| عزيزتـي الجزيرة
اطلعت على ما أفاض به قلم الاستاذ الوفي حمد بن عبدالله القاضي في صحيفة الجزيرة يوم الاربعاء 26/3/1421ه من الثناء العطر على شيخنا الفاضل علامة الجزيرة الشيخ حمد بن محمد الجاسر متعه الله بالصحة والعافية وبمديد العمر مما اثلج صدري وصدور محبيه، ومن العبارات المنتقاة من مخزونه الأدبي، فقد أذن ابو بدر لقلمه أن يهطل بوابل من الدرر هطول الغاديات على الهضاب والسهول، ولسان حاله يردد ما قاله ابن دريد:
لا يأمن العجز والتقصير مادحه ولايخاف على الإطناب تكذيبا |
فشيخنا علم عال من أعلام الجزيرة العربية بل العالم العربي والاسلامي، وقد منحه الله مواهب جمة منذ فجر حياته قل أن تتحقق لغيره مواهب فطرية وملكات قوية، وبعد نظر، فهو دائرة معارف رحبة وكوكب مضيء لا يغيب وإن غاب,,!!
ليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد |
ويقول الآخر:
ومن وعى التاريخ في صدره أضاف أعمارا إلى عمره! |
وقد وقف حياته ووهبها خدمة للعلم وإحياء التراث بتوثيقه وإثباته وديمومته في سجلات تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، وكأني به يلزم من يسرح طرفه في تلك المؤلفات القيمة بألا ينساه من صالح الدعاء، وأن يتلو قول الأبيوردي:
يا من إذا نظرت عيناه كِتبَتنا كن بالدعاء لنا والخير مدكرا |
فالشيخ مرب فاضل يتمتع بمكانة عالية وبشخصية مهيبة قوية، ولي الشرف ان كنت أحد تلاميذه أيام كان مديراً لكليتي الشريعة واللغة العربية، ولي معه موقف تربوي أبوي حينما قدمت له ذات يوم طلب الاذن للسماح لي بزيارة والدي في حريملاء رحمه الله في ورقة صغيرة جدا نهرني وقذف بها نحوي قائلا مثلك لا يقدم إلا الورق الكبير المعتاد,,، فكان هذا الدرس بمثابة التوجيه والارشاد لي اثابه الله ومن المواقف الأخرى الأبوية المحفورة في ذاكرة أبنائه التلاميذ أنه يلتمس الأعذار لهم اذا حصل من بعضهم ما يستوجب الشفاعة امام فضيلة الشيخ عبداللطيف بن ابراهيم المشرف العام آنذاك على المعاهد العلمية وكليتي الشريعة واللغة العربية، ومازال صوته يرن في أذني قائلا لفضيلته رحمه الله افرض أن أبناءك قد اخطئوا فيرد عليه الشيخ بقوله: ايش تقول أفرض؟ هم مخطئون، ولكن طبع الشيخ عبداللطيف بن ابراهيم يأبى الا العفو عن بعض هفوات أبنائه الطلاب تغمده الله بواسع رحمته ومما هو جدير بالتنويه والذكر ان الشيخ حمد هو اول من تبنى فكرة إنشاء شركة الطباعة والنشر الوطنية بالرياض عام 72/1373ه تقريبا والتي ساهمت في طباعة كثير من الكتب والمجلات، والصحف اليومية، والسجلات الحكومية وغير ذلك من المطبوعات فهي بداية إشراق وتنوير في مجال الصحافة والاعلام، وتعتبر هذه المطابع نواة لما وصلنا إليه الآن من تقدم هائل مستمر, وذكرياتنا الجميلة مع مشايخنا واساتذتنا، ومع أستاذنا الفاضل حمد الجاسر باقية في أعماقنا لا يمحوها ماح على مر المَلَوَين, فالاستاذ حمد القاضي كاتب الخاطرة راصد الفرص، لا تفوته المواقف المشرفة مواقف الإصلاح والوفاء، والتنويه بأفضال الرجال، فقلمه كالمصباح المنير أو العدسة المركزة نحو المذكور ولا نقول الممدوح ليتجدد ذكره في الخواطر والذاكرة، فشكراً لأبي بدر الذي هو قمة في الوفاء.
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف حريملاء - أحد تلاميذ الشيخ حمد الجاسر
|
|
|
|
|