| القرية الالكترونية
* تقرير:مبارك البيشي الترجمة
على مدى نصف شهر تقريباً كان الموضوع المطروح للنقاش يهم شريحة كبيرة من المجتمع شريحة إذا أطلقنا عليهم مجازاًمدمنون فستصيبكم الدهشة من ذكر الإدمان ولكنها حقيقة مروعة, فمدمنو الانترنت توجهت إليهم دراسة بحثية عبر الشبكة أعدتها الدكتورة نادية العوضي في ركن مشاكل وحلول للشباب على موقع www.islam-online.com وطرحت القضية للمستخدم العربي وخصوصا في منطقة الخليج.
وقبل البدء في الحديث نعود الى بعض الارقام التي توصلت إليها الدراسات في الولايات المتحدة الامريكية عن ظاهرة الادمان على الانترنت, التي تقول إن الإنترنت أصبحت خطراً يهدد بتدمير العلاقة الزوجية اذ ان 53% من مدمني الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية أقاموا علاقات غير شرعية في العالم الافتراضي وربما في العام الواقعي وأصبح يطلق على تلك الزوجات أرامل الإنترنت فأحد الزوجين منصرف عن شريكه إلى الشاشة أو إقامة علاقة غرامية أو جنسية مع خيال متوهم.
فيما الفشل يهدد الطلاب ودراستهم اذ ان 58% من مستخدمي الإنترنت من الطلبة الأمريكيين انخفض مستواهم الدراسي و 86% من المدرسين يرون أن تعلق الأطفال بالإنترنت لا يفيدهم دراسياً, اضافة الى الانعزالية التي تقطع أواصر القربى والعلاقات الاجتماعية وانخفاض في أداء العامل والموظف نتيجة السهر الطويل وإضاعة الوقت أثناء العمل.
ومن أكثر مجالات إدمان الإنترنت المواقع الإباحية التي تسهل للشباب إقامة علاقات غير مشروعة في الخيال الافتراضي في وقت يعجز كثير منهم عن الزواج في الواقع, ورغم أن الإحصاءات الممكنة تعبر عن المجتمعات الغربية فإن الشواهد تدل على انتقال ظاهرة إدمان الإنترنت وآثاره إلى مجتمعاتنا العربية.
وهذه بعض آثار إدمان الإنترنت, , فما الآثار والنتائج الأخرى؟ وما الأسباب المؤدية إليه؟ وما الخبرات التي يمكن أن تساهم في علاج إدمان الإنترنت؟
ولأهمية هذا الموضوع استجاب عدد من المستخدمين العرب بالمشاركة والتعليق على القضية المطروحة من واقع تجاربهم الشخصية.
مدمن إنترنت يطلق زوجته
ونقتطف من خلال هذا التقرير بعضا من اجابات من شاركوا في البحث السابق لنقدمها للقراء فتجاربهم مريرة ومنهم من يعترف بوجود المشكلة ويؤكد على آثارها ومنهم من يقدم بعض الاقتراحات والحلول واليكم بعض النماذج التي خرجت تتحدث حول هذا الموضوع.
فتقول احدى المشاركات في الدراسة انها إحدى ضحايا الانترنت اذ قام زوجها بتطليقها لإدمانه الانترنت والعلاقات النسائية لزوجها من خلال الشبكة وراء هذا التطور مع انهما كانا يتمتعان بحياة مستقرة لمدة عشر سنوات اثمرت عن ثلاثة أطفال وقد حاولت علاجه وثنيه لمصلحة اطفالها على مدى عامين كاملين دون جدوى, كما ان زوجها قد اقام علاقة بإحداهن وبيت نيته للزواج منها مع انه من غير المعقول أن يقرر رجل مسلم عاقل الارتباط بمن تعرض نفسها على الانترنت ويترك حب عمره وزوجته و أطفاله من أجلها.
علاقات ناقصة
فيما يقول أحد المشاركين الآخرين انه عاش تجربة شخصية لانه تعلق وتعمق بالشبكة وكانت ميوله واتجاهاته نحو المفسدات لا في الأعمال الصالحة والمفيدة الا انه يقول انه اهتدى واستخلص من تلك التجربة الكثير من العبر ويسعى الان للتكفير عما قام به من اعمال سابقة.
واشار الى انه تعرف على بعض الفتيات من خلال برامج المحادثة منهن المتزوجات وغير المتزوجات ووجد في تلك العلاقات نقصا في التربية والخلق وقبل ذلك في الدين والتحصين الديني.
