| الثقافية
* الرياض واس
يعود تاريخ المجالس الثقافية والأدبية عند العرب إلى عهد ما قبل التدوين عندما كان مجلس شيخ القبيلة تصدر منه قرارات مصيرية مهمة وتلقى فيه خطب وقصائد لها أثر كبير في توجيه الأحداث ومنذ عام 400م سجل التاريخ الكثير من الندوات السياسية والمجالس الأدبية والثقافية لأمراء القبائل العربية والبارزين مثل مجلس قيس بن عاصم التميمي ومجلس النعمان بن المنذر ومجلس عبدالله بن جدعان في مكة المكرمة.
وفي العصر الاسلامي كانت مجالس النبوة ومجالس الفصل ومجالس الذكر من أكبر المجالس نفيراً حيث كان النبي الكريم يطوع وقته بين القيادة وشرح شعائر الدين وسماع الطيب من الكلام من شعر ونثر وخطابة.
وفي عصر الخلفاء الراشدين تطورت المجالس لتشمل الكثير من شؤون الحياة بما فيها تدارس أوضاع المحاربين والمجاهدين في الأمصار الإسلامية وأحوال المجتمعات الجديدة وتناقل المعلومات حول حسابات الغنائم وأرقام تعتبر فلكية مقارنة بالأموال التي تدور في القرى العربية ابان العصر الاسلامي وتباشير الدعوة.
وفي الخلافة الأموية كانت مجالس الأثرياء في مكة المكرمة والمدينة المنورة واليمامة تجمع بين الفن والثقافة في وقت واحد وكانت مجالس معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية وسليمان بن عبدالملك بن مروان وهشام بن عبدالملك وغيرهم من الخلفاء تزخر بمرتاديها من شيوخ القبائل ورجال المال والثقافة وعلماء الدين واللغة والأدب، وفي العصر العباسي اتخذت المجالس نمطاً جديداً بحيث تحمل اسم اليوم الذي تقام فيه تلك الأمسية وقد اشتهرت ثلاثائية المأمون بن هارون الرشيد التي كانت تضم عدداً من المفكرين والفلاسفة والأدباء وعلماء الطبيعة.
وفي العصر الحديث اشتهرت مجالس الأدباء في كل من القاهرة ودمشق والقيروان وفاس ومكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينة الرياض ومن أبرز مجالس مدينة الرياض مجلس الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية اذ كان مجلسه يحضره كبار الأدباء ورجال الفكر والمتخصصون في الانساب والتاريخ.
وكان لنائب الملك في الحجاز الملك فيصل بن عبدالعزيز مجالس يتدارس فيها شؤون الثقافة والأدب والتاريخ مع العديد من معاصريه وضيوف الدولة ابان فترة الحج وتعيش مدينة الرياض عاصمة الثقافة العربية عام 2000م أمسيات كثيرة في بيوتات المثقفين ورجال الفكر ورجال التعليم والتربية ورجال الأعمال.
وتعد ندوة عبدالعزيز الرفاعي رحمه الله من أقدم المجالس الثقافية في مدينة الرياض إذ يعود تاريخها إلى عام 1380ه 1960م والى جانب هذه الأمسية التي تقام كل يوم خميس هناك مجلس الشيخ حمد الجاسر ضحى كل يوم خميس اضافة إلى خميسية أنور عشقي واثنينية عثمان الصالح وأحدية راشد المبارك وندوة النخيل لمحمد بن سعد بن حسين وندوة إبراهيم المبارك.
وهناك ندوات كثيرة تقام في مدينة الرياض أغلبها ندوات شهرية وأخرى دورية اضافة إلى الندوات غير الخاضعة لتوقيت زمني وقد عهد أصحاب الندوات الثابتة إلى تسجيل ندواتهم في أشرطة كاسيت أو تدوينها على هيئة كتب ذات مجلدات يحكى كل مجلد أحداث الندوة لعام كامل ومدينة الرياض ليست وحدها التي تعيش هذه النهضة الثقافية بل تشاطرها مدن عديدة في المملكة فهناك اثنينية عبدالمقصود خوجه واحادية الدكتور أنور عشقي وفي مكة المكرمة أمسيات كثيرة من أشهرها أمسية علي أبو العلا وتعتبر المجالس القبلية في كل من أبها ومدن عسير الأخرى من المجالس التي تفيض بالأدب والشعر وألوان السرد القصصي التاريخي .
ويقيم بعض رجال الأدب والفكر بالمنطقة الشرقية العديد من المجالس والأمسيات ومن أبرز تلك اللقاءات أحدية أحمد المبارك في الأحساء وهناك مجالس وأمسيات معروفة في مختلف مناطق ومدن المملكة.
|
|
|
|
|