| تحقيقات
* جولة: محمد يحيى القحطاني ونايف البشري
قرية آل خلف بني بشر قحطان هي إحدى القرى المتناثرة في منطقة عسير وتبعد عن مدينة ابها 120 كم وعن سراة عبيدة 17 كم على ارتفاع يصل الى 2000م فوق سطح البحر وتبلغ مساحتها حوالي عشرة كيلومترات وتضم عدة قرى تابعة لها هي العرابة وآل قطعاء ووادي بثيته آل فلان واسم بلدة آل خلف مشتق من اسم الجد الاول لسكان آل الخلف واسمه خلف بن يعلى بن حميد ويرجع تاريخها لاكثر من خمسة قرون من الزمان وهي ذات تاريخ عريق زاخر بالاحداث قديما وآل الخلف بني بشر حاضرة بني بشر سابقا وكان لها دور كبير ومهم بالنسبة لبني بشر وتهامة قحطان حيث كانت المركز الاداري في المنطقة قبل قرن من الزمان حتى بداية العهد السعودي الزاهر,, وفيما يلي نبذة شاملة عن القرية
التنظيم الاداري السابق
تتميز بتنظيم اداري واجتماعي جيد ومميز عن قرى منطقة عسير وكان يحكم قبيلة بني بشر آنذاك الشيخ علي بن محي رحمه الله حيث كان له عدد من علماء الدين وكانت الشريعة الاسلامية المصدر الاساسي في صدور الاحكام بالاضافة الى مجلس للشورى في مقر الامارة بالقرية ويتكون من ثمانية اشخاص يمثلون قبائلهم وعشائرهم وينعقد المجلس لاي ظرف طارئ مثل الحروب القبلية والغزوات والقتل والقصاص ومنازعة الاراضي وكل الأمور التي تهم المجتمع في ذلك الوقت,
الولاء لعبدالعزيز
بعد توحيد المملكة على يد المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز ودخول منطقة عسير في اطار هذا الكيان الكبير كان لقرى آل الخلف بني بشر بقيادة شيخها علي بن محي رحمه الله شرف السبق في الوقوف الى جانب موحد الجزيرة وقد اشار لهذه الحقيقة سمو الامير عبدالعزيز بن مساعد آل سعود في كتابه )ثائر وتاريخ( حيث كتب الشيخ علي بن محي بن خلف الى الامير عبدالعزيز بن مساعد يخبره بالتأييد والمناصرة واعلن ولاءه وطاعته للملك عبدالعزيز وذكر الامير عبدالعزيز بن مساعد في كتابه ان الشيخ علي بن محي دعا الناس في قبيلة بني بشر الى احياء شعائر الدين من صلاة وزكاة وصيام واداب وان اهل القرية قد اجابوا لذلك ، ومنذ ذلك الوقت وقبيلة آل الخلف بني بشر تنعم بالامن والاستقرار اسوة بقرى وهجر ربوع مملكتنا الغالية, ونظرا لاهمية القرية وموقعها فقد رأس الملك عبدالعزيز يرحمه الله اشخاصا مندوبين أو كما يطلق عليهم )خدام( لمساعدة الشيخ علي بن محي رحمه الله في اعمال ومهام الامارة في بني بشر ومن هؤلاء الخدام: شاهر النهاري وفارس بن عبيد ومحمد المغيدي وحسين بن قشلة واحمد بن نافع النافع,
وقرية آل الخلف اليوم من الكنوز الاثرية التي تعطر بعبقها التاريخ اختيرت بالامس لتكون قرية اثرية من بين اكثر من 4500 قرية وهجرة في منطقة عسير كقرية نموذجية يجب المحافظة عليها من الاندثار وذلك لما تحتويه من اثار ومعالم بارزة شاهدة على حضارة مضت وقصة كفاح عاشها انسان هذه القرية,
الخصوصية في البناء
قرية آل الخلف لها خصوصيتها في البناء حيث تتوفر فيه دقة التنفيذ والمتانة والقدرة على تحمل العوامل الطبيعية,
