|
| منوعـات
لم ندخل بعد في لهيب الصيف ولكننا بدأنا نجري البروفات اللازمة, فكثير من الناس دخل مرحلة الاستعداد الرسمي, جوازات حجوزات ترتيبات أما القابعون في أماكنهم فليس أمامه سوى أن يسلكوا حناجر بواري سياراتهم استعداداً للصخب عند اشارات المرور, تستطيع أن تعرف الفرق في مزاج الناس بين الصيف والفصول الأخرى عند الاشارات.
فالرابح منا من يكتب له ترك المدن الأساسية كالرياض أو جدة في فترة الصيف وخصوصاً في أغسطس ما نبي تمر ولا جح إلى مناخات أفضل, فالعالم في هذه الأيام يتفلتون للهروب من الحر ومن أوقاتهم المتعبة مع العمل, فيتحول جزء كبير من المواطنين السعوديين إلى سواح يتفرقون في هذا الكون المأهول داخلياً وخارجياً, كل له مطالبه التي سافر من أجلها, فهناك من يسافر هرباً من الحر، وهناك من يسافر للاستراحة والاستجمام، وهناك من يسافر للبحث عن التسلية, على كل حال فالسائح عندما يسافر لا يذهب ليبحث عن شيء يملكه, فإذا سافر إلى أورلاندو فهو يعرف أن هناك دزني لاند, وإذا ذهب للقاهرة فهو يعرف أن هناك مسرحيات ومعالم تاريخية, وإذا سافر إلى دبي فهو يعرف أن هناك تسوقاً ممتعاً, وإذا سافر إلى لندن فهناك سبب, وإذا ذهب إلى باريس فهناك سبب آخر, وهذا ليس وقفاً على السائح السعودي, فكل سائح له أهدافه التي يسافر من أجلها, ولكن هناك سياحة جماعية وهي السياحة الأساسية التي يخطط خبراء السياحة على أساسها, فما يصلح للسائح الياباني ليس بالضرورة يصلح للانجليزي, وما يصلح للسائح الأمريكي ليس بالضرورة يصلح للسائح السعودي, فأساس التخطيط لصناعة السياحة يقوم على ما تستطيع أن تقدمه للسائح وما يجتذب السائح لاخيتار بلادك دون البلاد الأخرى, أي أن تصمم منتجاتك السياحية وفقاً لرغبات الزبون, وهي صناعة مثل الصناعات الأخرى يجب أن يكون رأي الزبون هو الأول والأخير, فالسياحة ليس فيها احتكار, جوازك في جيبك والعالم واسع, والحملات الإعلامية المشحونة بالدعاوي العاطفية إذا أفادت سنة لا تفيد في السنة التي تليها, وأعتقد ان أول خطوة لتشجيع السياحة الداخلية يفترض أن يبدأ بدراسة احتياجات السائح السعودي سواء على المستوى الفردي أو على المستوى العائلي دراسة موضوعية مبنية على أسس علمية بعيداً عن التحيز العاطفي, وهناك أسئلة يجب أن نحصل على اجابات دقيقة عنها, لماذا يذهب السائح السعودي إلى القاهرة؟ لماذا يذهب السائح السعودي إلى لندن؟ لماذا يذهب السائح السعودي إلى دبي؟ لابد أن هناك مطالب تنتظمهم, والإنسان لا يشد الرحال للبحث عن شيء يستطيع أن يحصل عليه في بلاده.
|
|
|
|
|
