| مقـالات
قد تعاني علاقتنا مع اللون والفن التشكيلي على وجه العموم من البهوت والانحسار الذي يصيب الذوق الجمالي الذي أيضا يأخذ شكل أمية تشكيلية تسيطر على علاقتنا مع الحدث الفني من حولنا.
وعبثا تحاول التصدي لهذه العلاقة الباهتة الملاحق المختصة في بعض الصحف المحلية لكنه يظل فنا منحسرا في النخبة المهتمة وبالشكل الذي تعجز الملاحق عن تحويله الى حدث يومي يتداخل مع الذائقة وطبيعة اللغة الجمالية الفاتنة التي ينقلها لنا اللون وتجلياته غير المتناهية، وقد يكون لهذا الموضوع حيثيات متعددة لامجال لحصرها هنا، ولكن يجب الحديث عن الومضات الجمالية التي تبرق بين الفينة والأخرى لتضيء أركاناً نحن بأمس الحاجة لها.
فقد قامت مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع بمدينة (جدة) بحملة تهدف الى توثيق العلاقة بين المجموع والفن التشكيلي.
من حيث استجلاب طبقة جديدة من المتذوقين الذين كانوا يعزفون عن هذا اللون من الفنون لصعوبة فك رموزه وإشاراته التي تتطلب امتلاك ثقافة لونية تؤسس من الصغر بحيث تخلق مساحة رحبة يستطيع من خلالها الفن التشكيلي ان يدخل ويؤصل لهذا النوع من اللغات، وأيضا سعت المؤسسة الى عرض الأعمال الفنية باسعار ملائمة لمعظم الفئات بحيث لا تتحول اسعار اللوحات الى حاجز آخر يرتفع بين الأعمال التشكيلية والمتلقين.
والمتأمل لمعظم اللوحات المعلقة فوق جدران المنازل او حتى في الأماكن العامة يجد بأنها تفتقد الرقة والجمال بل وتفتقد تلك اللغة السرية الحميمة التي يتبادلها الإنسان المتذوق مع لوحة يحبها!!
فالذي يتحكم باقتناء اللوحة أسباب متعددة يندر بأن يكون منها اللون مثل ملاءمة لونها للون الأريكة او إطارها الفخم مثلا او لملء فراغ الحائط فقط!!
والعلاقة الإيجابية المتفاعلة مع الفن التشكيلي قد تنشأ من الصغر عبر مناهج مدرسية تولي هذا النوع من الفنون حقه اللازم، وعبر زيارات دائمة ومتواصلة للمتاحف والمعارض التشكيلية.
ولأن ما سبق أحلام طوباوية مسرفة في تطرفها، فإننا نكتفي في الوقت الحالي بمجموعة القناديل المبهرة التي تواصل مؤسسة المنصورية إشعالها فهل نحلم أن يكون في الرياض معرض تشكيلي دائم يحتوي لوحات لأبرز الفنانين والفنانات المحليات بجميع تياراتهم ومدارسهم كي يكون خطوة اولى في تكوين خارطة فنية يستمتع بها المواطن قبل الزائر.
|
|
|
|
|