وفسر ادمان النساء على الانترنت بحكم تجربته السابقة في هذا المجال ان النساء المتزوجات يرتبطن على حد قوله ببعض الرجال في الطرف الاخر عاطفيا بسبب ضعف العاطفة الزوجية وبرودة العلاقات بينهما اضافة الى انشغاله الدائم خارج البيت مما يسبب تدهورا في علاقاتهما مع بعضهما ويساهم في اقتحامها لهذا العالم المجهول.
واقترح عددا من الحلول لعلاج تلك المشكلة وبخاصة لدى النساء المدمنات للشبكة ومن بينها وضع الجهاز في مكان عام في البيت ولا يكون في غرفة مستقلة ليتمكن أهل البيت من مراقبة المرأة والبيت بشكل مستمر.
علاقات افتراضية
فيما يرى مشارك آخر ان الجانب النفسي والتركيبة الشخصية هي التي تفرز في النهاية مدمن الانترنت وتولد النزعة الفردية لديه.
ويقول ان الكثيرين يميلون الى قضاء ساعات طويلة امام الانترنت يفتقدون فيها وجود صداقات حقيقية مع الاخرين ولذلك يحاولون تعويض تلك العلاقات باقامة علاقات اخرى في العالم الافتراضي .
واشار الى انه يمكن القول ان الانترنت اختزلت العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة بالتحديد إذ يؤثر الكثيرون قضاء ساعات طويلة على الانترنت بدلا من تجاذب أطراف الحديث مع أفراد الأسرة وبعبارة أخرى فإن الادمان على الانترنت قد يولد نزعة فردية عند المستخدم.
الإنترنت مثل الدش
كما قدم مشارك رأيا مختلفا عن الآراء السابقة بقوله ان تلك الظواهر والتغيرات في حالة مدمن الانترنت لا تعدو ان تكون سحابة صيف وتأثر مؤقت سرعان ما تنتهي.
مشيرا الى ان ردة الفعل من ادمان الانترنت من الطبيعي أن تكون عنيفة جدا في المجتمعات المحافظة التي غشاها وهج الانفتاح دفعة واحدة مشيرا الى ان ماحدث منذ ظهور الانترنت في مجتمعاتنا العربية لا يعدو ان يكون شبيها بما حدث حينما ظهرت اجهزة غريبة مثل الفيديو والاطباق الفضائية أرى أن الوضع في النهاية لا بد أن يعود إلى طبيعته وهذا ما ألمحه فيمن حولي إلا من شذ.
إسراف وإنترنت
وقدم مشارك اخر في هذه الدراسة رأيا مختلفا ايضا مشيرا الى أن إحدى خطوات الادمان قد تعود الى الاسراف ولأن الله عز وجل قد حذر من الإسراف في كل شيء حتى في الشيء المباح وكلوا واشرابوا ولا تسرفوا ولذلك فسنة الكون أن أي أمر يزيد عن حده ويدخل فيه الإسراف فلا شك أن فيه نهي فما بالكم بأمر قد يؤثر على حياة الفرد وقد يدمره وما بالكم إذا كان هذا الإسراف في حرام.
غرف الدردشة المتهم الأول
ويقول مشارك آخر قام الناس في الفترة الاخيرة باستخدام الانترنت بادمان وهذا خطر يدمر العلاقات بين الزوجين لاقامتهم العلاقات غير الشرعية في هذا العالم التخيلي وأصبح يطلق عليهم أرامل الانترنت فنحذر مستخدمي الانترنت من خطره المدمر.
واكد ان غرف الدردشة قد تكون من أحد أسباب الادمان كما ان هذا النوع من الادمان الادمان الشبكي أصبح موضة يتفاخر بها الشباب ويفخر لها الآباء وصار الانترنت وسيلة لتمضية الوقت وتضييعه أكثر منه وسيلة للاستفادة والتزود من المعرفة.
واضاف ان دخول غرفة الدردشة يبدأ تحت مسميات براقة مثل الدعوة والحوار الهادف والمناقشات البناءة ثم لا يلبث أن يتحول الى دردشة فارغة المضمون تافهة الأهداف تنطوي على مخالفات شرعية قد لا يقصدها مرتكبوها ولكنه تيار يشد الفرد معه أيا كان هدفه من البداية, فالحذر الحذر من غرف الدردشة ولنتذكر أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
القضية مفتوحة للدراسة
وأخيراً كما رأينا فإن مفهوم الادمان من وجهة نظر المستخدم العربي تختلف عنها لدى الامريكي والغربي بوجهة عام التي تعتمد على الدراسات البحثية والارقام فيما تبقى مثل هذه القضايا اجتهادات وانطباعات وتجارب شخصية عامة تفتقد للتوثيق والبحث العلمي المجرد, للمزيد من المعلومات حول الادمان ومدمني الانترنت ننصح بزيارة الموقع التالي: www.islam- online.com.
|
|
|
|
|