والزائر للقرية يرى ان هناك طابعا خاصا لكبر حجم القرية وارتفاع المباني القديمة وتشابكها وتعدد ادوارها حيث يوجد 17 منزلا متشابكة مع بعضها البعض ولها سطح واحد فقط تخترقها شوارع )انفاق وازقة( ولها منعطفات كثيرة وتتخللهافتحات جانبية لاضاءة الانفاق والازقة,وهذا النوع من البناء فريد في منطقة عسير حيث يوفر الحماية الامنية لاهالي القرية ايام الحروب، وقد ارتبطت عمليات البناء بخامات البيئة المحلية من حجر الطين حيث تبنى الاسس من الحجر بعد ذلك يتم الاعداد لبناء )المداميك( وبين كل مدماك وآخر يوضع )رقف( لحماية البناء من عوامل التعرية وليزيد المبنى رونقا وجمالا,
وبها العديد من الشوارع والازقة والسراديب الطويلةالتي تخترق القرية طولا وعرضا من شمالها الى جنوبها ومن شرقها إلى غربها وهي تتميز بالدقة في الابداع في بنائها وهندستها,
وهذه الازقة لم تبن عبثا بل توفر القوة والمتانة للمنازل المتشابكة كما ان هذه الازقة تأخذ الطابع الحربي فهي توفر الحماية الامنية لاهالي القرية وقت الشدائد والحروب واثناء وقوع حصار للقرية تعطيهم حماية امنية فائقة لاتتوفر في قرية اخرى,
الأبراج
قرى آل الخلف تزخر بكنوز من المعالم البارزة والاثار التارخية الشامخة فهذه القرى تتميز باشكالها المعمارية الخلابة والهندسة في البناء والتشييد والروعة في التنفيذ واختيار مصادر البناء من البيئة المحلية في انشاء المنازل والابراج والممرات والازقة ومما يلفت انتباه السائح والزائر لهذه القرية ما يسمى بالقصب ومفردها )قصبة( وهي عبارة عن ابراج شاهقة الارتفاع اذ يبلغ ارتفاع الواحدة منها من 30 40 مترا تقريبا وهي ذات بناء جيد ومتقن الاساسات من الحجارة بارتفاع مترين تقريبا ومحيط البرج الواحد يزيد عن 15 مترا وهي مبنية من الطين على هيئة ادوار متعددة تزيد عن 7 ادوار، تتخللها مداميك وبين كل مدماك واخر حجر رقيق يسمى )نطف( ليزيد البرج رونقا وجمالا ويحمي المداميك من عوامل التعرية وبخاصة الامطار ويوجد فتحة من الداخل بين كل دور واخر حيث يستطيع اي شخص الصعود الى اعلى البرج بواسطة سلم داخلي من الخشب القويم مزروعة في المداميك كما يوجد باب صغير للبرج مصنوع من الخشب وفي كل دور من ادوار البرج توجد فتحتان صغيرتان للتهوية تسمى )مواشيق(، وهذه الابراج )القصيب( ذات شكل مخروطي منها ما هو على شكل دائري ومنها ما هو على شكل مربع ويوجد في القرية سبعة عشر برجا,
وقد تفنن اهالي آل الخلف في بناء هذه الابراج وابدعوا في دقة تنفيذها وبالغوا في الاكثار منها فهي من معالم القرية التي تشهد وتلفت انتباه الزائر وتجعله يتأمل فيها مليا,
كما ان لهذه الابراج ميزة اخرى هي تخزين الحبوب وحفظها من التلف لسنوات طويلة لبرودة الجو الداخلي بها وبعدها عن الحشرات والقوارض وهي توفر الحماية الامنية لاهالي القرية قديما,
فقد جمعت هذه الابراج تصميما حربيا يفوق الوصف وهي تستخدم ايضا كبرج للدفاع والمراقبة حيث يوجد في كل برج فتحات ونوافذ صغيرة يستطيع المدافع عن القرية القتال من خلالها وغالبا ما تبنى في موقع استراتيجي يتم من خلاله رؤية جميع اجزاء القرية ومراقبة الداخل والخارج من والى القرية,
