| الثقافية
كتب القاص عبدالعزيز الصقعبي في نصه المتميز (حلمك مر كالقهوة) فنجان هو صنعته يد صينية يستقبل في جوفه قهوة رغبت أن تكن مرة كنت تضعه بين أصابعك لتقربه من شفتيك لترتشف المرارة , فأشعل فينا قناديل الأسئلة: ترى ما علاقة واقعنا المر بحبنا للقهوة المرة؟
التي ربما اكتسبت مرارتها من حلوقنا المفعمة بالمرار.
هذا الواقع الذي امتزج فيه المرار بكل ما حولنا فاعتدنا طعمه حتى أصبحنا لا نستسيغ سواه.
فها نحن نرتشف قهوتنا كل صباح,, نتلذذ بطعمها المر دون سأم.
ربما لأننا لم نعتد طعماً آخر يخالط لعابنا غير المرارة,.
فهي تمتزج حتى بأحلامنا حتى أفقدتها عذوبتها.
فيما تظل أسئلتنا مشتعلة: هل واقعنا حقاً حافل بالمرار ام أن نظرتنا لذلك الواقع هي مَن تصور لنا ذلك؟ وهل نملك إمكانية التغيير أم أنه واقع نعيشه ونحتمل تبعاته رغما عنا؟ تبقى أسئلتنا بلا أجوبة ونظل نرتشف المزيد من قهوتنا المرة, لكن ذلك لا يمنع أن نشرع للأمل النوافذ الموصدة, فربما نستبدل قهوتنا هذه بأخرى ذات طعم أحلى في قادم الأيام.
-2-
في إحدى مرايا ياسر العظمة شاهدنا ذلك الفنان الكبير أحد رواد المسرح الجاد,, وقد تحول إلى شخص مجهول من قِبل الآخرين.
يسكن أحد الأحياء الشعبية ويعمل في صناعة العطور الشرقية إن لم تخني الذاكرة ، يأتي إليه صحفي شاب بعد أن عانى الكثير حتى تمكن من الوصول إليه بسبب عدم معرفة أهل هذا الحي لهذا الفنان الذي نسي هو أيضا أنه في يوم من الأيام كان رائداً في مجاله، بعد أن نسيه الآخرون أو تناسوه بعبارة أصح, هذا الصحفي لم يعجبه تنكر المجتمع لهذا الفنان وبالذات مجتمعه الخاص الذي أعطاه الكثير من فكره ووقته وصحته ثم ينتهي به الحال إلى هذه النهاية المؤسفة، فما كان منه لكي يعيد إلى هذا الفنان بعض حقه إلا أن يعلن خبر وفاته في صحيفته لعله بذلك يعيده إلى الحياة أو يعيدها إليه.
تنهال بعد ذلك كلمات العزاء بكل وسائل الاتصال على منزل ذلك الفنان الذي لم يملك بعد أن تحسن جسده ليتأكد من أنه لا يزال على قيد الحياة سوى أن يفتح فاه دهشة ويراقب الموقف ساخراً، فهاهم كل الذين تجاهلوا وجوده واهالوا عليه التراب حياً، يسودون الصفحات بذكر جهوده وعظيم اعماله وربما أضافوا إلى ذلك ما لم يحدث، فهذا كان من أقرب الأصدقاء للمرحوم، وآخر يروي عنه ما لا يعرفه الآخرون وثالث ورابع,,, وقد يصل الأمر إلى اطلاق اسمه على أحد دور المسرح عرفانا له بالريادة, يحدث كل ذلك والفنان المسكين يقبع بين جدران منزله يراقب وسائل الإعلام وهي ترثي العملاق الراحل وتعد فقده فاجعة للفن وأهله, يتساءل ونتساءل نحن أيضا معه ما السر الذي يجعلنا نؤجل تكريم روادنا ومن يستحقون التكريم إلى ما بعد وفاتهم؟! لماذا لا نبادر إلى تكريم روادنا الأحياء منهم قبل الأموات، ليس هذا انتقاصا من حق السابقين ولكن ذلك من أجل أن يجني كل مبدع ثمار جهوده ويشاركنا احتفاءنا به حياً يرزق, فأنا ما زلت أجهل الحكمة التي من أجلها يتم تأجيل التكريم لما بعد الوفاة.
-3-
مجلة رؤى جهد متميز يعكس مدى الجهود المبذولة من قبل القائمين على شؤون النادي الادبي بحائل الذي أصدر العدد السادس من دوريته رؤى حيث حفل بالعديد من الملفات التي تعنى بشتى القضايا والعلوم الإنسانية فجاء الملف الأول زاخراً بالدراسات التي شملت مختلف المجالات والاهتمامات حيث احتضن الملف عددا من الأقلام والدراسات المتميزة.
فيما يأتي الملف الخاص بفقيد الرياضة والشباب الأمير فيصل بن فهد رحمه الله تضيئه كلمات الفقيد لاخوانه وأبنائه الرياضيين.
فاطمة الرومي
|
|
|
|
|