|
| الاقتصادية
ان معرفة مايميز أصحاب القدرة على القيادة عن أصحاب القدرة على الإدارة كانت وما زالت الشغل الشاغل لخبراء الإدارة, فما هو سر تميز بعض المنشآت واخفاق البعض الآخر؟
ان الموضوع الأساسي، هو بالمقدرة على تحديد الفرق بين من ينجح في موقع كمدير ومن ينجح بنفس الموقع كقائد يضيف إلى العمل ويسمو إلى تطلعات جديدة, والسؤال الثاني ما هو الشيء الذي يملكه القادة والذي مكنهم من الوصول بمنشآتهم إلى النجاح دون المديرين؟
القيادة والإدارة ليسا بكلمتين لمعنى واحد،وامكانات المدير لا تكفي للتأهيل كقائد, لقد جرت العادة لدىمقابلة مرشح لمنصب إدارة أن يكون السؤال حول الإمكانات الفنية والقدرة على التعامل مع الأفرادوالقدرة على اتخاذ القرارات وما شابه من أمور تقليدية, أما في أجواء العمل المتغيرة باطراد وبارتفاع حدة المنافسة هذه الأيام فيتوجب البحث عما يتماشى واتجاهات العصر الحديث والذي يتجه نحو العولمة.
القائد هو ذاك الذي يبني ثقافة المنشأة وسياساتها وهو الذي يبني قيمها ويمنحها الصحة والقوة هو من يعد ويحدد الخطوات الصحيحة, أما المدير فهو من يبحث عن الخطوات الصحيحة ليتخذها, كلا الدورين مهمان إلا أن الفرق شاسع والنتائج متباينة.
لقد ركز خبراء الإدارة على شيء مهم في القائد ألا وهو الرؤية, القائد هو من يرى الصورة الكبيرة والبعيدة للأشياء، هو من يملك القدرة على رؤية واضحة لمستقبل غير منظور، هو من يمنح جل اهتمامه للأسباب هو من يجذب الناس إليه دونما طلب لإيمانه بمسيرته ولحزمه بتجاوز خط الحاضر الذي بمتناول يد الجميع.
المدير من جهة أخرى، يركز على المهمة وينظر إلى قائمة الأولويات والأهداف القريبة المحددة بإطار زمني للتنفيذ, هو من يبحث عن التفاصيل ويعهد بها إلى موظفيه ويراقب حسن تنفيذها, هو من يضع الأشياء بمكانها الآني ويحرص على وجودها في المكان الصحيح.
تظهر الدراسات أن القيادة بشكل أساسي هي في الشخصية, فعندما يكون السؤال ما الذي يجب توفره في القائد؟ والجواب هو الاتجاه أو الرؤية, والثقة، والتفاؤل, القائد يملأ قلوب من حوله بالأمل والتفاؤل والتفكير الواسع والنظرة البعيدة.
لدى القائد رغبة جامحة بوضع رؤيته قيد النقاش, ليحولها إلىمهمةملموسة ممكنة التنفيذ ويربطها بالواقع ليجني ثمار الدعم الذي سيحظى به ممن حوله.
نقل الفكرة إلى الآخرين ومناقشتها يهذبها ويصل بها إلى حيز الكمال وحيز التنفيذ, معظم المنشآت تسعى لتوحيد الجهود للوصول إلى ما تصبوا إليه وللقائد دوره بإكمال هذا الجهد بالاستفادة من المعلومات وتوجيهها الوجهة الصحيحة وطرحها على الآخرين للاستفادة منها بالوصول للمستقبل.
بالإضافة إلى الرؤية يحبذ من هم حول القائد أن يكون ثابتا متفهما وجديرا بالاعتماد عليه حتى ولو اختلفت وجهات النظر, ان اكبر شركات العالم امثال بوينغ وسيسكو وفي السعودية أمثال شركة المملكة القابضة وأرامكو السعودية يمنحون موظفيهم حق مناقشة القرار والرجوع إلى أصحابه لنقده ولابداء الرأي, بل وفي كثير من الأحيان يمتنع القادة عن تنفيذ مخططاتهم حتى يتمكنوا من اقناع رفاق العمل.
ان القائد يعرف ويثق بإمكانياته ولديه القدرة على توجيهها وتغذيتها وهو بناء على تلك الامكانات يقبل المخاطرة والتحدي بشكل صريح.
لتبسيط ما ذكر آنفا، انه لمن المفيد أن نضع مميزات القائد والمدير بالمقارنة وبكملات بسيطة ومباشرة ليتسنى لنا فهم الفرق بشكل أوضح:
القائد هو القادر على :
1 التخطيط.
2 الإلهام.
3 الابداع.
4 التأثير.
5 أخذ المخاطر.
المدير هو القادر على :
1 التنظيم.
2 الاقناع.
3 العمل بالمنطق.
4 التحفيز.
5 الانضباط ويكون عمليا.
بعد أن تعرفنا بشكل مباشر على مميزات القائد وقارناها بما لدى المدير من مميزات نأمل ان تستفيد من النقاط التالية التي ستساعدك بتخطي مستوى المدير للوصول إلى مستوى القائد:
* أوصل فكرتك بوضوح وبدون تردد.
* احترم جميع موظفيك بغض النظر عن المستويات.
* شجع المتميزين.
* ميز الأشياء الصغيرة والتي لها تأثير جذري على مجريات الامور.
* حدد ما يجب عمله ونفذه.
* ابن قاعدة معلومات مع منشأتك.
* تجنب التردد.
* تحمل مسؤولية الأخطاء واعترف بها ان لزم.
* كن متفائلاً متحمساً وايجابياً.
بالمقابل لابد للمدير من ان يسلح نفسه بمقومات النجاح للوصول إليه، ولك بعض النقاط المفيدة:
* ليكن عملك مسؤوليتك الشخصية.
*حاول حل المشكلة وتجنب القاء اللوم ولتعرف خطوط مسؤوليتك.
*فلتكن على احتكاك بالآخرين ممن هم بنفس اختصاصك ووجهة عملك.
* اعتمد الإيجابية والدعم كواحد من أعضاء الفريق.
*انظر إلى فرص التدريب الفعال والشامل.
* اشترك بتقييم أدائك.
علينا جميعا الاقتناع بأن وضع جو عمل المنشأة يحتم عليك العمل بأسلوب المدير ولو كانت لديك امكانيات القائد وليس هناك عيب في ذلك.
E-MAIL: AL - araj @ AL- araj .Com
|
|
|
|
|
