| مقـالات
تغلّب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على إشكالات الجاذبية وهو داخل المسافرة الفضائية (ديسكفري) ورأيناه عبر الشاشة وهو يسبح في فضائها بمهارة ولياقة عالية! ونحن اليوم نحتاج منه هذه المهارة وهذه اللياقية! لأن لدينا في صيف كل عام مسافرين خارج جاذبية الوطن، قال أهل الاقتصاد والإحصاء (خمسين ألف مليون ريال سعودي)! ويحنا، من يصدق هذا الرقم الفلكي؟! من لمهمة سعودة السياحة، وتوطين هذه المليارات! وإعادة هؤلاء المسافرين إلى جاذبية الوطن الجميل الثري في تنوّعه المناخي والجغرافي الغني بتراثه وآثاره، الآمن في ربوعه ومسالكه، من لهذه المهمة الوطنية الكبيرة سوى (الهيئة العليا للسياحة) التي أقرّها وأعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وقلّد أمانتها الشاب الواعد في عطائه وإنجازه سمو الأمير سلطان بن سلمان وفقه الله .
نحن أولى بسائحنا وأولى بدراهمه، وأولى بإسعاده، وأولى بحمايته وحماية أسرته من أي مؤثرات خارجية، ماذا يريد وهو يحزم حقائبه الى خارج وطنه الكبير؟! نحن لدينا الثراء المالي، ولدينا الخبراء، ولدينا الأفكار وجميع أركان ومقوّمات السياحة في كثير من ربوع وطننا، ولكننا بحاجة الى اتخاذ قرارات صحيحة للبدء في تطبيقات أولية سليمة لتأسيس سياحة تأخذ بأسباب العصر وتحتفظ بأساس الإيمان والأمان ويجد فيها المواطن في كل إجازة صيف ما يتفوق على مظاهر ومعالم السياحة خارج وطنه!
فهل نتمكن بخطط علمية دقيقة وصحيحة أن نصنع في المستقبل سياحة نموذجية عصرية مضبوطة بالضوابط الشرعية، متسقة مع قيم الدين ومع معطيات العصر، تنتج لنا ترويحاً بريئاً يغري المفتونين بسياحة الخارج ليعودوا إلى مناطق وطنهم، وليمنحوا الاستثمار السياحي في الداخل فرصة ستتعاظم مع الأعوام فيأخذ الوطن ويعطي، ويحتفظ بمقدرات اقتصادية كان يفقدها كل عام، لتعود إليه بالعافية وليعيدها بالهناء الى أبنائه!
(الهيئة العليا للسياحة) التي تم إنشاؤها أخيراً نتوقع أن تؤتي ثماراً طيّبة ينهض بها الوطن ويسعد بها المواطن ويستقوي بها الاقتصاد، ويعتز بإنجازها كل محب للسفر والترحال وكل راغب في الترويح البريء في عطلة الصيف, والأمير (سلطان بن سلمان) مؤهل إداري يملك خبرات عمل عميقة وتجارب طويلة، وإذا نجح في استعادة نسبة كبيرة من هؤلاء المسافرين خارج الجاذبية، فسنعد ذلك إنجازاً كبيراً قد يسبق ريادته الفضائية التي ما زلنا نعدها إحدى مفاخر الوطن!
|
|
|
|
|