| محليــات
ظهرت مؤشرات اغلبها غير مشجع ولا يدعو للتفاؤل بنجاح القمة التي دعا لها الرئيس الامريكي كلاً من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في مجمع داوود تحت رعايته وكشريك فيها لتكون القمة حاسمة تحقق الوصول لاتفاق فلسطيني/ اسرائيلي.
فبعد وقت قليل من اطلاق الدعوة الامريكية للقمة اعلن مستشار الرئيس عرفات نبيل ابو ردينة بقبول الرئيس الفلسطيني للمشاركة في القمة بترحيب ملحوظ.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي قد اعلن قبل ذلك قبوله للدعوة.
ولكن اعقب اعلان قبوله المشاركة فيها استقالة وزير الداخلية في حكومته وهو ناتان سترانسكى الذي يتزعم حركة المهاجرين الروس بعاليا احتجاجاً على مشاركة باراك في قمة مجمع داوود.
ومن جانبه اعلن زعيم الحزب القومي الديني المتشدد اسحق ليفي انه سيوصي حزبه بمغادرة الائتلاف الحكومي احتجاجاً على عقد القمة الاسرائيلية/ الفلسطينية/ في الولايات المتحدة الامريكية، لانه لا يستطيع مع حزبه ان يشاركوا في مبادرة يرفضونها كلياً وستؤدي الى تقسيم الشعب اليهودي وتهديد امن البلاد!!
ويبدو ان باراك فهم رسالتي زعيمي حزب بعاليا والقومي الديني، فصرح باراك بقوله: ان فرص نجاح او فشل قمة كامب ديفيد متساوية .
ومالم يعتبر هذا التصريح دلالة واضحة على تراجعه عن حالة الحماس التي اعلن بها قبوله لدعوة كلينتون للقمة، فانه التصريح مؤشر قومي للاحتفاظ بخط رجعة عما يمكن ان تتوصل اليها القمة من نتائج لصالح الفلسطينيين لا يرضى عنها هو او اطراف ائتلافه الحكومي.
ولم يبتعد المحللون السياسيون كثيراً عن خطى التفاؤل والتشاؤم بما يمكن ان تسفر عنه القمة المرتقبة، ولكنهما يبدوان خطين متوازيين لن يلتقيا ابداً,, فأما تفاؤل يستند الى امل في ان يقبل باراك بالتزامات حكومته الموثقة في الاتفاقات المبرمة مع الفلسطينيين وتنفيذ استحقاقاتها، واما تشاؤم مرجعه الضغوط الحزبية التي بدأت احزاب الرفض الاسرائيلية في ممارستها عليه حتى لا يلتزم بشيء ليس في صالحهم قد تنتهي اليه قمة الكامب.
وفي الحالتين يبقى الامل في نجاح القمة كمبرر للتفاؤل بنتائجها المرتقبة معلقاً فقط بالحسابات السياسية التي اقنعت الرئيس الامريكي كلينتون بتوجيه دعوته التي كانت محل شكوك من قبل لعقد قمة كامب ديفيد خصوصاً انه برر الدعوة لهذه القمة بقوله:ان المفاوضات تواجه مأزقاً، وان تأجيل هذا الاجتماع في كامب ديفيد، او الابقاء على الحالة الراهنة للمفاوضات لا يشكلان خياراً .
إذن، فان الرئيس كلينتون يريد بحساباته ان يُخرجَ المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية من مأزقها بالمواجهة المباشرة التي ستتم بحضوره بين الرئيس عرفات ورئيس الوزراء باراك بقصد وضع اتفاق نهائي للسلام.
دعونا نرى كيف سيخرج الرئيس كلينتون المفاوضات الفلسطينية/ الاسرائيلية من مأزقها؟!
وهل سيختتم ولايته الثانية والاخيرة بنجاح مدوٍ أم بفشل مدوٍ، خصوصاً انه ستواجه وهذا وارد بل ومرجح تحركاً سريعاً وقوياً ومتواصلاً من اللوبي اليهودي/ الامريكي سواء من داخل مجلسي الكونغرس او من خارجه حيث تبدأ خيوط صنع القرار السياسي الامريكي لتصل الى البيت لمجرد الاتباع والتنفيذ في اغلب الاحوال.
والمؤكد انه ضغوط اللوبي اليهودي/ الامريكي ستدفع كلينتون راضياً او كارهاً باتجاه الانحياز التاريخي المعروف للسياسة الامريكية الى جانب اسرائيل، بمعنى تأييد طروحات باراك في القمة التي اشار الى خطوطها العريضة امس عندما حدد خمس نقاط غير قابلة للتفاوض في قمة كامب ديفيد وهي:
1 القدس الشرقية كعاصمة موحدة لاسرائيل.
2 عودة اللاجئين الفلسطينيين.
3 بقاء المستوطنات اليهودية في قلب الدولة الفلسطينية وحق اسرائيل في المسئولية عن امنها.
4 الحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية المرتقبة بمعنى ابقاء الاحتلال الاسرائيلي على اجزاء منتقاة من الاراضي الفلسطينية.
5 عدم وجود قوة عسكرية فلسطينية او غير فلسطينية عند وادي الاردن.
وهذه الشروط الاسرائيلية الخمسة تنقل مأزق عملية السلام من مأزق فلسطيني اسرائيلي في المفاوضات الى مأزق امريكي في عملية السلام وعلى باراك ان يخرج منه نجاحاً او فشلاً
الجزيرة
|
|
|
|
|