أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th July,2000العدد:10143الطبعةالاولـيالخميس 4 ,ربيع الثاني 1421

الاقتصادية

حتى الصابون,, يخفف الوزن
لأنني لا أعرف الكثير عن التركيبات الكيماوية والتي تدخل في صناعة الصابون، لذا سأطرح بعض التساؤلات البريئة والتي اطمح أن أجد لها إجابات من الذين يعملون في مجال صناعة الصابون.
كنت أشاهد بالأمس في القنوات الفضائية برنامجا إعلانيا وتسويقيا والذي انتشرت أنواعه في جميع قنواتنا الفضائية عن صابونة إنقاص الوزن الجديد, وفي الإعلان التسويقي يقوم مقدم الحلقة وهو يحمل في يده وحدة قياس مترية، ثم يلتقي مع بعض المتطوعين والذين اختلفت مقاساتهم وأوزانهم فيسألهم المذيع عن الأماكن في أجسادهم التي يرغبون في إنقاص وزنها، ويجيبون بأنها الأرداف أو الاكتاف أو السيقان أو البطن أو الصدر,, أو الرأس ,, الخ,, الخ.
ثم يدخل المتطوع إلى غرفة الاستحمام وقبل ذلك تؤخذ قياس المنطقة قبل الاستخدام ثم يبدأ المتطوع في مسح الصابونة السحرية على الموضع المعني بتبديد الشحوم به، تستمر العملية لبضع دقائق بعدها يسلط خرطوم المياه إلى مواضع الصابون لإزالته، ثم يعاد أخذ قياس جديد، وتتم مقارنته بالقياس الأول قبل الاستخدام، هنا نجد أن فرقا قد حدث ووقع، والفروقات تشير إلى خفض حقيقي في الوزن في المنطقة التي مسحت بالصابونة السحرية.
وقد كان منظرا عجيبا النظر إلى تلك الصابونة وكفاءتها باعتبارها وسيلة جديدة وسهلة لخفض الوزن ولحرق الدهون والشحوم، صحيح أننا لا نعرف كيف تعمل، وكيف يتسنى لها حرق الدهون بتلك الطريقة المبتكرة، ثم أننا لا نعرف أو نعلم عن ما سيحدث في المستقبل للمنطقة أو المناطق التي استهدفتها الصابونة، هل ستستمر تلك المناطق في حرق الدهون والى ما شاء الله، والى أن يجد المرء بان تلك المنطقة قد تحولت إلى عظم وجلد فقط، عندها فان مفعولها سيتوقف تلقائيا بسبب عدم وجود أي لحوم أو شحوم أو دهون، وبما أنها غير مخصصة لالتهام الجلد والعظم فإنها ستتوقف بالمنطق عند ذلك الحد.
وإذا كانت تلك النظرية غير صحيحة، فان الذي يصح أيضا هو أن مفعول الصابونة سيستمر في العمل، أما إلى أي مدى فذلك ما لم يحدثونا عنه، لذلك فقد ذهبنا إلى أبعد مدى لتصوير ما سيؤول إليه الأمر، كما أن هناك تساؤلات أخرى عما إذا كانت هناك صابونة مضادة للأولى, وتلك نقطة هامة جدا في حالة أن احدهم غير رأيه بعد الاستحمام وأراد إعادة كل شيء إلى موضعه الأصلي، عندها فإن وجود صابونة مضادة يعتبر أمرا مهما ويتسق تماما مع مبادىء حقوق الإنسان، ولا نعتقد بان هناك صابونة مضادة في الوقت الحاضر على الأقل، ذلك أنها لو كانت موجودة لوفروها لنا بمزيد من الفخر والاعتزاز والتنقيص الوزني المستمر، لذلك فان خيار الاستخدام لا يخلو من مجازفة إذ لا سبيل للتراجع كما يبدو.
هناك ملاحظة جديرة بالاهتمام في استخدام صابونة تخفيف الوزن,, ذلك لا أحد يستطيع من الخبراء الجزم بأن الإنسان وإذا هو يستحم، لا نستطيع الجزم بأن الصابون والماء سيبقى محصورا في جزء بعينه من الجسم، ذلك مستحيل,, وبالتالي فان تسلل الصابون إلى مناطق أخرى من الجسد أمر وارد,, وجميعنا يعلم بان هناك مناطق حساسة في الجسم البشري لا يمكن إخضاعها إلى تجارب من هذا النوع,, أو تخفيض أحجامها وأوزانها,, فماذا لو أن الصابون تسلل إليها,, لا أريد أن أعرف النتيجة المحزنة ,, لصاحبها لأنني سبق وأن عرفت قصة الدواء الذي يحيل الشيخ إلى شاب,, ولكن بنقط محددة منه, إلا أن أحد الشيوخ الكبار أراد أن يكون شابا يافعا وقويا,, فزاد جرعة الدواء,, فتحول إلى طفل رضيع,,اللهم لا شماتة ولا صابون الوزن.
د, محسن الشيخ آل حسان
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved