| مقـالات
الحياة مليئة بالمواقف المحزنة والمشاهد المؤلمة التي تجعلك أحياناً متسمراً مكانك صامتا دون حراك والدموع تذرف من عينيك من قلة الحيلة بل عبثا تحاول إيقاف تلك الدموع المنهمرة بغزارة أو مسحها من على خديك! لأنك تشعر أنك في حالة عجز ورثاء نفس شديدين!
وأشد ما يؤلم النفس في مثل هذه المواقف هو شعورك بالحيرة وعدم القدرة على اتخاذ قرار مصيري بحسم ذلك الصراع النفسي الشديد المتأزم الموجود بداخلك وأنت في هذه الحالة المتعبة بحيث ربما تسأل نفسك وتقول:
إلى متى تظل الحيرة تلازمني؟ إلى متى تصبح جزءا مني؟ إلى متى تكون كظلي لترافقني؟ أما لهذه الحيرة من خلاص؟ على الأقل الآن؟
هذه الحالة النفسية حينما تصل اليها تجعل حياتك على المحك، وهذا امر في حد ذاته يعني الكثير من المضامين.
فماذا يعني يا ترى أن تكون حياتك على مفترق الطرق ولا تعرف الى أين تتجه؟! هل باتجاه اليمين أو الشمال او تظل مكانك حيث أنت، حيث تزداد الحيرة والقلق والترقب والخوف من المصير المجهول وإلى متى تظل كذلك؟ وحتى لو تراجعت للخلف قليلاً أو عدت ادراجك فهل هذا هو الحل في رأيك أم أن هذا عيب في حقك؟
في حقيقة الامر إن بإمكانك الرجوع للخلف حيث كنت ولكن بشرط واحد وهو ان تستجمع قوتك وتعيد حساباتك من جديد كي تعود بقوة أكثر وبثقة، ولكن هل كل منا يعود وفي تصميمه أن يجلس مع نفسه ويراجع حساباته واسلوب تفكيره وعمله؟
ان التنازل والاستسلام او التراجع أحياناً عما نريد قوله أو فعله حتى رغم قطعنا شوطاً كبيراً فيه ليس ضعفاً منا بل هي استراتيجية مهمة ومطلوبة احياناً للبدء من جديد نحو إكمال المشوار الذي بدأناه ولكن المهم أن نكون مقتنعين بذلك ولدينا تصور واضح عن ماهية خطواتنا التالية كما أنه مثل هذا التراجع عن الرأي تخفيف من حجم الضغوط علينا لأن الحياة تتطلب التنازلات أحياناً.
قد تقف في وجهك العقبات وقد تعيقك الصدمات وقد تجر أمامك الاسوار المعنية الشائكة وقد تواجه بالإحباطات والانتكاسات وقد تشعر أنك انتهيت ولكن ليس الآن!
نعم ليس الآن فما زال هناك متسع من الوقت وما زال هناك بقية من أمل، وما زال هناك شعاع من نور قادم إليك بعد رحلة طويلة محزنة محبطة داخل نفق مظلم طويل ضيق.
اِرثِ نفسك إن شئت ابك قليلاً ان شئت لا باس ولكن ليكن الرثاء والبكاء مرحلة لإخراج ما بالنفس من ألم ولغسيل ما بها من هموم، فلا تستكثر على نفسك حتى هذه الاشياء طالما هي تريحك ولكن لا تجعلها شغلك الشاغل وهمك الاوحد والاّ وجدت نفسك اسيرا لها ولا تعرف كيف تخرج منها، لتكن تلك محطات توقف تزورّ منها بالراحة التي تعيننا بإذن الله على إكمال المسيرة نحو تحقيق اهدافنا أو على الاقل الخروج مما نحن فيه من أحزان واحباطات وانكسارات.
قد تقول أودّ كل ذلك، ولكنني اشعر باختناق ,,!,, فلا باس بذلك ولكن تذكر دائماً أنك لست لوحدك فهناك من هو بجانبك متى ما أردته وما عليك فقط سوى أن تؤشر بإصبعك ولكن حتى هذا الانسان الذي سوف يكون بجانبك لا بد ان توجده انت بنفسك وتبحث عنه وتجعل منه سنداً قوياً لك ولكن قبل كل ذلك لا تتردد أبداً في أن تفتح كتاب الله وتقرأ منه ما أمكنك ذلك أو أن تتوضأ وتصلي ما طاب لك أو أن تردد بينك وبين نفسك وردا تعودت عليه أو غيره، ولا تقل في نفسك بأن هذا لا يفيد وان لم يفدك في الدنيا فسوف يفيدك في الآخرة بإذن الله، المهم الا تركن لليأس وخيبة الأمل ورثاء النفس باستمرار.
وكونك على مفترق الطريق فلا يعني نهاية العالم ولا يعني انك عاجز أو فاشل اوقاتك معذورة ولكن ربما قادك هذا الطريق الى ان هناك اهتمامات وطرق أخرى ينبغي أن تسلكها كي تصل الى ما تريد وربما عرفك الى من ينبغي ان تصادقه او تُمد اليك يده، فالإنسان منا صدقوني بحاجة أحيانا لصدفة قوية أو موقف يفيقه مما هو فيه ويخبره كم هو مجحف بحق نفسه وحق احبابه.
