| عزيزتـي الجزيرة
لقد وهب الله المرأة عطاء عاطفيا لا حدود له، وما ذاك إلا لحكمة بالغة منها أن هذه العاطفة والمودة من أعظم أسباب لم شمل الأسرة، واحتضان النشء، وتحمل تربية الأولاد، ودوام العشرة الزوجية، إذ الرجل عموما في إسهامه في عمارة الأرض، وبناء المجتمع، وفي حملة هموم أمته وما يصلحها إنه في ذلك كله يحتاج أن تقف خلفه امرأة تهبه من عاطفتها ما يهوّن عليه عناء الحياة، فيأوي إلى بيته بعد كد الحياة وكدحها وهمومها، ليلقى الراحة والسكن، وينطلق من بيته أقوى عزما وأشد حماسا ليؤدي دوره في الحياة، بعد أن تكفلت زوجته بجزء كبير من مهمة تربية الأبناء لا يغني طبعا عن دوره بحال.
من هنا فإننا نؤمن إيمانا تاما بأن مهمة المرأة الأساسية هي إدارة شؤون بيتها، ودورها الفاعل حقا يكمن في تربية الجيل,,, وحسب المرأة عطاء أن تهب للدنيا من يعمر الدنيا، لذا فإن من الخطأ، بل الخطأ الفادح الظن أن مشاركة المرأة محصورة في نزولها إلى ميادين العمل الحكومي والأهلي، وبالتالي فإن بقاءها في بيتها قعود وبطالة !!! مع أن الحق الذي نقتنع به هو أن تعمل من تدعو الحاجة إلى عملها، أو من تدعو حاجتها إلى العمل، وأن تعمل في الأعمال المنضبطة بضابط الشرع من غير اختلاط ولا تبرج، ولا مزاحمة للرجال على أعمالهم، مع عدم تعارض عملها مع مهمتها الحقيقية في بيتها، وإلا فبيتها أحوج لجهودها, ومن الملاحظ أنه مهما عملت المرأة من الأعمال، فإن فطرتها تبقى تلح عليها، ويبقى هاجس تقصيرها في حق زوجها وأبنائها مؤثرا عليها.
كثيرا ما يدور الحديث عن أعداد من الخريجات وليس الخريجون مع كثرتهم اللاتي لا يجدن فرص عمل، ويطالب البعض بفتح مجالات أوسع لعمل المرأة، والحق أن المجال مفتوح منذ أمد لعمل المرأة فيما يناسبها من تعليم وتطبيب وتمريض، لكن هناك في هذا النطاق منافذ للعمل لم تستغل، مثلا الرئاسة تحتاج متخصصات في الحاسب الآلي ، ومدارسنا في حاجة ماسة إلى تعميم خدمات الحاسب الآلي لإتقان وتسهيل الأعمال، فلماذا لا يتم إيجاد مثل هذه الوظائف؟ ولماذا لا تقام دورات مكثفة لتعليم الحاسب الآلي تحت إشراف الرئاسة، تلتحق بها من ترغب من الخريجات اللاتي لم يجدن فرص عمل حتى يكن مؤهلات لمثل تلك المواقع.
كذلك لا يخفى على مستطلع كثرة المدارس الأهلية المدعمة بشكل كبير بمعلمات أجنبيات أرخص!! ، فماذا لو وضعت لوائح تنظيمية للمدارس الأهلية ، يكفل فيها حق المعلمة بعقود ملزمة طويلة الأمد نسبيا، مع إعطائها حقها في الإجازات وتحديد راتب مقبول لها، ومن ثم تطالب هذه المدارس بالسعودة، ترى لو كفلت حقوق المعلمات في المدارس الأهلية، كم بربكم ستستوعب من أعداد الخريجات.
كذلك يمكن تطبيق نظام التقاعد المبكر، أو نظام العمل نصف الدوام بنصف الراتب لمن ترغب، فكم من معلمة لها أبناء تتمنى تطبيق هذا النظام، وهو في نفس الوقت يوفر فرصة عمل لأخرى.
وإن من أعظم مجالات العمل المهمشة مشاغل الخياطة النسائية، فهذه المشاغل قد امتلأت بالوافدات غير المسلمات غالبا فلماذا لا تقام معاهد خياطة على مستوى عالٍ من الكفاءة، وقصيرة الأمد، أو تقام دورات مركزة ستة أشهر مثلا للراغبات من الخريجات أو سواهن، ومن ثم تطالب هذه المشاغل بسعودة العاملات فيها, إن عملا كهذا كفيل بأن يوجد أعمالا كثيرة لبناتنا، وهو من صميم عمل المرأة واهتماماتها، فهي تفهمه وتعنى به,, إضافة إلى عوائده المالية الجيدة بل الممتازة ولا أدل على ذلك من كثرة المشاغل, إذاً الحلول كثيرة ولكنها بحاجة إلى من يتبناها بجدية واهتمام, أما أن تفتح أبواب العمل للمرأة لتعمل في كل ميدان، وتدخل كل مؤسسة فإن هذا مردود منا بداية كنساء ، إذ إننا نرفض جرجرة المرأة إلى ميادين الاختلاط، لأن ذلك فيه إهدار لكرامة المرأة وإفساد للمجتمع، بل إن ذلك لا يستساع في وقت نرى فيه جموعا من شبابنا لا تعمل، فمعلوم أن تعديد سبل العمل النسائي يطرد تلقائيا مع تضييق الأعمال الرجالية الضيقة أصلا لذا إن كان هناك وظائف في أي دائرة فلتعط لشبابنا الذين دمرتهم البطالة.
مها السليمان بريدة
|
|
|
|
|