قصر علي بن محي الأثري
القصر عبارة عن منزل للشيخ علي بن محي حيث كان مقرا للامارة وهو عبارة عن ثلاثة طوابق وبه بهو كبير ومجلس لاستقبال الضيوف بالاضافة الى ملحق للسجن ومجلس لانعقاد مجلس الشورى وهو مكون من ثمانية اشخاص من ذوي الرأي الراجح بالاضافة لاحتواء القصر على غرف خاصة بالاسلحة واخرى بالوثائق والاشياء الثمينة التي تهم القبيلة, وقد تعرض منزل الشيخ علي بن محي لقصف المدفعية التركية اثناء حملاتها على القرية ولاتزال اثار المدفعية التركية واضحة للعيان والقصر بحاجة لصيانة عاجلة وخاصة بعد الامطار التي اثرت على العديد من منازل القرية,
شجرة التالقة
التالقة وهذا اسمها عبارة عن شجرة كبيرة جدا وتعتبر من اكبر الاشجار في منطقة عسير شكلا وعمرا ويوجد بالقرية ثلاثة اشجار من هذا النوع الا ان تالقة المشرف هي الاكبر ويبلغ محيطها ما يقرب من العشرة امتار ولها اغصان تمتد الى اسطح المنازل وفوق الابراج حيث ارتفاعها يزيد على الخمسين مترا,
غار أم خرمة
الغار عبارة عن مغارة كبيرة على شكل قبة مكونة من عدة غرف منحوتة في الصخر ولها ابواب منحوتة ايضا ويتوسط مدخل المغارة )الغار( عدة اعمدة من المرمر بالاضافة الى وجود الارفف والمخازن السرية,, ويوجد هذا الغار في منطقة ام يغره بطور آل الخلف وكان الاهالي يتجهون الى هذا الغار ايام الحروب والغزوات واشهر البرد من اجل الدفء بالاضافة الى استخدامه لسكن الرعاة وعابري الطريق وقد استخدم هذا الغار كملجأ لاهالي القرية اثناء الحملات التركية قديما على القرية,
)المدافن(
عبارة عن خزانات ارضية على شكل دائرة محفورة في الصخر وهي على الشكل البيضاوي من الداخل ولها فتحات صغيرة تغلق بصخرة دائرية وعلى نباتها يتم وضع الاحجار الصغيرة واللبن ومن الداخل نجد ان المدفن مطلي بالجص )القضاض( وهو من نوع الطين المحروق الممزوج بالماء وهو ما يشبه اليوم الاسمنت ويوجد بالقرية مايقارب من الثلاثين الى الخمسين مدفنا كانت تستخدم لحفظ الحبوب ولازالت بحالة جيدة على الرغم من عدم استخدامها في وقتنا الحاضر,
المساجد الأثرية
ويوجد بالقرية مسجدان اثريان الاول يقع في شمال القرية وهو الجامع الكبير للقرية الذي تؤدى فيه صلاة الجمعة قبل بناء المسجد الحديث والاخر يقع في جنوب القرية وكل مسجد يتكون من رواقين وبهو يعادل مساحة المسجد، وهي مبنية من الحجارة الملونة المطلية بالقضاض ومسقوفة بالاخشاب الثمينة والقوية وفي داخل كل مسجد عدد من الاعمدة الخشبية المزخرفة كما يوجد في كل مسجد مكان للوضوء عبارة عن ستة احواض بالاضافة الى مروش في اعلاه خزان ماء يتم تعبئته بواسطة الدلو,
المدرجات الزراعية
اذا كانت المناظر الخلابة تنتشر على امتداد الجبال العالية والاودية السحيقة في طور آل الخلف فان المدرجات الزراية لها محبوها الذين يتلذذون بالعمل فيها وخاصة في الجيل الاول من الاباء والاجداد فهم اكثر من يستمتع بحياة الريف ومشاهدة )الولى( وكل ما يتعلق بالماضي وتوارث الجيل الجديد هذا الحبّ,