فاحيانا تكون الحيرة قاتلة ولا شك، ولكن الجوانب الاشد فتكاً فيها هو ان نجلس مع أنفسنا لفترة طويلة ونفكر في الجوانب المظلمة والسلبية أو السيئة ونتجاهل تلك الجوانب الإيجابية والمشرقة التي يمكن الخروج بها من الموقف أو التجربة المؤلمة ولنسأل أنفسنا وماذا يمكن ان يحدث لي اكثر مما انا فيه؟
فماذا يمكن ان اخسره أكثر مما خسرته صحيح أن كل منا بحاجة ماسة وشديدة لان يتخذ قرارات مصيرية بحق نفسه في الوقت المناسب وكذلك بحاجة ماسة اكثر لان يسمع رأيا واضحا وقرارا محددا من الطرف الآخر يهم الاثنين، ولكن هذا احيانا يصعب حدوثه حينما تشعر أنك في الفترة الاخيرة من حياتك ومن خلال التجربة التي تمر بها تشعر أنك في حالة اللاتوازن أو في حالة من انعدام الوزن لا تسمح لك معرفة ما نريد على وجه التحديد، فما بالك باتخاذ قرارات مصيرية تحدد مسير حياتك وحياة من هو معك، وربما يكون سبب حيرتك وترددك هو خوفك من أن يكون ذلك من التشوش وعدم الاستقرار الذي تشعر به مؤخراً قد يعرض مستقبل علاقتك بالطرف الآخر أو الاطراف الآخرين الى مشاكل واحراجات ومواقف لا يستحقها ذلك الطرف لعل اهما شعور في يوما ما أو لحظة ما انك وصلت الى نقطة النهاية في علاقتك معه.
ولا تنظروا لما اقوله او أتحدث عنه من جانب واحد، أو من زاوية ضيقة، ولا تربطوه بعلاقة من نوع معين، ابداً، بل انظروا له من كل الجوانب وفي كل العلاقات انظروا إليه من خلال العلاقات الزواجية والعاطفية السامية حين يكتنفها البرود العاطفي فنصل الى مفترق الطرق الى حافة الهاوية بين الطرفين،
وانظروا كذلك الى العلاقة الحميمة بين المحبين حينما يشعر كل منهم ان هذا الحب بدأ يلفظ انفاسه الأخيرة، وبدأ وكأنه يحتضر وانظروا كذلك الى العلاقات القوية بين الاصدقاء وكيف تصل الى مرحلة القطيعة بعد سنوات طويلة من الصداقة.
وحينما ننظر بهذه الصورة المتفتحة الواسعة الابعاد سوف نشعر فعلاً اننا بحاجة لجملة اعتراضية مثل لا ليس الآن كلمة حميمية تشعرنا اننا ما زلنا اصحاب قلوب كبيرة وتشعرنا ان حباً بهذا العمق والصدق لا يجب ان ينهار بسرعة وانا طرف بهذه الروعة والتميز لا يجب ان يتخلى عنه بسهولة حتى لو أراد هو ذلك وسعى إليه واستعجل الحصول على الرد.
نعم الآن بإمكانك ان تفعل كل شيء يدخل السعادة لقلبك ويزيد ثقتك بنفسك وليس الآن حينما يكون الامر عكس ذلك ولكن تذكر انك سوف تظل الآن وغداً كما أنت، وآمل أن يعني لك ذلك شيئاً.
همسة
صدقني,.
أعرف تماماً,.
كمعرفتي بك,.
وأدرك يقيناً,.
كيقيني من حبّك ,.
أن ما تطلبه مني ,.
بأن أعدك به,.
صعب على لساني قوله !
قاسٍ على قلبي تقبله!
لأنني لا أتصوره!
لا أتخيله أبداً!
سيما وهو يعني
خسارتك فقدك!
ولكن,.
ما حيلتي,.
وأنت تصر عليه!
تجبرني على قبوله!
وفي هذا الوقت بالذات !
حيث انا لست أنا !
وحيث الوقت ليس هو!
ألا يكفي هذا القرار
إنه ليس في صالحنا,.
لأرفضه من كل أعماقي؟
الا يكفي أنه يعني نهايتنا,.
لأقاومه بكل قوّة؟
***
ولكن ماحيلتي,.
وأنت تريد سماعه مني,.
الآن!
على وجه السرعة!
دون تفكير!
دون تردد!
رغم قسوته على قلبي!
رغم مرارته على نفسي!
***
صعب ولا شك,.
ولكن,.
إن كان هذا مايرضيك,.
فلك ما تريد,.
كل ما تريد,,.
***
أما أنا,.
فليكن الله في عوني,.
فليسامحني,.
لأنني لأول مرة,.
أكون غير صادق,.
في وعدى معك,.
غير راضٍ عما قلته لك,.
واثق انني لن انسى ,,.
ماكان بيننا بسهولة,,.
مهما تعاقبت الأيام!
لأنك لاتنسى,,.
***
نعم إنني أقولها لك,,.
كما تريد,,.
ولكنني غير صادق فيها,,.
اقولها,,.
فقط كي اريحك,,.
لأن كل مايهمني ,,.
هو أن أرضيك ,,.
هو أن اراك سعيداً,,.
حتى لو كان ذلك ,,.
على حساب نفسي !
حتى لو كان في ذلك,,.
تعاستي!
***
ولكنني,,
رغم تعاستي,.
سأظل سعيداً
بمعرفتي بك!
سأظل وفياً لك,,.
وسأظل اتذكر,,.
تلك اللحظات السعيدة,,.
التي ادخلها لنفسي,,.
وتلك المساحات الشاسعة,,.
التي احتَلَلتَهَا في قلبي,,,.
ذلك القلب,,,.
الذي سيظل معك,,,.
ذلك القلب,,,.
الذى سيظل مديناً لك,,,.
بزيارتك له يوماً,,,,.
وجلوسك فيه دوماً,,,.
لقد كانت ما بيننا عشرة,,,.
وليست أي عشرة!
اما زلت تذكر؟
ارجوك لا تنسى ,,,!
على الأقل الآن!!
|
|
|
|
|