|
| الاقتصادية
لوقت طويل ارتبط موضوع الصورة الذهنية عن المنشأة بمسألة تصميم الغرافيك مع اهتمام طاغ بأمور مثل اختيار الاسم وكتابة الحروف وتصميم الشعار واستخداماته ومزيج الالوان في اللوغو والملابس وتصميم قرطاسيات المنشأة والنماذج والمطبوعات العامة البروشورز ,, وغيرها.
هذا التصور المحدود لم يعد يناسب عصرنا المدهش بتحديات التقنية والعولمة والمنافسة المحتدمة وما نلاحظه بل نعيشه من تهديدات بل واقع قفز الحدود وقفز الثقافات التي تمارسها الشركات العالمية المجهزة والمندفعة للانقضاض على اسواق العالم الثالث بل العاشر .
وما تحتاجه شركاتنا ومؤسسات الاعمال هو ما يسمى إدارة الصورة الذهنية وهو نظام كلي جامع لإدارة الانطباع العام يصمم لتحسين صورة المنشأة أمام العملاء والموظفين والشركاء والمنافسين والجهات الحكومية والقطاع الجماهيري عامة او ما يسمى بالذهن الجماعي.
إدارة الصورة الذهنية تتبلور تحت وقع هذا الوعد الجاد الذي يقول: أي شيء تفعله او تقوله او لا تفعله او لا تقوله منشأة ما، يؤثر على الانطباع التصور الذهني عنها ومن ثم على اداء المنشأة والموقف التنافسي لمنتجاتها وخدماتها في السوق .
ومما لا شك فيه ان اي ضعف في قدرة المنشأة على جذب الطاقات البشرية او الموارد المالية او التحالفات الجيدة يعود اساسا الى ضعف في سلوكياتها وصورتها العامة في ذهن المعنيين بالامر، هذا التصور الشمولي للصورة الذهنية يركز على التسويق اكثر من مركز التصميم الفني وهنا مربط الفرس.
التسويق وظيفة ديناميكية مفزعة لأن اهتماماتها وخصائصها تنقلب حسب تقلب مزاج وحاجات ومتطلبات العملاء التي لا تهدأ البتة، وفي نفس الوقت هناك اثبات من نوع خاص في قواعد اللعبة التسويقية او التنافسية في الصناعة او السوق، وعليه تصبح إدارة الصورة الذهنية عملية مستمرة وشاملة وديناميكية تتشبث بأطراف وجهات وعلاقات متشعبة داخل وخارج المنشأة، ومن هنا تأتي الصعوبة وتتولد التحديات.
وكل كلمة في المقطع السابق لها معناها الخاص، فعملية اي ان هناك خطوات ونظام واجراءات متكاملة لتحقيق وإدارة الصورة الانطباعية.
ومستمرة اشارة الى انها إدارة عبر الزمن وليست نظرة عابرة او جهداً إعلامياً مؤقتاً، وشاملة لأنها تتأثر وتؤثر وتتعمق في كافة اجزاء واقسام ومستويات التنظيم داخل المنشأة من قمة الهرم ومجلس الإدارة وحتى موظف الامن عند البوابة الخارجية،
أما الديناميكية والتشتت الذهني مع اطراف عدة فتلك من الخصائص التي تولد الضغط لتكون هناك إدارة للصورة الذهنية وليس مرسم او ورشة لتصميم المطبوعات والشعارات ولإصدار الاخبار والتحقيقات فقط .
إدارة الصورة الذهنية تعني ان المنشأة تؤسس وتبني وتدير وتحافظ على صورة انطباعية تميزها عن اقرانها في اذهان المحيطين بها والمعنيين بنشاطها ومجالات عملها، إذاً هي اكبر من اتصالات واضخم من علاقات عامة واهم من الرموز والاشكال الفنية للاسم والبروشورات,, هي همّ استراتيجي وآلية للتميز على المدى الطويل.
|
|
|
|
|
