| مقـالات
تضج الأوساط العلمية العالمية من حولنا بأخبار الاختراع العلمي الكبير الذي توصل إلى إيجاد خريطة دقيقة وكاملة للمورثات البشرية، حيث اعتبره العلماء أعظم إنجاز في تاريخ البشرية، والذي من خلاله سيستطيع العلماء بإذن الله القضاء على العديد من الأمراض مثل الزهايمر والسكري والسرطان.
وقد اعتبر الكثير من الأوساط العلمية هذا الاكتشاف اكتشافا يفوق وصول الإنسان الى القمر لما له من أثر كبير على حياة الإنسان وتغلبه على الأمراض القاتلة!!
وبما أننا شعوب اختارت منذ سنوات طويلة ان تتنازل عن الأدوار الفاعلة والمنتجة في هذا العالم واكتفت من الغنيمة بالمقاعد الخلفية المتفرجة والمتنصلة من جريرة العلم والاكتشاف ومتاعبه!! فأعتقد ان اكتشافاً من هذا النوع لن يؤثر على أسعار الأسهم المحلية ولن يزيد من ارتفاع أسعار الأراضي في الشمال.
ولكنه يحمل بين طياته من الحقائق العلمية التي من شأنها ان تهدم الكثير من الفلسفات والعقائد التي قامت على نظرية السلالة المنتقاة او التمايز العرقي الذي يفضل عرقاً دون آخر.
فقد أعلن رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات المساهمة في الاكتشاف ( ان فك رموز المخزون الوراثي لخمسة أشخاص من أصل ولون مختلف أظهر ان مفهوم العرق لا أساس له من الصحة وانه من المستحيل تحديد الانتماء العرقي لأي من الأشخاص الخمسة انطلاقا من مخزونهم الوراثي).
هذا المفهوم البسيط من العدالة والمساواة والذي ظلت البشرية تناضل من أجله دهورا طويلة، وأُهدر في هذا السبيل أنهار من الأرواح والأزمنة، حتى ان صفحات التاريخ لا تنقل لنا سوى قوائم من السلالات التي كانت تهلك وتهلك في سبيل نقاء العرق المزعوم.
ولعل آخر هذه الحروب الحرب العالمية الثانية التي أوقد شعلتها (النازية) ونظرية تفوق العرق الآري ثم تلا هذا الملايين من القتلى في حرب لا يوازي بشاعتها شيء سوى النظرية الصهيونية التي تختبىء خلف جناية شعب الله المختار!! لكن اين سيختبىء عنصريو الولايات المتحدة الذين يرون بأن السود لا يصلحون سوى للرقص والغناء والرياضة، او الانجليز الذين يرون في الهنود صناديق مقفلة على كومة من غباء؟؟
أين يختفي من هذه النظرية اولئك الذين تتغلف أدمغتهم على عصبية وطبقية ديناصورية بائدة؟؟
أين كل هؤلاء أمام هذه النظرية البسيطة والمباشرة والمتخلصة من ادرانها البشرية والتي تلتقي مع الجذور الكريمة للإسلام (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
|
|
|
|
|