة موحدة وأبدية لها، ورفض مناقشة حق اللاجئين الفلسطينيين من حرب عام 1948م، وعدوان عام 1967م الى ديارهم وعدم إزالة المستوطنات التي تم نشرها في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعدم وجود جيش فلسطيني أو غيره في وادي الأردن,, إلخ هذه الشروط، نقول من الواضح ان هذه الشروط زادت من تصعيب مهمة الرئيس كلينتون وجعلت فرصة نجاحه في تحقيق هدفه من القمة الثلاثية شبه معدومة.
مما حوّل المأزق الفلسطيني الاسرائيلي في المفاوضات كما قلنا أمس الى مأزق أمريكي سيراقب العالم كله في اهتمام متزايد كيف سيخرج منه كلينتون دون أن يصم نهاية ولايته بفشل ذريع!
والمؤكد أن لاءات باراك ليست وحدها التي صعّبت مهمة كلينتون، وضيّقت فرصة نجاحه في القمة، إذ إن للفلسطينيين بدورهم مطالب هي من ثوابت سياستهم الوطنية، وتندرج في صلب المبادىء التي نشأ النضال الفلسطيني من أجل تحقيقها.
وأول، بل وأهمُّ الثوابت الفلسطينية عدم التنازل مطلقاً وتحت أي ظرف من الظروف المحلية والاقليمية والدولية عن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
ومن الثوابت التي يصعب التنازل عنها أو المساومة عليها مطلب الانسحاب الاسرائيلي الى حدود الرابع من يونيو 1967م، لأن الأراضي التي تقع وراء هذه الحدود هي الأراضي التي حددها قرار الأمم المتحدة رقم 181 الصادر في نوفمبر 1947م بتقسيم فلسطين الى دولتين: عربية ويهودية، هي الأراضي التي تخص القسمة الفلسطينية لإقامة الدولة عليها.
ومن الثوابت الفلسطينية التي يستحيل التنازل عنها، حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بموجب القرار الدولي رقم 194 الذي ينص على حق كل اللاجئين الفلسطينيين من حرب عام 1948م في العودة الى ديارهم واستعادة دورهم وممتلكاتهم.
أو : تعويض مَن لا يرغب منهم في العودة والبقاء حيث يقيم خارج فلسطين.
ولهذا أعلنت مصادر فلسطينية أمس أن الجانب الفلسطيني في قمة كامب ديفيد سيتقدم بمطلب 40 مليار دولار أمريكي كتعويضات للاجئين الفلسطينيين الذين لا يرغبون في العودة.
وبين لاءات باراك وثوابت الفلسطينيين يبدو الرئيس الأمريكي كلينتون في موقف لا يُحسد عليه أثناء قمة كامب ديفيد ما لم يكن تحت يده ما يضمن به ضمان تحقيق هدف الاتفاق على السلام النهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وهذا ما يتطلع العالم كله إلى معرفته باهتمام متزايد رغم غلبة الشعور بالتشاؤم من أن تنتهي القمة إلى الفشل.
الجزيرة
|
|
|
|
|