|
| أفاق اسلامية
اليونان دولة من دول اوربا المطلة على البحر المتوسط، وهي من دول البلقان، وتعتبر الدولة الاوروبية الاكثر قربا من الدول العربية والاسلامية، ومساحتها اقل من مساحة سلطنة عمان على سبيل المثال، ويسكنها حوالي 11 مليونا يشكل المسيحيون الارثودكس 97% منهم، ويشكل المسلمون هناك اقلية، ولليونان تاريخ حافل هي ارض الاغريق وهي البلاد التي تراوحت علاقاتها بالمد والجزر مع محيطها، ولها تاريخها الامبراطوري العريق، وكذلك امجادها العلمية التي لا تنكر.
ان تلك البلاد والاسباب عديدة ليس اقلها التاريخ والجغرافيا قد تربت على عداوات وحساسيات من الاسلام والمسلمين، وكانت لها مواقعها التي عادت الى حد ما الشعوب الاسلامية كما حصل في علاقتها مع ألبانيا على سبيل المثال، وكما كانت علاقتها مع تركيا وحتى على صعيد جزيرة قبرص.
اما من الناحية السياسية فان هناك حزبين كبيرين يتقاسمان النفوذ بالبلاد اولهما الحزب الاشتراكي والثاني الحزب المحافظ.
لقد حكم العثمانيون بلاد اليونان لفترات طويلة، وتركوا خلفهم تراثا كبيرا هناك، ولكن للاسف لم يدخلوا لاعماق الشعب اليوناني، والتالي بمجرد خروجهم تحول العديد من المساجد الى متاحف واماكن اثرية، واصبح المسلمون اقلية صغيرة لا يحسب لها اي حساب، وبالتأكيد بأجواء كهذه لم يتم بناء اي مسجد جديد.
ان حكومة المملكة العربية السعودية وحكومات بعض البلدان الاسلامية الغيورة على الاسلام والمسلمين والتي حاولت جاهدة ومنذ عقود طويلة إعطاء صورة عن الاسلام، وإبعاد كل المفاهيم الخاطئة والظالمة التي ألصقت بالاسلام والمسلمين حيث سعت بجهودها في كل مكان، ولم تكن اليونان مستثناة من هذا الجهد الطيب المبارك، والذي حصدنا ثماره اخيرا بتصويت البرلمان اليوناني وفق ما اعلنته وكالات الانباء مؤخرا لصالح بناء مسجد ومركز ثقافي اسلامي في ضاحية تبعد حوالي ثلاثين كيلو مترا عن العاصمة اثينا في قرار لاسابق له في اليونان، وذلك بتصويت 55 صوتاً بالموافقة ومعارضة 45 صوتاً من بينها 3 أصوات امتنعت عن التصويت، لقد صوت بالموافقة اعضاء الحزب الاشتراكي الحاكم، وصوت بعدم الموافقة اعضاء المعارضة من حزب المحافظين، وامتنع عن التصويت ثلاثة نواب شيوعيين.
وستقوم الحكومة اليونانية بالتبرع بالأرض، كما سيمول المشروع حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة الكويت الشقيقة وفق ما ذكرته وكالات الابناء.
ان العمل الدؤوب والطموح والمستمر لابد وان يؤتي ثماره، سيما وان الهدف اولا وأخيرا هو اعلاء كلمة الحق ونشر راية الدين ورفع مكانة المسلمين وتحسين صورتهم في اذهان البشرية جمعاء، في عالم اصبح فيه النقاش والحوار والاعلام والتكنولوجيا هو الاساس.
ان المملكة العربية السعودية التي فهمت العصر والواقع والزمن وروح الحياة المعاصرة، وعملت من خلال ذلك للوصول الى ما حملته كأمانة الا وهي رفع راية الحق في كل مكان، ان بلادنا لتعمل وهي تسير بنهج وورح الاسلام، وبمنهج السلف الصالح، وليس لها من دستور غير القرآن الكريم وسنة خير المرسلين صلى الله عليه وسلم ، ولذلك فإنها تحرز الانتصار خلف الانتصار على الجبهات المختلفة، وليست الجبهات الثقافية والاجتماعية بهينة او سلهة في هذا العصر بل هي اعتى الجبهات, والله من وراء القصد.
ALOMARI 1420 @yAhoo com
|
|
|
|
|
