| شرفات
هل يستطيع المرء في المستقبل ان ينمو له دماغ جديد؟ بالطبع لا,, ولكن الأبحاث الأخيرة التي أجريت على الخلايا العصبية الجذعية اثبتت ان هناك وسائل لاصلاح الأضرار وحتى (تخليق) اجزاء كاملة من الدماغ.
وفي الوقت الراهن تجرى عمليات زرع للدماغ، ولكن بعد وجود متبرعين,, ولذلك فإن عملية زرع دماغ كامل هي اشبه بقصص الخيال العلمي، إذ يقول البروفيسور الأمريكي إيفان سنايدر: (لا استطيع أن أتصور ان تكون عمليات زرع الدماغ للبشر ممكنة في السنوات العشرين المقبلة، فالتوصيلات المطلوب إجراؤها هي في منتهى التعقيد، وتعد بالملايين، غير ان زرع خلايا دماغية فهذه قصة أخرى.
وحتى اليوم لم يحقق الطب سوى القليل على صعيد زرع خلايا الدماغ,, ولو أخذنا على سبيل المثال مرض باركنسون الذي يحرم قرابة مليون أمريكي من القدرة على الحركة أو النطق، فهو مرض ناجم عن التدمير البطيء لخلايا الدماغ التي تفرز مادة (دوبافين) الكيميائية الضرورية لنقل الرسائل من الدماغ الى بقية أجزاء الجسم,وقبل نحو عشر سنوات شرع الباحثون السويديون يزرعون خلايا منتجة لمادة (دوبافين) أخذوها من أجنة بشرية في أدمغة مرضى باركنسون، ولقد أدت العملية الى تحسين القدرات الحركية للعديد من المرضى، ولكن بطريقة جزئية، وليس جميع المرضى,, ولو أمكن على سبيل الافتراض تحسين فرص نجاح هذا النوع من العمليات فإنه من المستحيل أن يصبح روتينيا عاديا,.
قطع الغيار البشرية بين الممكن والمستحيل
ولو تركنا الدماغ وشأنه وتعقيداته، وانتقلنا الى اعضاء اخرى، فهل من الممكن ان توفر في القرن الحادي والعشرين قطع غيار بشرية بكل معنى الكلمة؟
بالنسبة للشعر، فإن المحاولات العلمية قائمة على قدم وساق بهدف تطوير علاج لظاهرة الصلع واستعادة الشعر أو جزء منه، وقد تم مؤخرا تطوير نسخة جديدة من الدواء، (روجين) وهناك ايضا عمليات زرع للشعر تجرى هذه الأيام,,
ومن المتوقع تطوير علاجات فعّالة، وربما امكن حفز بصيلات الشعر المقلصة بواسطة البروتين مستقبلا، أما العين، فإنه تجرى حاليا عمليات بالليزر او عمليات زرع لعلاج قصر او بعد النظر، ومن الممكن مستقبلا زرع عدسات لعلاج النظر مع المحافظة على تماسك قرنية العين، وبالنسبة للأذن فإنه تجرى حاليا عمليات زرع لحلزونية الأذن الباطنية لاستبدال الأذن الداخلية المعطوبة، ومن المتوقع مستقبلا إجراء عمليات زرع يمكن تعديلها وفق السلسلة الأوسع من الترددات على مسافات بعيدة، وبالنسبة للصدر، فإنه تجرى له حاليا عمليات إعادة بناء بطرق مختلفة ومنها بواسطة الخلايا الحيّة المأخوذة من منطقة الظهر أو البطن، ومن المتوقع مستقبلا استنباتها مخبريا من خلال الشخص نفسه ومن ثم زرعه في المريض.
أما بالنسبة للقلب فهناك عمليات زرع لضمان تدفق الدم الى عضلاته، وقد بدأ الاطباء يستخدمون العلاج بالجينات لزرع أوعية دموية جديدة,, ومن المتوقع زراعة اجزاء من القلب في المخبر، او حفز خلايا عضلات القلب لاصلاح نفسها بنفسها,وعلى صعيد الأعصاب، فإنه يتم اليوم استنباتها في المخبر من خلايا الخنزير، ومن المتوقع مستقبلا إعادة زرعها من الخلايا الجذعية للفرد، وبالنسبة للأطراف، فإنه يجرى هذه الأيام زراعة اطراف بديلة اصطناعية متصلة كهربائيا بالجهاز العصبي، وفي المستقبل قد يصبح ممكنا وصلها كهربائيا بالدماغ، وفي الوقت الراهن، نجح الباحثون في استنبات طبقات من الجلد في المخبر مأخوذة من الانسان,, ومن الممكن مستقبلا زراعتها في الجسم من الخلايا الجذعية، وعلى صعيد العظام والغضروف فإنها يتم استنباتها مخبريا هذه الايام، وربما أمكن التوسع في إنتاجها,, وقس على ذلك الأوعية الدموية التي يمكن استنباتها وزراعتها.
الدواء حسب الطلب
نشرت (المجلة الطبية الأمريكية) خبراً يقول إنه بحلول العام 2024 سيصبح توفر العقاقير والأدوية حسب حالة المريض,, فما ان يشخص الطبيب حالة المريض من خلال الأجهزة، حتى يقول له: بضع دقائق فقط,, وستقوم الصيدلية بصنع عقار لك.
وليس غريبا ان تصبح حبوب الدواء بعد 25 عاما حسب الطلب، ولكنه من المؤكد ان تصبح كذلك مع وجود البيولوجيا الجزئية، وسيكون بمقدور العلماء حتى ذلك التاريخ فك رموز الخريطة الجينية للفرد، والتي تحتوي على نحو 140 الف جينة,, فبعض هذه الجينات يعاني من عيوب أو اعطال تتسبب في حدوث الأمراض، وإذا امكن فك رموز الجينات وكشف عيوبها استطاع العلماء ان يجروا تعديلات عليها لكي تصبح سليمة من العيوب,, وبالتالي التغلب على الأمراض.
ومن المؤكد ان لهذا التطور العلمي نتائج تطبيقية مذهلة لأن تسجيل الخريطة الوراثية لفرد ما على شريحة الحاسوب، سيمكن الأطباء من تحديد مستوى مخاطر الاصابة بمرض ما قبل حدوثه وعليه فإن الفرد يتلقى العلاج المناسب والعقار المناسب لحالته.
* مترجمة: عن (المجلة الطبية الأمريكية) .
|
|
|
|
|