| مقـالات
في الأسابيع القليلة الماضية انتهت الامتحانات,, وخرج الطلاب وشعور داخلي يغمرهم لا يوصف ولكن أحوالهم تترجم ذلك الشعور، وهو التخلص والانفكاك من همّ وغمّ كبير راح وانجلى، والأمر نفسه كذلك معنا نحن، الأهالي الذين عشنا حالات طارئة وأيام الامتحانات، ضغوطات تزداد علينا كما على أبنائنا وبناتنا، والكل يكون في حالة توتر وترقب، ولا سيما إذا كان هناك من يؤدي الشهادة الثانوية، تلك السنة التي بها يكرم الطالب أو يهان,, وبها يتحدد مستقبل أبنائنا وبناتنا بشكل كبير، أو هكذا هو الواقع.
لماذا صارت الامتحانات هما للطلبة وأهاليهم؟ ولماذا لا يقدر الطلبة على التعامل معها بشكل طبيعي؟ ولماذا لا نحاول كمجتمع يضم تربويين وعلماء نفس وغيرهم على أن نجعل من هذه الامتحانات أمرا عاديا لا تسبب أرقا وتوتراً للجميع، الأمر أصبح يؤثر بالضرورة على النتائج النهائية، التي بها يتحدد مصير الطالب أو الطالبة بالنسبة للمراحل التعليمية القادمة وأعني بها الدراسة الجامعية؟ لماذا لا يتم العمل على دراسة تغيير أسلوب الامتحانات وعلى وجه الخصوص امتحانات المرحلة التوجيهية؟
اليوم هناك محاولات جادة في عدد من الدول الخليجية لتطوير التعليم، وعلى وجه الخصوص التعليم الثانوي، بما فيه من مناهج وهيئة تدريسية وأساليب تدريس وتعليم وطرق تقييم والتي منها الامتحانات, حيث صار المبحث الأساسي الآن على مناهج التربية والتعليم، بحيث تهتم تلك المناهج وتركز على تعليم المهارات العقلية والمعرفية للطلاب، والتشجيع على البحث والاستقصاء في المشكلات الحياتية الواقعية ودراستها بما يتوافق مع السن والمرحلة والمعرفة المتراكمة لدى الطالب أو الطالبة كما صار المطلب الآن في الدول التي بدأت تراجع خطط تطوير التعليم ومنها التعليم الثانوي، التركيز على تنمية الذكاء والقدرات التحليلية والتطبيقية لدى الطالب وتساعده على الإنتاج والإبداع، إضافة إلى تنمية مهارات التفكير الناقد وكيفية اتخاذ القرار، بناء على الكم المعرفي والقدرات المهارية التي لديه.
وإذا ما استطعنا أن نزيح هم الامتحانات عن أبنائنا وبناتنا وأنفسنا، فكيف نستطيع إزاحه هموم العطلة الدراسية عن الجميع؟
والإجابة لابد أن تكون في تكثيف تأسيس وإنشاء أندية صيفية ثقافية ورياضية وفنية للجنسين وفي جميع المراحل,, كذلك تكثيف إقامة المهرجانات الصيفية في جميع المناطق ومضاعفة المعارض وتخفيض رسوم دخول الطلاب والطالبات لهذه المهرجانات بسعر رمزي,, كذلك تنويع البرامج التليفزيونية والإذاعية لتكون ترفيهية تثقيفية مبسطة,, وفتح أبواب الأندية الرياضية وتنويع نشاطاتها لتكون صالحة لجميع الطلاب,, فتح أبواب التدريب والتأهيل والتوظيف للجنسين من الطلاب والطالبات أثناء الإجازة المدرسية,, وبذلك نستطيع تخفيف هم الاختبارات وهموم العطلة.
|
|
|
|
|