| الاقتصادية
* الرياض فهد الشملاني:
بدأ الرطب المحلي يدخل الى الأسواق الرئيسية على شح بخاصة انتاج المناطق الحارة من المملكة، وشهدت أسواق الخضار والفاكهة ورود أصناف من التمور التي يمكن ان تؤكل في حالة تلون البلح لتميزها بطعم حلو في هذه الوضعية الى جانب نصف الاستواء، وعلى الرغم من قلة العرض فان الأسعار بقيت في المعدلات الطبيعية لنفس الفترة من موسم السنوات الماضية، حيث تراوحت الأسعار بين 5 الى 8 ريالات للكيلو جرام الواحد، ويعزو تجار التمور اتزان الأسعار في بداية كل موسم الى ضعف اقبال المستهلكين على الشراء نظرا لعدم اكمال نضوج الرطب بصورة طبيعية مما يفقده كثيرا من نكهته وطعمه المميز على حد تعبيرهم اضافة الى ارتفاع نسبة البلح عن الرطب في العبوة الواحدة كما تشهد هذه الفترة التي يتلون فيها البلح ابرام الصفقات الاستثمارية بين المزارعين وتجار التمور حسب محمد صالح بن سعيد تاجر التمور في سوق عتيقة ، حيث يتم شراء انتاج مزارع نخيل بكاملها قبل بدء الجني بوقت كاف ويتراوح سعر ثمر بستان النخيل بين 40 الى 60 ألف ريال للمزرعة الواحدة ويتحكم في السعر كثافة الانتاج وجودة التمر ونوعيته ومدى شهرة الصنف في المنطقة التي يباع فيها.
ولم يخف ابن سعيد تخوفه من هبوط أسعار التمور على غرار السنتين الماضيتين التي شهدت فيهما الأسعار تدنيا خاصة في الأصناف المتوسطة والتي تقل عنها، وذلك لغزارة الانتاج وتفوق العرض على الطلب بسبب توجه عدد كبير من المزارعين في السنوات الأخيرة الى الاستثمار في هذا المجال.
على صعيد آخر قدرت احصائيات لوزارة الزراعة والمياه ان المملكة تحتل المرتبة الأولى بمنطقة الخليج من حيث اعداد النخيل وانتاج التمور بمختلف الأصناف وتبلغ نسبة الاكتفاء الذاتي من التمور بالمملكة أكثر من 104%, اذ ان انتاج التمور يشكل الانتاج الرئيسي للمحاصيل الحقلية الدائمة ويبلغ متوسط انتاجها السنوي أكثر من 650 ألف طن وتقدر الاحصائيات ان هناك أكثر من 18203384 نخلة في مختلف مناطق المملكة، مشيرة الى ان الدعم الكبير والتشجيع الذي يحظى به القطاع الزراعي بشكل عام وزراعة النخيل بشكل خاص من قبل الحكومة قد ساهم في تنامي اعداد النخيل والتوسع في غرسها يدفع ذلك قدما تميز محاصيل التمور بفترة انتاج قصيرة حيث يبلغ الانتاج ذروته في نهاية فصل الصيف وبداية فصل الخريف أي في الفترة الواقعة ما بين شهر يوليو واكتوبر وخلال هذه الفترة تشهد الأسواق كميات وفيرة من التمور تتقدم ذلك تمور منطقة المدينة حيث ان الأجواء في هذه المنطقة تسرع في نضوج التمور في وقت مبكر.
وتتقدم المنطقة الشرقية مناطق المملكة في اعداد النخيل اذ يبلغ عدد نخيلها أكثر من 3825666 نخلة تقع على مساحة تصل الى 11565 هكتار وهي نخيل يغلب عليها طابع القدم وتعتبر من أوائل مناطق المملكة في توفير التمور التي يتم كنزها لفترة طويلة لاستعمالها طيلة العام تليها منطقة الرياض بعدد 4215838 نخلة على مساحة 29597 هكتار ثم منطقة القصيم بحوالي 2535172 نخلة فمنطقة حائل بنخيل تقدر بحوالي 1152096 نخلة ثم منطقة تبوك بعدد 552593 نخلة يلي ذلك منطقة المدينة المنورة حيث تضم اكثر من 1303085 نخلة فمنطقة مكة المكرمة بحوالي 1119773 نخلة ثم منطقة الباحة بعدد نخلة 2363 يليها منطقة جازان بعدد 13343 ثم منطقة عسير بحوالي 2729390 نخلة فمنطقة نجران بحوالي 333010 نخلات ثم منطقة الجوف بأكثر من 397600 نخلة ثم الحدود الشمالية وهي الأقل في اعداد النخيل ويعود ذلك لبرودة الطقس في هذه المنطقة حيث تضم حوالي 3455 نخلة.
وتشير التقديرات الأولية الى ان حجم استهلاك الفرد السعودي من التمور يبلغ حوالي 26 كيلو جراما في السنة للمقيم بالمدن وبكمية أكبر منها للفرد المقيم خارج المدن وتبين دراسة أخرى ان حجم الاستهلاك الكلي للأفراد في مختلف مراحل نضج التمور يصل الى 250 ألف طن واذا ما اضفنا استهلاك الأفراد الذين يزورون المملكة فاننا نجد بأن نصف استهلاك المملكة من التمور يتم استهلاكه بالداخل كما ان التقديرات توضح بأن ربع انتاج التمور يتم استهلاكه بمرحلة الرطب.
وقد ساهم توسع الرقعة الزراعية لأشجار النخيل وجدواه الاقتصادية الى قيام مصانع للتمور وتهدف هذه المصانع الى ايجاد تنويع جيد في هيكل الصادرات والحد من الفاقد في التمور والناجم من عدم القدرة على التخزين الجيد لموسم طويل وكذلك تحقيق دخول جيدة للمزارعين تساعدهم على تطوير هذه الصناعة والحد من الواردات من السلع الزراعية التي تعتمد على التمور في تصنيعها حيث ان تقدم صناعة التمور تؤدي الى ايجاد منتجات غذائية تعتمد على التمور في تصنيعها مما يحد من الواردات من هذه السلع.
ويؤكد بعض أصحاب مصانع التمور ضعف الكميات التي ترد الى مصانعهم حيث لا تتجاوز نسبة 20% من اجمالي انتاج المملكة من التمور وذلك لكون معظم هذه الكميات يتم بيعها في الأسواق للاستهلاك المحلي أو التصدير الى الأسواق المجاورة وتقتصر معظم خطوط الانتاج في هذه المصانع على العمليات التصنيعية البسيطة مثل التعليب أو التغليف أو العجن، في الوقت الذي يتطلع فيه تجار التمور الى زيادة دور مصانع التمور أكثر من ذلك كانتاج العديد من المنتجات الغذائية القائمة على التمور وزيادة حجم التمور المصنعة.
|
|
|
|
|