أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 4th July,2000العدد:10140الطبعةالاولـيالثلاثاء 2 ,ربيع الثاني 1421

الاقتصادية

صوت الإدارة
الإدارة,, ثمرة الاستثمار ,,!
الاهتمام بالإدارة كعامل من عوامل التنمية والتطور لا يقل في حيويته وأهميته وضرورته عن الاهتمام بالموارد الطبيعية أو برؤوس الأموال,, فكما تقف الظروف الاقتصادية كعثرة أمام التطور، كذلك يقف التخلف الاداري والسلوكي حائلا أمام تحقيق المجتمع لنهضته ونموه وتقدمه,, ان واقع العصر الجديد بكل تقنياته يؤكد على ان أصل التخلف في مؤسسات أي مجتمع يرجع الى الإدارة ,, فليس هناك مؤسسة أو دولة متخلفة اقتصاديا ، بل هناك تقدم أو تخلف إداري، فاذا ما تمكنت أجهزة الدولة من التقدم إداريا فإنها ستحقق النهوض التنموي بجميع أبعاده, ومن الحصافة ان ندرك بأن المال وحده لن يحقق التنمية المستدامة المطلوبة ما لم تقترن العملية برمتها بتطوير الادارة وتنمية وتطوير كوادر بشرية جديدة تساهم في تكوين المنظمات والمؤسسات الاقتصادية الانتاجية.
ان دفع عجلة الادارة الوطنية وتصحيح مسارها يبدأ أول ما يبدأ بإيجاد كوادر قيادية قادرة ومقتدرة,, منتجة ومبتكرة، ولا يمكن لجيش الموظفين ان يعمل وينتج دون توفر القادة ذوي الابتكارات والابداعات في ايقاد المؤسسات واحداث تغيير ايجابي مدروس ومتواصل في الروح المعنوية للعاملين وتحفيزهم للانتاج والعطاء المثمر,, لا يمكننا بأي حال ان نعد العدة لتدريب الموظف الاداري ما لم يسبق ذلك تأهيل وتدريب كافيان لحملة مشعل المسؤولية وسنام السلطة وهم القادة بمختلف مستوياتهم وبالذات المستويات العليا منها,, ان من يتحدث عن القوى العاملة وتأهيلها وتدريبها دون ان يتحدث أولا عن القائد والمدير دورا وإعدادا وتدريبا في الابتكار والدفع والتحفيز واحداث التغيير كمن يتحدث عن سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.
ان من الاخفاقات المشاهدة في الادارة الوطنية هو العجز المتعاظم في كثير من مؤسساتها الحيوية عن تخطي الأساليب التقليدية في الادارة، فالسلطة الادارية بكافة اقطابها القيادية تشعر دوما بضرورة اشرافها المباشر على كل صغير وكبيرة في مؤسستها,.
فهي التي تقود وهي التي تدبر وهي التي تراقب وهي التي توجه وهي التي تحلل وهي التي تعالج وهي التي تحفز وهي التي تؤنب وهي التي تصنع القرارات وهي التي تتخذها ، فهي والحالة هذه مفتاح الرحى لكافة عمليات الإدارة,.
أما بقية الأسطول الوظيفي تراهم دوما منهمكين في تتبع سلسلة توجيهات اتخاذ اللازم وحسب المتبع ، وللافادة ، وللعرض وللاطلاع وللتصحيح وللتصوير وللموافقة وللاعتماد وللحفظ !!؟.
ان هذه المأساة واستشراءها في البنيان الاداري الحكومي تؤكد على هزالة استثمارنا للعقول البشرية العاملة في الجهاز الوظيفي واعتماد ادارتنا على قلة من النفر جعلت من ذواتها عناصر لا يمكن الاستغناء عنها,, باعتبارها المهيمنة على مجريات الأمور!!,.
وزعزعت بذلك الثقة بمقدرة ونزاهة الجموع الهائلة من العاملين بمختلف شرائحها الوظيفية، والخاسر في النهاية هو المجتمع,, وجمهور المستفيدين من خدمات الأجهزة الادارية.
د, ثامر المطيري

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved