| محليــات
* جدة جميل الفهمي
ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان جدة السياحي والمسمى جدة 21 والذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ويوجهه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظة جدة ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان القى الدكتور عبدالله محمد الفوزان الكاتب المعروف واستاذ علم الاجتماع المشارك في كلية الآداب جامعة الملك سعود محاضرة قيمة في الغرفة التجارية والصناعية بجدة بعنوان التنشئة الاجتماعية في ظل العولمة مساء يوم الاثنين 1/4/1421ه حذر من خلالها من مخاطر العولمة على الخصائص الذاتية للمجتمع العربي بعامة والمجتمع السعودي بخاصة وطالب التربويين والإعلاميين ورجال الأعمال بالتكاتف والتنسيق والتخطيط لحماية شباب الأمة واحتوائهم ضد هذا الخطر المسمى العولمة بأسلوب علمي مدروس ومشوق وجذاب يشارك فيه الجميع ,, وفي ما يلي مقتطفات مما جاء في المحاضرة :
التنشئة الاجتماعية تشير إلى نقل الخصوصية الثقافية للمجتمع من الجيل القديم إلى الجيل الجديد وذلك بهدف المحافظة على تلك الخصوصية أو أنها العملية التي يكتسب بواسطتها الأفراد المعرفة والمهارات والإمكانات التي تجعلهم بصورة عامة أعضاء قادرين في مجتمعهم أو كما قال عنها شكو عمليات تعلم وتعليم وتربية تؤدي إلىتشكيل السلوك الاجتماعي للفرد في اطار ثقافة المجتمع في بناء شخصيته وتحوله من كائن بولوجي عند الولادة إلى كائن اجتماعي وتكسبه صفة الإنسان إذا كان هذا هو التعريف العلمي للتنئشة الاجتماعية فأين هي الصلة الملحة التي تواجهه اليوم وتحتاج إلى إجابة هل المجتمعات العربية والإسلامية لا تزال إلى اليوم تقوم بهذه المهمة دون تحديات وإذا كانت المجتمعات تواجه فعلا تحديات في سبيل قيامها بهذه المهمة فما هي طبيعة تلك التحديات اهي تحديات ذاتية نابعة من داخل المجتمع ام انها تحديات خارجية آتية من الخارج.
أم أنها تأتي من هذا وذاك وما هي يا ترى - وهذا هو المهم - سبل التغلب على تلك التحديات كي تحقق مجتمعاتنا تنشئة سليمة للأجيال هذه الأسئلة تمثل محور الاهتمام بهذه الورطة اذ تسعى للإجابة عن كل واحد منها بشيء من التفصيل.
ويجب علينا من حيث المبدأ هل نؤمن بتفعيل الخصوصية الثقافية ام لا لذلك إذا أقررنا من حيث المبدأ ان لكل مجتمع خصوصيته الثقافية التي تشكل هويته الذاتية ويسعى للمحافظة عليها وصيانتها من الاندثار والانتحار تحت وطأة وهيمنة الخصوصيات الثقافية للمجتمعات الأخرى جاز لنا القول بأن مجتمعاتنا العربية والإسلامية تتعرض فعلاً اليوم لتحديات كبيرة تهدد خصوصيتها الثقافية وعندما اشير إلى خطورة هيمنة الخصوصيات الثقافية وهذا ما يجب أن ندركه من خطورة المجتمعات الأخرى على الخصوصية الثقافية العربية والإسلامية فلست بذلك وأرجو أن لا يفهم خطأ انني أدعو إلى الانغلاق عن الثقافات والتحصن ضدها ذلك أن مثل هذه الانغلاق لم يعد ممكنا بالإضافة إلى أن مجرد محاولة الانغلاق والانعزال عن الثقافات يعد على الأقل في نظري مخالفة صريحة لحقيقة استخلاف الإنسان في الأرض وما يتطلبه هذا الاستخلاف من تفاهم وتعارف وتبادل للمنافع بين البشر مصداقا لقوله تعالى :يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم .
وما أود اليوم ان اشير إليه أنه في ظل ما يحدث اليوم في العام من عولمة ثقافية واقتصادية واجتماعية وسياسية ذات مرجعية غربية لا يمكن الانفكاك من تأثيراتها واخذت تهدد الهويات الثقافية المميزة للمجتمعات المعاصرة يجب علينا أن نجد الكيفية في المحافظة على هويتنا العربية والإسلامية التي تمزينا عن غيرنا.
ثم حدد الدكتور في محاضرته الخصوصية الثقافية العربية والإسلامية قائلا: إن ثقافتنا العربية والإسلامية تنطوي على العديد من المبادئ والقيم الموجهة لسلوكنا ونظرتنا للكون والحياه وهذه المبادئ تتعرض اليوم إلى حملة من التحديات التي تهدد وجودها وبقاءها حيث اصبحت التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة بطبيعة الحال عاجزة عن تكريس تلك المبادئ والقيم في النفوس بفعل تلك التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها مجتمعاتنا المعاصرة.
وقال إن خصوصيتنا الثقافية تتمثل في العقيدة الإسلامية الصحيحة والفهم الصحيح لها وممارسة شعائر الدين وقيم الإيثار والمحبة والتآزر والاحترام بين افراد المجتمع المسلم بين ذكوره وإناثه صغاره وكباره.
بأبيضهم وأسودهم فقيرهم وغنيهم متعلمهم وجاهلهم بغض النظر عن الأدوار التي يؤدونها والمراكز التي يشغلونها والابتعاد عن مظاهر الكبر والخيلاء والغضب والحقد والحسد والظن وهضم حقوق الآخرين والاتصاف بالتواضع والتراحم ولين الجانب والتسامح وحب الخير للناس اجمعين مع حفظ حقوقهم وحسن الظن بهم والتعاون معهم على البر والتقوى والعمل الصالح والبعد عن المظالم والرشوة والغش والمحسوبية وايذاء الناس والغيبة والنميمة والكذب والسخرية والسب واللعان وقذف المحصنات وغيرها من آفات اللسان والأخذ بالأخلاق الحسنة مثل العدل والصدق ونصرة الضعيف والمظلوم والجرأة في الحق وعدم إيذاء الناس في شرفهم واعراضهم ومراعاة حقوق الزوجة على زوجها والزوج على زوجته وحقوق الابناء على الآباء والآباء على الأبناء وحقوق الجار وحقوق الحاكم على المحكوم وحقوق المحكوم على الحاكم إضافة إلى آداب الطعام وآداب السير في الطرقات وآداب المجالس,.
ثم أضاف الدكتور قائلاً هذه نماذج فقط من الخصوصية الثقافية.
بعد ذلك تطرق الدكتور عبدالله الفوزان إلى طرح عدة مقترحات لمجابهة العولمة الثقافية ومقاومتها ونورد منها هنا الآتي:
1 مشاركة الشباب في برامجهم الإذاعية والتليفزيونية.
2 لا بد من التنسيق بين الأجهزة الإعلامية العربية وتطويرها.
3 دعم ومساندة مؤسسات الأسرة.
4 عدم الانفصام عن الأصالة في خضم البحث عن المعاصرة.
5 التركيز على مفهوم السعادة في الدنيا والآخرة.
6 الأخذ بالتوجيه والإرشاد عن طريق المؤسسات.
7 إنشاء جمعيات تحل مشاكل الأسرة.
8 تكثيف برامج الإذاعة والتليفزيون في مجال الأسرة.
9 تبني اسبوع للأسرة مثل اسبوع المرور والشجرة.
|
|
|
|
|