أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th July,2000العدد:10143الطبعةالاولـيالخميس 4 ,ربيع الثاني 1421

فنون تشكيلية

الفنان عبدالرحيم سالم للتشكيلية
اللوحة هي اللغة التي لا تحتاج لمترجم ويمكن عبرها نقل الثقافات بين البشر
صياغة اللوحة تمر بمراحل من البناء والهدم حتى يصل الفنان لمبتغاه
* الشارقة أحمد الدهلاوي:
الفن متأصل فيه منذ الصغر، أحبه، فعشقه ودرسه، وتخصص فيه.
,, هجر تخصصه الدقيق، وتحول عنه لا لشيء,, إلا أنه لم يرض طموحه، ولم يتمكن من ايصال افكاره التي شغلته لسنوات ترك النحت البارز,, واتجه للوحة ,, لأنه يرى انها تملك بعدا لا يملكه النحت تشدك أعماله لغرابتها ,, وكبر مساحتها,.
تحس فيها بحركة غريبة,.
ألوان متناسقة وغير متناسقة.
ترى أشخاصا في لوحاته، ولا تشاهدهم,, قد يخيل إليك,.
الحديث معه لا يمل ,, وكلامه يجذبك,, وحسن أخلاقه يحرجك,.
هذا الفنان هو رئيس قسم التربية الفنية بوزارة التربية والتعليم والشباب .
وهو مؤسس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية.
وهو رئيس مجلس الإدارة للجمعية.
الفنان عبدالرحيم سالم
* ماذا عن بدايتك مع هذا الفن؟
بدايتي مع هذا الفن قديمة جداً منذ أيام البحرين حيث درست فيها المراحل الاولى الابتدائية والاعدادية والثانوية، وفي تلك المراحل شاركت في المعارض المدرسية، وحصلت على بعض الجوائز ومن خلالها ركز عليَّ المدرسون لأنني في نظرهم أمتلك خطوطاً جيدة وألواناً متناسقة فأعطوني بعض التوجيهات والنصائح والمعارف في هذا الفن, ومع بداية المرحلة الثانوية بدأت المشاركات الجدية فأقمنا معرضاً أو معرضين في بعض الأندية مع مجموعة من الفنانين البحرينيين مثل حامد اليماني وبديع الشيخ وإبراهيم أبو سعد.
توجهت للقاهرة لمواصلة الدراسة وتخصصت في مجال النحت البارز والذي دفعني إليه عدة أشياء فكان أهمها أنني أريد أن أعرف امكانياتي في هذا المجال كما انني لا أعرف الكثير عنه فأحببت أن أتعرف عليه أكثر إضافة إلى أنه مجال غير مطروق من الفنانين فهو يحتاج لجهد عضلي وفكري، خمس سنوات قضيتها في القاهرة وفيها حصلت على الشهادة في النحت البارز.
* بعد عودتك من القاهرة ,, وأنت الشاب النشيط ,, ماذا قدمت لهذا الفن الاماراتي؟
عدت لبلدي الأصلي عدت للامارات مع بداية الثمانينيات، وعملنا على إنشاء الجمعية، وإبراز الحركة التشكيلية من خلال قنوات لها شكل جمعية فكنا نفكر في كيفية جمع الشباب تحت سقف واحد, لأن المعارض في ذلك الوقت كانت فردية وشخصية وعن طريق وزارة الإعلام،حاولنا من خلال لقاءاتنا أن نقوم بنشاط جماعي مقنن وموجه لرفع مستوى الحركة واعطاء الفرصة للشباب المواطنين في البروز والتفاعل مع أشقائهم العرب بالفعل أنشأنا الجمعية والتي تسمى جمعية الإمارات للفنون التشكيلية.
* درست النحت البارز دارسة اكاديمية، لكن في معظم المعارض التي أقيمت نجد النحت غائبا، واحتلت اللوحة التشكيلية مكانة ,, ما السبب وراء ذلك؟
بعد عودتي من القاهرة بدأت أعمل نوعا من الدراسة لتأكيد تجربة أحاول أن أبحث فيها وحاولت أن أعمل نموذجا لعمل فني لأنني أحسست بأن هذا العمل يتعلق بالإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه.
فأنا أعمل اشكالا نحتية وهي لا تعطي الأبعاد الخاصة بالنسبة لنوع الدراسة لأنها -الدراسة- تحتاج لنواح روحانية أو منطلق يختلف عن منطلق الشكل الصامت، يحتاج لرؤية تختلف لذلك توجهت للوحة التشكيلية لتعبر عن هذا الاتجاه.
