أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th July,2000العدد:10143الطبعةالاولـيالخميس 4 ,ربيع الثاني 1421

فنون تشكيلية

تلميحة
هؤلاء في مقدمتهم
أبا الخيل والقصيبي والخريف والملا خدموا الفن التشكيلي
محمد المنيف
اعتقد البعض نتيجة للتلميحة السابقة أن الفن التشكيلي يعيش عزلة كاملة أو إهمالاً من قبل المتلقي السعودي والتبس الأمر على الكثير وشعر البعض أن الفنانين التشكيليين متشائمون إلى درجة الإحباط علما أن لهذا الفن احترامه وتقديره ومن أعلى مستوى ويبقى الاختلاف على ادارته وقصور أداء المعنيين بها ووجود العديد من الآمال في تطويره ووضعه في مكانه ومكانته الثقافية أسوة بأمثاله في الوطن العربي بإيجاد آلية معاصرة لتفعيله.
اضع هذه المقدمة للتذكير ولربط ما سبق مع ما أنا بصدده اليوم وهو جانب الاهتمام الفردي بهذا الفن وبفنانية والذي نعتبره تشريفا عظيما ممن سأتطرق لاسمائهم مع الاعتذار لكل من يماثلهم في الاهتمام والدعم والتقدير رغم ندرتهم قياسا بما نحلم به أو نطمح إليه, إلا أن في وجودهم ما يطمئن إلى مستقبل اكثر تفاؤلا وإشراقا, فهناك رجال يحملون استشعاراً للمستقبل قل أن يحمله الكثير ويتعاملون مع الثقافة والفكر والإبداع بزوايا اكثر اتساعا وإلماما بمعنى النتاج الفني واثره وتأثيره, وهنا يبرز مقدار ثمن ذلك العمل وثمن الفكرة ووزن مؤديها, وحجم موقعها عند الآخرين من أمثالهم وفي مختلف بقاع الدنيا ايمانا منهم بأن العمل الفني التشكيلي نحتا كان أو رسما وتصويرا زيتيا يحمل مفاهيم عالية ترتبط مباشرة بالإنسان هنا وبمدى علاقته بمحيطة المحرك والثابت الإنسان والموروث , من هنا كان لمعالي الأستاذ محمد أبا الخيل وزير المالية السابق ومعالي الشاعر الدكتور غازي القصيبي سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وأبناء رجل الأعمال الشيخ إبراهيم الخريف والأستاذ الأديب عبدالمقصود خوجه والشاعر الأستاذ أحمد الملا مدير تحرير جريدة الرياضي نظرة ثاقبة بعيدة المدى عند اقتنائهم للأعمال الفنية السعودية مؤكدين الريادة ومحققين بذلك أهدافا وطنية في مقدمتها دعم الثقافة السعودية ممثلة في أحد روافدها وهم الفنانون التشكيليون.
هؤلاء وغيرهم وجدوا في العمل الفني التشكيلي ما يستحق الاقتناء لتجميل منازلهم ومكاتبهم أو أن يقدم هدية لا تقدر بثمن لأي ضيف يأتي لهذا الوطن من رجال الأعمال أو من ضيوف الدولة ويعتز بأن يحظى بمثل هذه الهدية لما تحمله من ارتباط بالوطن وثقافته يقابله اعتزاز ذلك المهدي بأبناء وطنه وبإبداعهم، مانحين الفنان السعودي أوسمة الثقة بالنفس والشعور بقيمة ما يقوم به,, ولهؤلاء الرجال وأمثالهم علاقة رائعة مع التشكيليين عبر حضورهم الرسمي عند افتتاح المعارض أو من خلال زياراتهم الودية والمفاجأة في غالب الأحيان للمعارض والتقائهم بالفنانين واختيار ما يرونه مناسبا للاقتناء، فأصبحت منازلهم متاحف لثروة وطنية يعتز بها الأجيال تلو الأجيال.
هكذا تتم المقارنة
أخيرا اسمحوا لي أن أذكر موقفا مغايرا للسابق ومن رجل أعمال يدير مؤسسة تجارية قدر لها أن تبني مقرا جديدا لها ووجد بعض أعضائها المهندسين أنها في حاجة للتجميل بلوحات فنية وكان لي شرف متابعة هذا الأمر من قبل أحدهم من منطلق المعرفة ملمحا أنها فرصة للفنان السعودي, وبعد تحديد الموعد مع المسؤول عن ما سميته مشروعا فنيا وبعد جولة مكوكية بين الفنانين وإقناعهم بالأمر وانها خطوة مناسبة, كان اللقاء وكان الموقف والصدمة أكبر من الحلم إذ قال صاحبي المسؤول المالي عن بيان الأسعار وبالفم المليان مستكثرا ثمن أحد الأعمال المقدمة رغم تواضعه (هل من المعقول أن يصل ثمن لوحة الفنان السعودي خمسة آلاف ريال) بعدها لزمت الصمت وخشيت من رد فعل أكبر إن قلت له أنها وصلت إلى أضعاف هذا المبلغ عند من يقدرها ويقدر مؤديها , وفضلت الانسحاب.
هل يفعلها فنانو الطائف
يتردد هذه الأيام أخبار مفرحة حول اعتزام فناني الطائف التشكيليين القيام بالالتفاف حول بعضهم البعض وترتيب أوراق إبداعهم التشكيلي الذي ما زال غائبا عكس المأمول منه رغم وجود أسماء وأعمال متميزة ومؤثرة على الساحة, هذه العودة أثلجت صدور الجميع فالطائف ملتقى سياحي مهم يحتاج لتواجد مثل هذه الفعاليات الثقافية.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved