أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th July,2000العدد:10144الطبعةالاولـيالجمعة 5 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

خلية النحل
فهد العتيق
لا أظن أن أوروبا الحديثة نهضت في القرن الميلادي الماضي على أكتاف (التنابلة) و (الفاسدين) و (الأنانيين) و (أصحاب المصالح الشخصية)، بالتأكيد أن هذه الأمة نهضت على أكتاف المبدعين والمنتجين الذين وجدوا التشجيع الكبير المادي والمعنوي خلال قرن كامل من الزمان.
ومشكلة عالمنا العربي الكبير أن هذه الدائرة أو المؤسسة أو المصنع لا تفرق بين الإنسان المنتج والإنسان غير المنتج، كلهم سواسية، بل إن غير المنتج يستطيع الوصول بطريقته الخاصة إلى غاياته، في حين لا يستطيع عطاء وجهد المنتج أن يقدمه في وظيفته إلا في الحدود الضيقة والنادرة، ولهذا يقل عطاء الإنسان بشكل عام وتتحول الدائرة أو المؤسسة او المصنع إلى مكان قليل العطاء والإنتاجية وبالتالي قليل الأهمية وهذا ينعكس على عطاءات الوطن والأمة بشكل عام.
نهضت أوروبا واليابان لأنهما منحت للمنتجين والمبدعين ميزات عن سواهم وقبل ذلك منحت للمؤسسة او الدائرة أو المصنع صلاحية ترقية المنتجين وتميزهم ماديا ومعنويا عن سواهم من قليلي العطاء والإنتاج والإبداع او معدوميه، وهذا ما حوّل هذه الفئة الأخيرة قليلة العطاء إلى فئة نشطة وعاملة من أجل ان تكسب الميزات المادية والمعنوية للمنتجين وهكذا تتحول الدائرة أو الشركة أو المصنع إلى خلية نحل وهكذا يتحول الوطن أو الأمة إلى خلية نحل كبيرة تسير بهدوء وإتقان وإبداع وعطاء نحو القمة حتى تشارف على نهضة تاريخية مميزة.
بالتأكيد نحن في هذا العالم العربي المسكين بحاجة إلى أنظمة مرنة من أجل حماية وتشجيع وترقية الفئة المنتجة والمبدعة ومن اجل حفز فئة غير المنتجين على تغيير جلودهم وعقولهم ليتحولوا إلى فئة الإيجابيين اصحاب العطاء والإنتاج.
فهل يحاول هذا العالم العربي الجميل أن يخطو خطوة واحدة في هذا الاتجاه، خطوة صغيرة وبسيطة لكنها هامة تمنح المبدع والمنتج والمتفوق في عمله ميزات وترقيات مادية ومعنوية بعيداً عن روتين الأنظمة المتجمدة من اجل أن يعيد الكسالى والمنافقون النظر في أنفسهم، ومن أجل خلية نحل عربية تحاول اللحاق بمن سبقها على هذا الكوكب المضيء.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved