| مقـالات
القدس، مدينة فلسطينية حباها الله بمنزلة خاصة لدى أصحاب الديانات السماوية، إلا أنها جغرافياً وتاريخياً مدينة عربية ولها عند المسلمين خاصة مكانة كبيرة، وهي جزء من الأرض الفلسطينية التي تحوّل جزء منها الى دولة لليهود، ووقعت المدينة المقدسة نفسها تحت احتلالهم، وهم يصرون اليوم على أنها عاصمة لدولتهم، وليس للعرب الفلسطينيين أي حق فيها ويؤكدون على هذا الحق ويروّجون له في كل وسائل الإعلام.
وحتى لا ننسى القدس فنحن في حاجة الى تركيز إعلامي عن تاريخها ومكانتها وعروبتها, والتراخي أمام الهجمة الإعلامية المضللة سوف يؤدي الى تحقيق المقصد اليهودي، لذلك فقد سررت كثيراً وأنا أطالع عملاً طيّباً عنوانه القدس: سيرة مدينة، دراسة وشهادات من إعداد خالد محمد غازي ومن نشر دار الهدى في القاهرة عام 1998م، وهو يبدأ الكتاب قائلاً: القدس زهرة المدائن,, مدينة السلام والحرب,, مدينة الرسالات والأنبياء، حملت على كاهلها تاريخاً طويلاً يضرب بجذوره عبر العصور الى ما قبل الديانات السماوية,, وعبر القرون الممتدة تبرز عروبتها، ولتعرف الأجيال,, كل الأجيال العربية كانت أو غير العربية أن القدس بالنسبة لليهود ليست مجرد شعار، بل هي حلم قديم ومرجع لا بد منه,, فبدون القدس ليس هناك كيان,, وكأنها تجديد للنشأة الأولى باعتبار أن القدس في قاموس الطموحات الإسرائيلية اليهودية هي إسرائيل وإسرائيل هي القدس ومن أجل إيضاح جوانب عديدة لعمليات التزوير والتعتيم وإبراز الحقيقة التاريخية كان لا بد لنا أن نقلِّب أوراق التاريخ، رغبةً في كشف الحقائق ووضعها في موضعها الذي يجب أن تكون عليه في ظل تضحيات فلسطينية عربية تبذل دماء تراق، وسلام يشبه السراب,,,
واحتوى الكتاب على أقسام هي المدينة والتاريخ، والمقدسات الدينية في القدس، وحضارة المستوطنات وإرهاب التهويد، وهذه الأقسام التي احتلت الصفحات الى 204 كتبها خالد غازي تضمن حقائق تصب في خانة عروبة المدينة وأحقية الفلسطينيين بها، ثم جاءت بعد تلك الأقسام مجموعة من الشهادات والآراء تؤكد على عروبتها ووضعها الإسلامي كتبها أعلام من مثل محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر، وأحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر، وأحمد شلبي أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة القاهرة، وعبدالوهاب المسيري خبير الدراسات اليهودية، ويحيى الصباحي أستاذ القانون الدستوري، وأحمد صدقي الدجاني رئيس المجلس الفلسطيني للثقافة والعلوم.
وفي قسم أخير من الكتاب يورد معد الكتاب مقتطفات لكتَّاب تحدثوا عن مؤامرة التهويد والمصادرة وموقف القانون الدولي من مثل ادوارد سعيد وعكرمة صبري، وموسى المزراوي، وعبدالله الأشعل, ومجمل الكتاب يقدم صورة عن تاريخ المدينة وما لحقها من تهويد ومحاولة لطمس تاريخها العربي الإسلامي.
|
|
|
|
|