تأتي مشكلة انحراف الاحداث في المرتبة الثانية أهمية في تنشئة الطفل وغرس القيم والعادات وتكوين شخصيته وتحديد مسار حياته,, ذلك أن الطفل يتعرف فيها على أفعال وسلوكيات وجماعات جديدة,,, فيختلط بهم ويتعلم الحقوق والواجبات والتعاون وضبط النفس,,, فيمارس سلوكه بعيداً عن رقابة أسرته,.
لذا فهي أول حقل تجريبي يجد فيه الطفل متنفساً ليمارس بعض السلوكيات التي كانت محظورة عليه من قبل الأسرة,, وهذه السلوكيات اما أن تكون سليمة ومطلوبة ولكن الأسرة نظراً لأعراف وبروتوكولات تخصها أحجمتها عن ابنها وهو اليوم يجد الفرصة في التحرر من الرقابة غير الواعية,, او أن تكون سلوكيات خاطئة من شأنها أن تؤثر على مستقبل ابنها وتلقيه في منحدر الانحراف,.
لذا تعين على الاسرة ان تواصل مسيرتها المباركة في التربية وعدم الاعتماد الكلي على المدرسة في تولي زمام الأمر ورعاية الابن,, رغم أهميتها وأهمية اختيار المدرسة المناسبة المشهود لها بنجاح ادارتها والقائمين على رعاية ابنائها,, بحيث تطمئن لمن أودعتهم عقول أبنائها.
نعم هنا تتأكد مسؤولية ولي الأمر في متابعة ابنه وتشجيعه وتحبيب التحصيل الدراسي له واستخدام اساليب الثواب والتشجيع التي تحقق تفوق الابن وعدم تعثره دراسياً,, والأهم من ذلك سلوكياً,, فملاحظة الأسرة لابنها باستمرار والتغيرات التي طرأت عليه والسؤال عنه باستمرار وتكوين علاقة مع إدارة المدرسة ومدرسيها وخاصة المرشد الطلابي الذي يُعنى بالمقام الأول بهذا الأمر,,, وتلبية طلبات الابن والابنة وملء وقت الفراغ له في الفترة المسائية ووضع برنامج اسبوعي منوع وشيق يركز على زرع الثقة في نفس هؤلاء النشء وتعليمهم مهارات الاتصال بالآخرين وتحصينهم ضد امراض المجتمع,,, فلا تنتهي مسؤولية الاسرة بمجرد ولوج الابن باب المدرسة,,.
كما تتأكد مسؤولية المعلم في الامانة التي استرعاه الله إياها وان يكون قدر المسؤولية التي كُلِّف بها فهو يتعامل مع بشر ويعدّ جيلاً سوف يحمل مسؤولية امته غداً,, فلو تم بناؤه بصورة هشة وخاطئة فسوف يكون مؤشراً خطيراً يعود على افراد المجتمع قاطبة,, فحري به ان يكون قدوة في القول والفعل,, موجهاً ومرشداً وناصحاً,, مربياً ومؤدباً وداعية,,, لا يحقر نفسه,, فكلمة حسنة وموقف نبيل وشفاعة حسنة ونصيحة صادقة لن تضيع هدراً,, فسوف يبقى صداها ورنينها في نفس هذا الشبل ولو بعد حين,, وهكذا فالأمر ينسحب على المرشد الطلابي وادارة المدرسة التي يتحتم عليها قيادة المؤسسة بكفاءة ونجاح.
ثم إن علينا استحداث النظم واللوائح التي تصب في مصلحة العملية التربوية ومسايرة الواقع ومستجدات العصر والالمام بالنظريات التربوية والنفسية والاجتماعية التي تخدم ابناءنا الطلاب,,.
ووضع البرامج والانشطة التي تحبب الطلاب بالمدرسة والمدرسين وحل مشاكل الطلاب اولاً بأول,,.
إن فشل المدرسة في مهمتها يولد لدى الاطفال شعوراً بالاحباط والفشل وكراهية المجتمع بقيمه ونظمه ومؤسساته,,, ومن هنا يمكن عزو بعض الممارسات الانحرافية عند الابناء الى فشل المدرسة بتقديم تربية سليمة لتلاميذها.
لقد اثبتت بعض الدراسات وجود علاقة بين الجريمة والفشل الدراسي وانه كلما كان مستوى الشخص متدنياً كلما كان اقرب للسلوك المنحرف,, واظهرت دراسة ان نسبة كبيرة من الاحداث المنحرفين المودعين بدور الملاحظة سبق وان تعرضوا لقسوة معلميهم وعقابهم عندما كانوا طلبة بالمدارس,,, فرفقاً ايها المربون يامن تعلمون ان الرفق ما كان في شيء الا زانه,, يامن تحملون انبل واعظم رسالة,, لايكن احد منا عقبة في طريق نجاح احد الابناء,, او انحرافه,, فالكملة الحانية والابتسامة الصادقة والمعاملة الحسنة هي الاساس، نعم هي الاساس,.
واختم بانه بالامكان اكتشاف بعض من عوارض الانحراف مبكراً او القدرة على التعامل معها واحتوائها,, كالاعتداء على الزملاء السرقة من حاجياتهم محاولة الهروب من المدرسة اتلاف اثاث المدرسة مرافقة من هم اكبر منه سناً التسرب التأخر الدراسي كثرة الغياب التأخر الصباحي التدخين.
*جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|