أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th July,2000العدد:10143الطبعةالاولـيالخميس 4 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

من الأولى أن يكون الظن حسناً
من المعلوم لدى الجميع أنه من المروءة أن يعرف كل منا قدره وأن يعرف قدر الآخرين، ومن المروءة أيضا أن نحترم الآخرين كما نحترم أنفسنا، ومن ذلك أن نحسن الظن بالآخرين كما نحب أن يحسن الآخرون الظن بنا, فلماذا نجد بعض الأشخاص وقد رجحت فيه كفة إساءة الظن على كفة إحسانه وقد يكون ذلك ليس له دليل استند إليه ولا له قرينة يعلل بها وإنما كان ذلك هوى من نفسه أو لأنه لم يثق بنفسه فظن أن غيره مثله في ذلك, فهؤلاء أليس الأولى أن يحسنوا ظنهم؟ ثم ما الذي يضره إذا حمل ما يراه أو ما يسمعه على المحمل الإيجابي وبالمقابل ما الذي ينفعه إذا حمله على المحمل السلبي، بل إذا حمله على المحمل الإيجابي فإن ذلك في صالحه لامحالة لأنه بذلك يسلم من ظلم الآخرين وأيضا يرتاح في قرارة نفسه من عناء تحليل ما يراه أو يسمعه, وهذا ليس من لدني أو محاولة للحكم على الآخرين بل الشرع الإسلامي يدعو إلى ذلك، فهو يدعو إلى حسن الظن ويمقت سوءه وظلم الآخرين، فالله عز وجل قد ذكر ذلك في مواضع كثيرة في كتابه الكريم فقد قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم وقال تعالى: وإن الظن لا يغني من الحق شيئا وأيضا حث على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال :حسن الظن من حسن العبادة فما كان ظنك حسنا إلا لأن عبادتك حسنة , وأنا هنا لا أقول إنه يجب أن تحسن الظن بكل شيء حتى وإن كان ظاهر الانحراف أو البطلان وانما أحسن الظن فيما خفيت عليك حقيقته، أما ان قلت إنك ستحسن الظن في كل شيء حتى في ما ظهرت حقيقته بأنه مخالف للحق فإن ذلك سفه في العقل أو ضعف في الشخصية، لأنه لا أحد منا يرضى أن يتلاعب عليه الآخرون ويوهموه أنهم على حق وهم على باطل ظاهر فأحسنوا الظن في من يستحق ذلك كي يحسنوا الظن بكم فإن الجزاء من جنس العمل.
يوسف دغيّم محسن الحربي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
بالقصيم

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved