| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قرأت ما كتبه سعادة الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل في (رؤى وآفاق) العدد (10107) بعنوان (وزارة للمياه) والذي تحدث فيه عن ندرة المياه في هذه الجزيرة القاحلة واقتراحه إنشاء وزارة للمياه التي اصبحت أكثر أهمية من البترول في وقتنا الحالي حيث ان هناك وزارة خاصة للبترول تتولى شؤونه والمياه أولى من ذلك، فهي تتصل بحياة كل مواطن، ان مياه الشرب أغلى من البترول,, وقامت حروب حول المياه وصراع القرن الحالي هو صراع المياه,, أجل ان هناك أهمية قصوى لإنشاء (وزارة للمياه) لكي تتولى شؤون الماء وتنسق برامجه التي هي موزعة بين عدد من الجهات، مثل وزارة الزراعة والمياه، مصالح المياه والصرف الصحي، المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، ووزارة الزراعة والمياه تحمل مسؤوليات كبرى غير المياه ولها الأولوية قبلها مثل شؤون الزراعة، الثروة الحيوانية، أبحاث الزراعة والمياه، وفي إنشاء وزارة خاصة للمياه فوائد جلّى منها:
1 لم شتات الجهات المسؤولة عن المياه في جهة واحدة تكثف جهودها لهذه المهمة الرئيسية بدلا من تشتيت الجهات المسؤولة عن المياه في عدد من المرافق تتداخل مسؤولياتها وتتضارب خططها وفي ذلك توحيد لهذه الجهود وتكثيف للإمكانات المالية والبشرية في الدراسة والتخطيط والتنفيذ حيث تتداخل مهام وزارة الزراعة والمياه التي تنشىء محطات التنقية مع مهام مصالح المياه والصرف الصحي التي تقوم بتنفيذ شبكات التوزيع ومهام توزيع المياه في المدن.
2 نحن دولة صحراوية تندر فيها المياه بشكل كبير جدا,, فلا أنهار ولا عيون جارية بل ان مياه الزراعة ومياه الشرب هي من الآبار التي تسحب من المياه الجوفية المهددة بالنضوب بين فترة وأخرى وعلى هذا فإن وجود وزارة خاصة بالمياه تضع (مخططا استراتيجيا) مدروسا للمياه ومصادرها وتضع الخطط التي تقنن سحب المياه وتقوم بالدراسات والأبحاث عن مكامن المياه الجوفية وعن مدى بقاء هذه المياه في ظل السحب الهائل لها,, وتقوم بأبحاث ودراسات دقيقة عن مخزون المياه الجوفية ومصادر زيادته او نقصه.
3 دراسة تأمين مصادر آمنة لمياه الشرب التي تعاني من قلتها بلادنا الصحراوية الجافة، وذلك بدراسة تخصيص شركة مساهمة لمياه الشرب تقوم بالاستفادة من مياه الأمطار الساقطة سنويا حول المدن وجمعها بطرق صحية آمنة في خزانات وتوزيعها على المدن بصهاريج نظيفة وبأسعار رمزية مريحة, لا شك ان في ذلك فائدة كبرى للمدن التي تعاني من عدم توفر مصادر آمنة لمياه الشرب إلا من محلات التنقية التي تعالج المياه بطرق غير آمنة وتجلب المياه من آبار غير مراقبة صحيا, ولكن مياه الأمطار اذا تم جمعها بطريقة صحية وفي خزانات نظيفة فإنها ستصبح مصدرا صحيا نقيا لمياه الشرب وخصوصا في المدن الواقعة في وسط المملكة والتي لم تصلها مشاريع تحلية المياه والتي لا شك سيكلف ذلك أموالا طائلة لها.
4 مياه الأمطار لدينا تضيع هباء منثورا في الصحارى والاودية وهي ثروة وطنية مهدرة يمكن استغلالها استغلالاً أمثلا بعدة طرق منها:
أ دراسة مواقع الشعاب والأودية طبوغرافيا ووضع (برك تجميع) لهذه المياه في الصحارى التي تتبخر فيها هذه المياه او تمتصها رمالها وبالتالي استغلال هذه المياه المتجمعة في هذه البرك لامداد القرى الواقعة بالقرب منها بمياه الشرب في فصل الصيف اللاهب الحرارة حيث ان هناك قرى داخلية في مجاهل الصحاري قد يكلف جلب صهريج المياه لها من مسافات بعيدة وبطرق وعرة مئات الريالات كما يمكن استغلال هذه المياه بعد وضع (محاجز) لها في تشجيع الرعاة وتنمية الثروة الحيوانية بإيجاد مصادر شرب للمياه وخصوصا في المراعي الواقعة على (الدرع العربي).
ب وضع سدود لمياه الأمطار على الأودية وخصوصا الأودية التي تنحدر الى البحر الأحمر من جبال السروات وهي كميات هائلة من المياه التي يمكن حجزها بدلا من ضياعها هباء في البحر الأحمر بتنمية منطقة تهامة الزراعية الخصبة, كما يمكن وضع هذه السدود لزيادة مخزون المياه الجوفية او بتعديل اتجاهات المياه لجمعها في واد واحد مثل وادي الرمَّة.
5 بعد إنشاء وزارة خاصة للمياه يمكن ان تتفرغ وزارة الزراعة لشؤون الزراعة والثروة الحيوانية ويمكن تسميتها (وزارة الزراعة والثروة الحيوانية) والاهتمام بشؤون هذين القطاعين بعد ازاحة قطاع المياه عن كاهلها وتفرغ جهة أخرى له.
م,عبدالعزيز بن محمد السحيباني البدائع
|
|
|
|
|