| مقـالات
ان كثيرا من الأفراد قد لايولون اهتمامهم للطفل بمعنى انهم يظنون انه لا يفهم خاصة في السنوات المبكرة من عمره لذلك هم قد يسلكون امامه بعض السلوكيات السلبية التي يظنون انه لن يتعلمها او ينقلها لذاته وفي الحقيقة هو في سن ووضع نفسي فسيولوجي يدفعه الى تشربها وليس تقليدها او نقلها فقط لهذا دائماً نقول ان الطفل لابد وان يوجه ويعلم ويلقن ولو كان في عمر مبكر بل ان هذا النوع من التلقين والتعليم هو الذي يكون اكثر ثبوتا في الشخصية من اي سلوك قد يتلقنه في عمر متأخر كالمراهقة مثلا ولكن هذا لا يعني ان نربي اطفالنا في مراحل طفولتهم فحسب وانما علينا ان نتابع برنامج تربيتنا بصورة متواصلة ولكن نتعامل مع كل عمر بالصورة والاسلوب التربوي المناسب له وهذا ما يجعلنا هنا نطرح سؤالا هاما وهو,, متى نبدأ في توجيه الضمير لدى الطفل؟!
هل يكون ذلك في عمر ست سنوات أم سبع أم ما فوق ذلك؟!
اعتقد ان السؤال قد يكون محيراً للبعض ولكنه في المقابل قد يكون بديهي الاجابة لدى البعض الاخر ولكن في كلتا الحالتين نقول بأن السنة الأولى هي الحجر الأول او البوابة التي من خلالها ندخل الى توجيه ضمير الطفل وذلك عندما نبدأ بتعليمه الصح، والخطأ بدءا من الألعاب والأشياء التي حاول الطفل وضعها في فمه فننهاه عنها وابتداء من تعويده الابتعاد عن الأجسام الحارة أو الكهرباء وغير ذلك,, اذاً فالصح والخطأ هو بوابة الضمير!!
للأسف كثير من الناس يعتقدون ان التعليم لا يبدأ الا بعد السادسة او السابعة من العمر ولكن يجب ألا نوافقهم على هذا المبدأ الخاطئ لأن سن التمييز هو الذي يبدأ من السنة السابعة اما عملية التعلم فتبدأ منذ ابتداء ادراك الطفل للميزات التي من حوله ولو بصورة جزئية محدودة انطلاقا من حجم تفكيره في ذلك العمر او تلك المرحلة,, اذاً علينا ان لا نترك الطفل يفعل ما يريد ويخطئ كما يريد ويعاند كما يريد بحجة ان عمره صغير ولا يدرك ولا يفهم بل على الاقل لابد وان نلفت نظره للصح والخطأ حتى وان ادركنا ادراكا كاملا من قرارة انفسنا من انه لن يلتزم (بكل) ما نريد,, اذاً على الاقل يكفي ان نعلمه جزءا فقط والجزء مع مجموعة الأجزاء يشكل في النهاية لدينا الكل الذي نبحث عنه!! وهذا يظل جانبا هاماً.
أما من جانب آخر فنحن لابد وان نعلم الطفل كيف يحاسب ذاته على ما يفعل ولاننتظر حتى يكبر لان المثل الذي يقول (من شب على شيء شاب عليه) هو مثل لاتزال النظريات النفسية خاصة الحديثة منها تدعمه وتوافقه!! نعم وهذا يشير الى اننا اذا عودنا اطفالنا كيف يشعرون (بمرارة) الخطأ وكيف يحسون (بحلاوة) الصح نكون فعلا هنا قد وضعنا حجر الاساس لضمائرهم لا ان نجعلهم فقط يعتمدون على الرقابة الخارجية المحيطة بالاقدام على ما يصح والابتعاد عما لا يصح لأن الاساس هو الرقابة الداخلية فهي التي تحرك السلوك وهي التي توجهه فهل نحاول ان نبدأ ولو مبكراً بتوجيه ضمائر اطفالنا لما ينفع؟!
والله ولي التوفيق,,.
|
|
|
|
|