| تحقيقات
* كتب ظافر الدوسري:
نشرة الدواء تعتبر من الاجراءات التوعوية للمريض المستخدم من حيث تأثيره على الجسم وطريقة استخدامه وجرعته وموانع استخدامه والاحتياطات الواجب تحريها,, وهو اجراء مفروض من قبل منظمة الصحة العالمية على شركات الادوية دون استنثاء، لكن تظل هناك نقطة حينما يقرأها المريض ينتابه الخوف وربما الإعراض عن الدواء وهي نقطة التأثيرات الجانبية,, ترى ما الذي يدعونا للخوف والقلق من هذا الدواء بالرغم من ان الطبيب هو الذي صرف الدواء ويعلم بذلك؟ وهل هذا الخوف والقلق نابع من وعي المريض أم ماذا؟ وما هي الادوية التي بالفعل يجب أن يحتاط المريض من محاذيرها؟
محتويات النشرة
الهدف منها توعية المريض المستخدم بالفوائد والمساوئ والاحتياطات الناجمة عن استخدامه لهذا الدواء، وتختلف النشرة من دواء لآخر ومن شركة منتجة لأخرى حسب الدواء نفسه وحسب الشخص الموجه له هذه النشرة، فمعظم نشرات الادوية توجّه للمريض المستخدم للدواء وبعضها لاعضاء المهن الطبية، والفرق بين هاتين الحالتين ان النشرة الموجهة للمريض تركز على عدة بنود ابرزها: وصف الدواء كشكل والداعي لاستخدامه اي الهدف منه وتأثيره على الجسم وطريقة استخدامه وجرعته والحدود العليا لهذا الاستخدام ثم موانع استخدامه والاحتياطات الواجب تحريها قبل الاستخدام، ثم التداخلات الدوائية بين هذا الدواء وغيره من الادوية ومدى تأثيره على الجسم، ثم تأثير هذا الدواء على حالات معينة اهمها الحمل والارضاع ومن ثم التأثيرات الجانبية للدواء التي قد تظهر نتيجة استخدامه، وهنا يبرز دور المريض في ضرورة امتلاك الوعي اللازم لقراءة نشرة اي دواء سوف يستخدمه قبل المباشرة باستخدامه حتى يكون ملما بفوائده ومضاره.
وعي ناقص
حوالي 90% من المواطنين على دراية كافية بضرورة قراءة النشرة وتفهمها قبل البدء باستخدام الدواء، ذكر ذلك الصيدلي/ مشعل فهد الهتاش في احدى كتاباته وبين انه من الملاحظ ان غالبية مستخدمي الدواء يركزون على فقرة الآثار الجانبية فقط دون غيرها من الفقرات، واشار الى انه لا يوجد اي دواء في العالم كله خال من التأثيرات الجانبية واضاف قائلا: جميع الادوية التي يحضّرها الانسان بهدف معالجة مرض ما لابد وان يكون لها آثار جانبية ولا تظهر مباشرة فور استخدامه لها او بعد فترة بسيطة بعد الاستمرار في العلاج لفترة طويلة وهذا الاخير هو الغالب, والآثار الجانبية لأي دواء لن تظهر بالضرورة وقد لا تظهر ابدا وهذا امر هام يجب ان يضعه الجميع بعين الاعتبار وألا يتخوف الانسان من مجرد قراءة تلك الآثار, فالطبيب الذي وصف هذا الدواء لحالة معينة لابد وانه ملم تماما بهذه التأثيرات التي قد تظهر جميعها او بعضها او قد لا تظهر اضف الى ذلك ان تلك التأثيرات بها اناس ربما لا يتعدى 10% من الذين اختبر عليهم الدواء.
ويشير الصيدلي مشعل ايضا الى ان تلك الآثار تختفي بسرعة حال توقفه للدواء حيث يقول: الآمن في الموضوع ان تلك الآثار تختفي تماما عند ايقاف الدواء او بعد يوم على حد اقصى فهذه المعلومات وجدت لاخذ الحيطة بحيث اذا حدث وظهرت تلك العلامات يجب عليه عندئذ ايقاف العلاج واستشارة الطبيب والصيدلي.
وسواس وأوهام
اذن يجب ان ننوه هنا إلى انه يجب على المريض ان ينتبه اكثر الى موانع الاستعمال بحيث اذا وردت احد موانع الاستعمال منطبقة عليه وجب استعمال العلاج مع مراجعة الطبيب.
كما ولابد من التنويه هنا الى ان بعض المرضى يصحبهم وسواس تجاه تلك المعلومات الواردة في النشرة فيتخوف من استعمال الدواء وقد يرفضه تماما ويصبر على مرضه الذي قد يتفاقم وتزداد الحالة سوءا ومنهم من يصاب باحد تلك الاعراض او يتوهم انه اصيب بها بعد قراءة النشرة واستعمال الدواء ما يجعله يوقف الاستعمال ويرفض مراجعة الطبيب, كلتا الحالتين خطأ شائع لابد من زيادة وعي المواطن لتداركه فالدواء ليس شيئا مخيفا يقضي علينا بل هو مادة كيماوية ندخلها لجسدنا لهدف معين، وكما لهذا الفعل ايجابياته له سلبيات ايضا ، لذا يجب علينا ان نمتلك الوعي الكافي للاحاطة بتلك السلبيات وتقليصها.
التوعية مسؤولية من؟
تبدأ مسؤولية توعية المواطن عند الطبيب الذي عليه بعد فحص المريض وصف الدواء له ان يقوم بشرح آثاره من كافة النواحي الايجابية والسلبية مع ذكر المحاذير واسلوب ومدة تناول الدواء وفي المرحلة الثانية يأتي دور الصيدلي الذي عليه ان يشرح ولو مرة واحدة طريقة تناول الدواء ومحاذيره وترتيب اخذ الدواء ان كانت اكثر من واحد والتأكيد على عدم تكرار العلاج دون استشارة الطبيب ولو احس المريض بضرورة ذلك، فالطبيب اعلم منه بلزومية تكرار العلاج او عدمه.
ويأتي دور الصيدلي في توعية المريض المهمة في حال ادوية القلب الخاصة بالاطفال وادوية الضغط والشرايين والدماغ كذلك.
المشورة في الأدوية
ولابد من التنويه الى بعض الادوية التي يتناولها عدد كبير من المرضى لهدف معين دون استشارة طبية بل بناء على مشورة احد الاقارب او الاصدقاء,, فيأتي المريض ويطلب نفس العلاج ليتناوله ظنا منه ان حالته مطابقة لحالة من نصحه به.
فمثلا هناك ادوية تستخدم بكثافة دون وعي بهدف زيادة الوزن رغم ان لها آثارا جانبية عديدة وخطيرة خاصة عند الاستعمال الطويل، فعند استخدام مثل هذه الادوية لفترات طويلة تبدأ الآثار السلبية بالظهور والتمكن من الجسم دون أن يحس المريض بها وهنا تكمن الخطورة.
ونطرح هنا امام القارىء بعض الامثلة والتي ذكرها الصيدلي مشعل الهتاش حيث يقول مجددا: مثال شائع جدا يتمثل بالخلطات السحرية (كما يقال عنها) التي تزيل البقع الداكنة على الوجه او تعمل على تفتيح لون البشرة التي غالبا يدخل في تركيبها مادة كورتيزينية الذي هو اصلا يستخدم للحساسية والالتهابات,, وهو امر لا يتوعاه المواطن المستعمل لتلك الخلطات بهدف الحصول على نتيجة سريعة وهو غافل عن الآثار الخطيرة المترتبة على الاستمرار المديد بذلك الاستعمال.
مثال آخر شائع وخطير جدا يتمثل في الأدوية المستخدمة أصلا للحساسية أو الزكام أو السعال والتي لها آثار جانبية تؤدي للنوم فيستخدمها بهدف النوم، فهي تعطي نتيجة مريحة وسريعة يطمئن لها المريض مما يدعوه لاعادة استعمالها وتكرارها دون وعي مما يؤثر عليه مستقبلا بأضرار على الجهاز العصبي والكلى والكبد.
خاتمة
هذه امثلة بسيطة وشائعة جدا لا تدل الا على نقص الوعي الطبي لدى المواطن تجاه هذه الاستخدامات وهنا نعود ونقول ان استشارة الطبيب اولا والصيدلي ثانيا لازمة واكيدة في جميع الامور المتعلقة بالدواء.
فسؤال بسيط في شرح واف عن كيفية تناول الدواء مع قراءة النشرة الدوائية لن يضر شيئا,, وهذا ما يستخدم في إنماء الوعي الطبي لدى المواطن.
ولابد ايضا ان نشكر مجلس وزراء الصحة العرب على جهودهم في فرض وجود تنبيه لمتناول الدواء وترجمة لأساسيات تناول اي دواء وعدم تكراره دون استشارة طبية ووجوب اللجوء الى هذه الاستشارة في حال وجود اية مشكلة من جراء تناول هذا الدواء.
|
|
|
|
|