وفي قرى آل الخلف الكثير من المدرجات الزراعية التي تعتمد بالدرجة الاولى على مياه الامطار ومن تلك المدرجات الشعف ووادي حسينة والوادي الشرقي والوادي الغربي والمحاير والشرفة والموازمة والسواد وهذه المدرجات تضفي جمالا اخاذا بعد هطول الامطار حيث تتحول المزارع الى قطع خضراء غاية في الجمال وتحفها النباتات والزهور البرية,
وقرى آل الخلف يوجد بها مئات الابار المطوية بالحجارة القديمة والاخاديد والممرات المائية التي تفنن الاباء والاجداد في بنائها ولازالت حتى يومناه هذا بحالة جيدة وبها مياه,
سوق الجمعة
لايوجد تاريخ محدد سواء كان مخطوطا او منقولا عن اشخاص يثبت لنا تاريخ نشأة )سوق الجمعة( في قرية آل الخلف الا ان كبار السن في القرية اتفقوا على ان نشأة السوق بدأت منذ اكثر من ثلاثة قرون ويقع السوق في وسط القرية وله ساحة كبيرة وكانت تتوسط السوق شجرة كبيرة تسمى التالقة الا ان الرياح انتزعتها قبل 90 عاما تقريبا,
وقد تميزت الفترة التي سبقت توحيد المملكة بعدم الامن والاستقرار وكانت عملية اتخاذ قرار بانشاء سوق من اي مجموعة سكانية تتطلب وجود الامن والاستقرار وتوفير الامن للمتسوقين بان يدفعوا الاذى والذل والضيم عن القادمين الى هذا السوق ماداموا متواجدين فيه,
وكان يجتمع في سوق جمعة آل الخلف الكثير من ابناء القبائل والقرى والبوادي حيث كان يجتمع فيه الرجل بعدوه او شخص له ثأر عنده ومن هذا المنطلق يتبين ان السوق كان عبارة عن منطقة محايدة مؤمنة بضمان اهل القرية وشيخهم, ومن النادر ان تحدث اية حادثة وان وقعت فان مرتكبها ينال جزاءه في الحال وتطوق الحادثة ويحسم الامر في الحال، وكان افراد القبائل الاخرى والقرى يفدون الى سوق الجمعة قبل افتتاحه بيوم اوبساعات معدودة وكانت الطرقات تزحم بالمتسوقين والوافدين بسلعهم الى هذا السوق وهناك عدة طرق تربط بين السوق ومرتاديه ومن اهمها طريق )عقبة آل الخلف( جنوب القرية وتعتبر اهم الروافد لاحياء السوق لربطها بمنطقة تهامة قحطان بالسوق بالاضافة الى )عقبة الفويس( شمال غرب القرية وهاتان العقبتان عبارة عن شريط متعرج يتخلل سلسلة جبلية تحتضن في طياتها مئات السكان وقد اعتاد سكان تهامة عبور هاتين العقبتين لعرض منتجاتهم من الماعز والضأن والأغنام والسمن والعسل والقطران والحطب والحصير بالاضافة الى المواد الغذائية والمتمثلة في الحبوب من القمح والشعير والذرة والتمور,
وكانت تعرض المواشي ذات الاهمية الكبيرة في حياة اهل القرية كالابقار والجمال والحمير بالاضافة الى المنسوجات وتتمثل في الاقمشة الرجالية والنسائية والمفروشات من )فرايق( والبسط المصنوعة من الحصير والملاحف المصنوعة من جلد الضأن والمصنوعات الجلدية والتي تتمثل في الاحذية والقرب والغروب والاحزمة وغيرها,
والمصنوعات الحديدية وتتمثل في الملاقيط والصيخان والقدور والدلال ومن المعروضات ايضا الصناعات الفخارية مثل التنانير والبرم والصواني بالاضافة الى البخور والحناء والاطايب والاسلحة الخفيفة والبنادق والرصاص ,
وقد أدى السوق في تلك الفترة وظيفته الاجتماعية في قرية آل الخلف ومن ذلك الاعلان عن اقامة الاحتفالات الكبرى والمناسبات السعيدة بالاضافة الى وظيفته القضائية حيث كان المختصمون يتحاكمون الى شيخ القبيلة بالاضافة الى رجال القبائل والدين الذين يفدون الىالسوق ويجتمعون في ساحته ومن ثم البت في الحكم,
القطة أوالحدة
لقد عرفت المرأة في المنطقة الجنوبية بشكل عام ومنذ القدم ان البيت الذي تسكنه هو مملكتها الصغيرة التي تمارس داخله شتى انواع الفنون الجميلة والاختراعات الغريبة,, كيف لا والمنزل هو عنوان المرأة,, عنوان ربة البيت في كل مكان وكل زمان,, وان يكون جنة غناء وواحة وارفة فنجد هنا في قرية آل الخلف ان المرأة قد تحول ابداعاتها واختراعاتها الى لوحات تشكيلية رائعة تشد انتباه من رآها وتزيد من الابداع في الاعياد والمناسبات ومن ذلك عمل )القطة او الحدة( وهذا عمل تشكيلي لايجيده الا النساء وليس كل النساء وانما تجيده من اعطاها الله الحس الفني المرهف والهواية التي هي بحاجة الى صقل,, وتجيده النساء من الرعيل الاول اي قبل عشرين الى اربعين عاما وقليل من الجيل الحالي حيث ان المرأة تقوم بعمل جدران المنزل من الداخل بالوان واشكال ولوحات تشكيلية قد يراها الزائر او الداخل الى المنزل وكأنه في متحف او معرض للفنون التشكيلية,
الربع السفلي من جدار الغرفة والمجالس بالاضافة الى الابواب والنوافذ والسقوف وارضية الدرج وهذا العمل عبارة عن عمل لوحات من المربعات والمثلثات والدوائر المتناسقة بالاضافة للخطوط المستقيمة والمتعرجة والنقاط,
وقد ابرزت المرأة هنا عطاءها الفني ولمساتها الابداعية التي لم تدرسها بل لم تدخل المدرسة ولكنها بحسها الفطري المميز استطاعت ان تكون صورا واشكالا جمالية قد لا تصدقها العين وكأن المرأة قد نقلت جمال الطبيعة حول منزلها وفي بيتها داخل المنزل، وهذا جزء من تراثنا الذي نفتخر به ويعني لنا الشيء الكثير لذلك يجب علينا الحفاظ عليه لانه جزء اساسي من تراث الاباء الذي سوف يتغنى به اطفال الغد ويفتخرون به,
العادات والتقاليد
التعاون الصالح اساس لكل مجتمع صغر أو كبر وفي آل الخلف عادات تعاونية منظمة بموجب اعراف وقوانين رسمتها الحاجة الى التعاون في كل المجالات منذ مئات السنين ولازالت تتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل حتى وقتنا الحاضر ومنها:
* التعاون في الضيافة خاصة في المناسبات الكبيرة، والتعاون في بناء المنازل والسدود واسوار المزارع وتسوية الارض ونقل الحجارة والاخشاب الضخمة اللازمة للبناء، الرفد في كل ما تتعرض له القبيلة او احد افرادها من خسارة تحتاج لعون مادي,, وحدة الرأي والكلمة في كل شؤون الحياة ومتطلباتها، الادخار النقدي والعيني للاقراض خاصة لمن تثبت حاجته الى اجل لا يمكن تعديه، والتعاون على رفع مكانة الصادق الامين والوفي بالعهد والوعود وانزاله منزلة علمية واحترام فارق السن وذوي العلم والمعرفة وكذلك الوافد من القبائل الاخرى,
المشورة:
وهي قاعدة اساسية لاهل القرية في ابرام أي رأي أو بحث عن حل ما لأي مشكلة تواجههم وقل ان يبت في امر دون مشورة الرجل مع ابنائه وجماعته من قبيلته,, وهذه الظاهرة لازالت تتوارثها الاجيال ولايزال يلتزم بها الكثير من القرية خاصة في الامور التي تتطلب رأيا جماعيا والدليل على ذلك مجلس الشورى الذي اسسه الشيخ علي بن محي والمكون من ثمانية اشخاص يمثلون عشائرهم حيث ينعقد المجلس لاي طارىء,
السلاح
والسلاح معروف في آل الخلف رفيق درب الرجل في حله وترحاله وجزء من رجولته ولازال اهالي ال الخلف يتوارثونه فهم مولعون بالعادات والتقاليد القديمة الحسنة,, ومن الاسلحة )الرمح والخنجر والجنبية والسكين والفأس والعصا( اما الاسلحة النارية فتوجد مع كافة اهالي القرية ولاتزال موضع المحافظة وعرضها في المجالس كأثر وارث ولهم فيه صور وذكريات من الاباء والاجداد ومن ذلك )الهطفاء والنبوت والرويس(,
فن الدوارة
تمتزج اصالة التراث وعراقة الماضي ومن ذلك الفنون الشعبية المتوارثة عبر الاجيال ومن هذه الفنون لون الدوارة حيث احياه ابناء آل الخلف بعد ان كاد يندثر وينساه الجميع وهذا اللون يعبر عن تلاحم جماعي يشكل منه الجميع صفين متجاورين وبين هذين الصفين قائدا الفرقة الذي له من الخفة والرشاقة ما يميزه عن غيره واشهرهم في هذا العصر )محمد بن معدي آل فلان ومنصور بن حمدان( وهذا اللون يؤدى كغناء دون مرافقة ايقاعات من طبل او زمر او غيره وهو ما يشبه الدبكة اللبنانية الى حد كبير وكلماته حماسية والصوت يشد الجميع وحركاته قوية ويحتاج الى خبرة ولياقة بدنية عالية,
ويحمل اثناء ادائها السلاح الناري والجنابي والعصي وهي خاصة للرجال دون النساء وله لحنين فقط ولا يسمح للتبديل فيهما من قبل الشعراء, وغالبا ما يعبر الشعراء في هذا اللون عن قصص بطولية للتعبير عن الكرم والشهامة وتميجد افعال القبيلة فيما يتميز ايضا بان الشعراء لا يتطرقون للغزل مطلقا, وقد شاركت فرقة آل الخلف للدوارة في عدد من المناسبات الوطنية في منطقة عسير خاصة ضمن مهرجانات الصيف السنوية واحتفالات المنطقة,
زيارات سياحية
نظرا لما تتمتع به القرية من معالم اثرية وتاريخية ومبان وادراج واثار مبنية على الطراز القديم اصبحت مقصدا لمئات الزوار والباحثين والمهتمين بالاثار من مختلف الجهات حيث سبق ان زارها وفد من اساتذة جامعة هارفارد الامريكية وقد عبروا عن اعجابهم بالقرية وفنها المعماري الفريد,
كما قام عدد من الوفود يمثل جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة ام القرى وجامعة الملك خالد بزيارة للقرية مرات عديدة للاطلاع على فنون العمارة والتخطيط ودراسة معالم القرية الاثرية كما زارها العديد من الباحثين والمهتمين بالتراث والاثار ويقصدها سنويا الآلاف من الزوار والمصطافين من المملكة ودول الخليج وكذلك الاوروبيين والامريكان وهم يجدون الترحيب من الاهالي وتعريفهم باثار القرية,
|
|
|
|
|