من روتردام الهولندية الى باريس الفرنسية,, طار كأس الأمم الأوروبية من جراء بيضة ديك بعد عملية مستعصية في ختام الوقت الأصلي للمباراة أسفرت عن تحقيق هدف التعادل ومن ثم اللجوء الى الوقت الإضافي,,.
تسعون دقيقة والطليان بهدف السبق يتغنون بالمجد البطولي الذي كان قاب قوسين لينضم الى كأس العالم 82 ولتتجدد ذكريات باولو روسي ورفاقه الأقوياء بالعروض الفنية الراقية التي قدمت على الساحة الاسبانية.
** الكأس الأوروبية غيّرت خط سيرها إذ تم إلغاء رحلة (روما) في وقت يقال والمباراة تلفظ أنفاسها الاخيرة لتقرر الاتجاه الى حيث يتواجد برج (إيفل) الشهير بدلا من برج (بيزا) المائل بالنظر الى الحظ العاثر و(المائل) ايضا للكرة الإيطالية التي تعثرت وتبعثرت اوراقها في زمن التأهب للعودة بالكأس الأوروبية التي كانت في متناولهم طيلة المباراة لكن هذه هي الكرة المستديرة متقلبة ومزاجية تكون الى جوارك,, وتغريك بالبقاء معك,, وفجأة تنطق بكلمة وداعاً هكذا بدون مقدمات,, وبلا جواز سفر او تذكرة مرور!!
ما ان جاء هدف التعادل الفرنسي إلا والطليان قد تغشى في أنفسهم,, عامل الشعور بمرارة الخسارة,, ولم يكن احد منهم في حالة استعداد لتناول أكلة الاسباكتي الشهيرة!!
** أما والكأس قد ذهبت الى نجوم فرنسا لاقتدار وكفاءة زيدان وبقية الكوكبة الذين كانت لهم اليد الطولى في آخر كأس عالمية,, نتساءل عن نصيبنا نحن عالم المتفرجين حيث عشنا وشفنا كرة راقية طوال أيام وليالي,, كانت بمثابة الوجبة الدسمة والشهية المفضلة لدرجة الاعتياد، وعدم الموافقة بالتخلي عنها,, فالبطولة ساهمت الى حد كبير في شغل فصل الصيف ومبارياتها التي لا تعوض ولا تقدر بثمن تعد من أحسن برامج الصيف المطروحة وأكثرها إثارة ومتعة,, على مستوى الصغار قبل الكبار!!
,, وسوف نتحسر بشدة على رحيل البطولة التي كنت اتمنى,, كغيري استمراريتها!!
يا ترى ما مدى استفادة الوسط الرياضي برمته وبكافة مؤسساته وشرائحه من تلك البطولة المثيرة ,,, بكل تأكيد هناك قدمت دروس مجانية من الأجدر ان نتعلم,, بدلا من الاكتفاء بالفرجة وطلب المتعة,, وهي دروس عديدة تهم النادي والمدرب واللاعب ومن يفضل الاكتفاء بالتشجيع,.
التعلّم,, شأن مطلوب,, مطلوب والى لقاء في كأس اوروبية بعد أربع سنوات في لشبونة بمشيئة الله ,, وسامحونا!!
|