* ماذا يعني لك العمل الفني؟
اللوحة أيا كانت هي اللغة التي أحاول أن أعبر بها عن أفكاري ومواضيعي التي أطرحها، الشاعر عنده الكلمة والموسيقي لديه النغم كل كائن بشري لديه لغة يعبر بها عما يريد وهذه اللغة نتميز بها عن باقي الحيوانات، لذا احترم كل انتاجية الإنسان بكل أشكاله في كل المجالات والاحترام نابع بقدر ما أؤمن بالابداع وبأي طرح كان.
* الموضوع النهائي للعمل الفني هل يكون واضحا منذ البداية أم يتغير أثناء العمل؟
لا أعمل اسكتشات كبعض الفنانين، فبعضهم يحضر رسومات لعمل اللوحة، أحس بأن الجهد الذي أبذله في الاسكتشات أبذله في العمل نفسه أفضل الايحاءات الخاصة لتكوين العمل مرسومة داخل فكر الإنسان مسبقا، في بعض الاحيان يتغير في اطار الأفضلية للعمل نفسه، فعندما أعمل باللون الأحمر مثلا يتحول ويتغير للون الأخضر أو الأبيض حسب الحالة النفسية والفكرة فتعاد صياغتها من خلال النتيجة التي تشاهدها أمامك, فبعض الخطوط التي ترسمها تحس بأنها غير مستقرة وأن النقطة التي تريد الانطلاق منها غير موجودة وبالتالي تعيد الصياغة فتعيد اللوحة, فأنا أرسم وأهدم وأبني عملاً آخر على العمل لدي أعمال كثيرة لو عمل لها أشعة يمكن أن توجد مجموعة لوحات على لوحة واحدة.
* ,, ونحن في القرن العشرين ما مكانة المدارس الفنية في هذا العصر؟
المدارس الفنية مرحلة تاريخية موجودة في الذاكرة في الكتب وفي المصطلحات الفنية ولا نستطيع أن نمحو تاريخها ولا تاريخ الفنانين الذين قدموا لهذه المرحلة أوالمراحل السابقة والكثير من التجارب في الوطن العربي ما زالت أسيرة لمراحل فنية أوروبية, نحن يجب ألا نأخذ ما وصل إليه بل نأخد ما يصلح لعالمنا وهناك فرق بين أن أتناول كل ما هو جديد وأحاول أن أتواكب معه باقتناع ورؤية ومنطلق بيئي وبين السير خلف كل ما يطرأ على الساحة الأوروبية بدون تفكير ولا تدبر فالإنسان الذي ليس لديه بيئة يعتمد عليها يعيش في فراغ قابل للسقوط.
البعض ما زالوا يمارسون تلك المدارس لأنهم يحسون بانها أكثر تقارباً للمجتمع وأكثر ربطاً للعلاقة بين المشاهد والمجتمع من خلال هذه التجارب الفنية.
المدارس الفنية التي ظهرت في القرن الرابع عشر والخامس عشر في أوروبا انتهوا منها ونحن ما زلنا ملتصقين بها لأن في داخلنا نوعاً من الرومانسية الخاصة الرومانسية العربية عواطفنا لم تتغير تجاه التجريدية لأنها أقرب للناس وتتصل بهم بشكل مباشر.
الألفية الثالثة أتلمس التوجهات العربية بأن هناك جيلين جيل ينظر للحداثة بأبعادها وجيل محافظ، ويظل الجيلان يتصارعان لأننا في نفس المرحلة السابقة صار عندنا جيل آخر سابق, هذه التراكمات الموجودة في الأعمال الفنية التشكيلية وتطورها يبقى ماهو محافظ على التقليدية الكلاسيكية ويبقى عنده رغبة من الصراعات التجديدية بمفهومه, الجيل القادم أوعى وعنده ادراك أكثر لرغبته وأهمية عمله الفني, ولديه تطلع للتجديد والتفرد وعنده الاستعداد للاكتشاف والابتعاد عن تقاليد التجمعات الفنية.
* تحدثت عن الجيل الاقدم وفكره,, إلى أي جيل تنتمي وقبل ذلك أعطنا رأيك في تصارع الأجيال؟
لست مع جيل ضد آخر, بغض النظر عن أي شكل من الأشكال, أنا مع العمل الفني الجيد، احترم كما قلت لك أي طرح وارتبط معه بقدر ثقافته، وهناك بعض الفنانين عندما يرسمون التجريد يظنون أنه تجديد وهو ليس كذلك فهو من القرن السابع عشر أو الثامن عشر، فنحن في عالمنا العربي نقارن بين المدارس الغربية بهذا المقياس أنت تحب ذلك النوع وتكره تلك المدرسة, العمل يبقى عملاً فنياً والميول لهذه الاتجاهات ليست تعبيرا مباشرا والفنان الذي ليس لديه القدرة على التواصل بأي طريقة يبقى ضعيفا.
أما أعمالي فهي بشكل عام مرحلة الوسط أحاول أن أضع فيها نوعاً من الذاتية ومن البيئية الخاصة التي عشت فيها، أما تصنيف نفسي بأي مرحلة أكون غير منصف أعمالي ليست واقعية، لكنها قريبة من التجريد والذي يفهم المدارس يعرف بأنها المدرسة المستقبلية لأنها معتمدة على الحركة وتنطلق من هذاالمجال.
ليس من السهل أن أحدد هل أنا حديث أم قديم، أنا الآن قد أكون مجدداً وبعد وقت أكون قديماً لا أبحث عن مدرسة بل أبحث عن الموضوع وكيف أصل إليه وان نظر الناس إلى أنني قديم فأهلا وسهلاً وإن قالوا إنني جديد فأهلا ومرحباً، لا يمكن أن أقول إنني مغير للفن في الامارات وكل ما أعمله هو التجريب وأحاول أن أطرح حلولاً للأفكار التي أطرحها.
* في أغلب الأعمال التي تقدمها للمعارض يلاحظ عليها كبر حجمها، هل هناك سبب معين؟
ليس هناك سبب معين، وقد تكون الامكانيات وحدها,, إلا أن الحجم الكبير يشدني ويعطيني نوعاً من اطفاء الغرور يجعلني أحس بنشوة وأنا أتعامل مع هذا الحجم, اللوحة الصغيرة تقيدك وتحد من حركتك بعكس الحجم الكبير الذي يعطي نوعا من الحرية,, وأولا وأخيرا إبداع العمل ليس بالحجم وانما بالفكرة المطروحة وتناولك للموضوع الذي بين يديك.
* يكثر الحديث حول الفن النسائي والعمل الفني النسائي,, ما الفرق بين عمل المرأة وعمل الرجل؟ وهل يمكن أن توجد مواضيع خاصة بالمرأة وأخرى بالرجل؟
الفن النسائي له خصوصية وبالذات في الخليج العربي والعرب عموماً لدى المرأة رومانسية فترى أحلامها وأفكارها تعطي ذلك الإيحاء فتجد عند المرأة العربية انسيابية، حركة ناعمة، انسانية عالية تشاهد هذه الأشياء لدى المرأة أكثر من الرجل حيث ترى في أعماله تسلطاً وتشنجاً لا يوجد الرجل الناعم والمرأة ليست لديها القوة والشدة وهذه التفرقة كما قلت في الوطن العربي أما الدول الأوروبية فلا ترى هذا الفرق.
*ماذا عن الحركة التشكيلية الاماراتية؟
عند مقارنتها بالحركة التشكيلية الخليجية تعد جيدة، هناك نشاطات كثيرة وكثرتها بدون تركيز والكم كثير والنوع قليل إلا أن هذه مرحلة ستفرز النشاطات الجيدة، وهناك مجموعة تبشر بالخير ويملكون امكانيات عالية ويمكن أن يتحملوا المسؤولية لتقدم الحركة وتمثيلها داخليا وخارجيا ويسعدني أكثر وجود العناصر النسائية ومن الصعب تقرير مستقبلها إلا أنني متفائل.
*قلت إنك سعيد بالعنصر النسائي هل هناك معارض نسائية خاصة؟
هناك تعاون مع دائرة الثقافة والإعلام وعندهم معرض سنوي اسمه عيون عربية خاص بالسيدات وعندنا عضوات بالجمعية يشاركن في مهرجانات ومعارض خاصة لهن مثل بريطانيا حيث يقام معرض سيدات عربيات وكذلك في أمريكا كما أن لديها الفرصة في المشاركة في المعارض الجماعية وتشارك كما يشارك الرجل.
* كلمة أخيرة توجهها للجمهور التشكيلي عامة والسعودي بشكل خاص؟
قبل كل شيء أشكر المسؤولين في جريدة الجزيرة التي اتاحت هذا التواصل الفني,, وأتمنى من العلي القدير أن يتكاتف أبناء الخليج لتحقيق مزيد من التعاون المشترك لننطلق بالفن التشكيلي للعالمية وبخطى ثابتة وهو الصورة الحقيقية لكل الحضارات، ولا يبقى إلا العمل الجاد المنطلق من الفكر الإسلامي الذي نعتز به كثيراً.
وشكراً لكم لاتاحة الفرصة للحديث للاخوة السعوديين.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved