| شرفات
مدينة أثرية دارسة في جبل الزاوية بناحية قلعة المضيق من منطقة الغاب الخلابة بمحافظة حماة, وتقع هذه المدينة الاكثر شهرة في سورية والعالم، عند اسفل السفح الغربي لجبل الزاوية، تطل من الشرق على سهل الغاب، وتجاورها غرباً قلعة المضيق التي كانت في الاصل أكروبولا للمدينة فوق تلّ اثري تبعد عن مدينة حماة 60كم باتجاه الشمال الغربي,, ويمكن الوصول اليها عن طريق حماة السقيلبية قلعة المضيق.
وتذهب الدراسات الآثارية الى أن هذه المدينة التليدة كان قد بناها سلوقس نيكاتور ملك سورية وبابل في الفترة 317 300 ق,م وسماها أفامية باسم زوجته الفارسية.
وقد خضعت للرومان بعد أن احتلوا سورية عام 64 ق,م، كماخضعت بعدهم للبيزنطيين، الى أن حرّرها العرب المسلمون عام 638م ايام الخليفة عمر بن الخطاب بقيادة ابي عبيدة عامر بن الجراح، ثم غدت مركز الصراع ضدّ الامبراطورية البيزنطية وبخاصة زمن الدولة الحمدانية، وهزم فيها الفاطميون الجيوش البيزنطية أكثر من مرة، الى أن استولى عليها السلاجقة عام 1083م ,
وفي عام 1106م سقطت أفامية بيد الفرنجة الى أن استردها نور الدين محمود عام 1149م، وقام بترميم مبانيها,.
ثم اتخذها الظاهر بيبرس قاعدة لحملاته ضدّ انطاكية, ولهذه المدينة مخطط يشبه الشطرنج يخترقها شارع رئيسي من الشمال الى الجنوب طوله 1850متر وعرضه 37,5 متر، اقيمت علىجانبيه كما على جانبي الشارع الذي يقاطعه اهم المباني العامة من قصور ومعابد وحمامات واسواق تجارية ومسارح وسواها.
وتؤكد المصادر الموثقة، أن الزلازل التي اجتاحت المنطقة بين عامي 1157 1170م، قد دمّرت مدينة أفامية تدميراً كاملاً, وقد قامت عدة بعثات أثرية متخصّصة منذ ثلاثينات القرن العشرين، وحتىيومنا هذا، بالاشتراك مع المديرية العامة للآثار والمتاحف باجراء التنقيبات الاثرية,
وقد اكتشفت مؤخراً مايزيد على خمسة كيلو مترات من أسوار المدينة مع أبراجها ذات الشكل المربع، واضافة الى الترميم فقد أعيد بناء العديد من اعمدتها في الشارع الرئيسي .
كما رمّم خانها الذي بني في أوائل القرن السادس عشر في عهد السلطان سليمان خان الاول (سليمان القانوني) ليكون خانا للحجاج والمسافرين والذي تبلغ مساحته سبعة آلاف متر مربع وتتوسطه باحة واسعة تحيط بها قاعات وغرف عديدة مبنية بالحجارة الكبيرة سقوفها قباب نصف اسطوانية تحملها عقود نصف دائرية.
تعرّض هذا البناء العظيم للاهمال فأثرت فيه عوامل الطبيعة فانهار قسم من سقف جناحه الغربي وتهدّمت واجهاته وابوابه,, وازيلت جميع مصاطبه,,
وقد رمّم حديثا واصبح متحفاً إقليميا لمدينة أفامية في 24تشرين الأول عام 1982م،ووضعت فيه الفسيفساء المكتشفة في أفامية مع سواها من المكتشفات الأثرية,.
وأصبح المتحف الوحيد الخاص بالفسيفساء في سوريا وهو متحف يرتاده الآلاف من الزوّار، والسياح، والدارسين، والمنقبين ويحظى بسمعة واسعة عمت القطر والوطن العربي والعالم بأسره.
|
|
|
|
|