| المجتمـع
الندم على السرقة!!
* عندما كنت شاباً عملت في عدة مناطق بالمملكة وكنت في تلك الفترة مهملاً في ديني للأسف الشديد، وخلال عملي بتلك المناطق كان يحدث ان استدين من بعض الزملاء في ذلك الوقت مبالغ مالية صغيرة ومن بعض اصحاب المحلات بعضهم اذكره والبعض قد نسيته كما أني قد سرقت من بعض الاشخاص أموالاً بعضهم اذكره وبعضهم نسيتهم، وأنا الآن أريد أن ابرىء ذمتي فهل يكفي أن اتصدق عنهم بما استدنته أو سرقته مع ضمان لتلك المبالغ في حالة معرفتي لهم أم لا بد أن أتجه لكل المناطق ابحث عن هؤلاء الاشخاص مع العلم بأنني الآن أعمل في إحدى الشركات والإجازة عندي قليلة ولا أجد وقتا كافيا للبحث عنهم مع العلم بأن بعضهم قد نسيت اسمه كاملا أو كله ولا أذكر الا شكله والبحث عنهم يستغرق وقتا طويلاً لبعد المدة ولتغير المساكن فارجو افادتي وجزاكم الله خيرا؟ كما ان البحث عن بعضهم قد يسبب لي احراجا لطول الغياب عنهم؟
م,ر,س - الرياض
يظهر من السائل أنه تاب الى الله وأنه نادم على مافعل ولا شك أن المعاصي والآثام والعدوان على أموال عباد الله وظلمهم يعتبر مما يعاقب عليه من يكون منه ذلك، ولكن من تاب توبة نصوحا فالله سبحانه وتعالى غفور رحيم ويظهر ان السائل نادم على مافعل وتائب الى الله سبحانه وتعالى ويتذكر دائماً وأبداً ماكان منه من اعتداءات على اموال عباد الله سواء اكان ذلك عن طريق انكار الديون التي تعلقت بذمته للغير أو كان عن طريق مماطلته لأداء هذه الديون أو كان عن طريق سرقته أموال بعض الناس فكل هذا في الواقع يعتبر منكرا وكل هذا يعتبر مظالم عليه لمن ظلمه والتوبة يشترط لها أربعة شروط، إذا كانت مما تتعلق به حقوق الغير:
الشرط الأول: الاقلاع عن المعصية، والشرط الثاني: الندم على فعلها، والشرط الثالث: العزم على عدم العودة اليها، والشرط الرابع: اداء هذه الحقوق التي بذمته للغير الى اصحابها إن كانوا معروفين فينبغي عليه ان يرد إليهم حقوقهم كاملة وان يستسمحهم لقاء ماصدر منه من مطل أو تأخير أو انتهاك حرمة حق ومن لم يعرفه فيجب عليه ان يتصدق بماله في ذمته لدى هذا الغير الذي لايعرفه وينوي بهذه الصدقة أنها عن صاحب الحق فإن جاء صاحب الحق مستقبلاً وطالب بحق لزمه أن يخيره بين أمرين بعد أن يخبره بما فعل بأنه تصدق بمقدار حقه فإن أجاز هذه الصدقة عنه فبها ونعمت وإن لم يجز وطالب بحقه تعين على السائل اداء هذا الحق لصاحبه وتكون الصدقة بعد ذلك له أي للسائل، والله أعلم.
***
الإسلام يجب ماقبله
* ما الحكم في رجل لم يصل عدداً من الصلوات ثم هداه الله وأراد أن يكفر عما مضى فماذا يفعل وفرض على نفسه حوالي شهر بكامل الفروض؟
هذا الرجل الذي ترك الصلاة عامداً بلا عدد منه لاشك أنه بتركه الصلاة يعتبر كافراً بالله خارجاً عن ملة الإسلام كما هو قول المحققين من أهل العلم لقوله صلى الله عليه وسلم (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) وقوله صلى الله عليه وسلم (بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة) والتابعون رحمهم الله يقولون: ماكان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون شيئاً تركه كفر إلا الصلاة فهذا الذي ترك الصلاة عامداً لاشك أنه يعتبر كافرا وحينما عاد الى الالتزام والمحافظة فيعتبر قد عاد الى الاسلام عودة نسأل الله سبحانه وتعالى ان يختم بها حياته وفي نفس الامر لايلزمه قضاء مافات لأنه يعتبر قبل عودته في حكم الكافر وحينما عاد الى الاسلام يعتبر قد دخل في الاسلام جديداً والاسلام يجب ماقبله فلا قضاء عليه ولكن ينبغي له أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يحافظ على الصلوات وعلى جميع المقتضيات الشرعية, نسأل الله سبحانه التوفيق للجميع.
* عضو هيئة كبار العلماء
|
|
|
|
|