| محليــات
في إنجاز كبير ثانٍ خلال اسبوعين فقط حققتهما الدبلوماسية السعودية التي قادها سمو ولي العهد الأمين وبتوجيهات من أخيه خادم الحرمين الشريفين تم أمس في الكويت العاصمة توقيع اتفاقية بشأن المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بين المملكة والكويت وفي أجواء من الأخوة والثقة والمودة.
ويجيء هذا الانجاز التاريخي الكبير بين المملكة والكويت خلال الاسبوعين اللذين أعقبا إبرام المعاهدة الدولية النهائية للحدود البرية والبحرية بين المملكة وشقيقتها الجمهورية اليمنية.
وإذا كانت الاتفاقية السعودية الكويتية التي أبرمت أمس قد استأثرت بالاهتمام السياسي والصحفي والإعلامي في مختلف الدوائر الاقليمية والدولية، العربية والأجنبية نسبة لما يثور الآن على مستوى العالم بين الدول المتجاورة من نزاعات حدودية، برية أو بحرية أو كليهما معاً، تحولت إلى حروب دامية في بعض الأحيان كما حدث مؤخراً بين إثيوبيا وإريتريا على سبيل المثال فإن الدوائر السياسية والصحفية والاعلامية في المملكة والكويت وعلى ما أظهرته من اهتمام كبير ومتابعة لخطوات تنفيذ الاتفاقية السعودية الكويتية كانت على يقين من أن هذه الاتفاقية لن تكون الانجاز الثنائي الكبير الوحيد الذي يمكن لقيادتي الدولتين ممثلتين في سمو الشيخ جابر الأحمد وولي عهده الأمين الشيخ سعد العبدالله الصباح من جهة، وسمو ولي العهد الأمين من جهة أخرى، تحقيقه خلال هذه الزيارة التي عكست التصريحات والتعليقات والتحليلات المكثفة مدى قيمتها الاستراتيجية على صعيد العلاقات الثنائية تنسيقاً، وتوجهاً نحو الأهداف في مختلف مجالات التعاون لخير الشعبين الشقيقين من جهة ولتعزيز وحدة دول مجلس التعاون الست في سياساتها ومواقفها الموحدة من مختلف القضايا الاقليمية والدولية.
وتجيء اتفاقية الحدود السعودية الكويتية إضافة جديدة ذات قيمة سياسية وأمنية ودفاعية واقتصادية واجتماعية وثقافية عالية تدعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي باتجاه أهدافه النبيلة التي توخاها القادة من أول قمة تأسيسية للمجلس عام 1981م في مدينة أبوظبي.
كما تطرح الاتفاقية الجديدة ومثيلتها السابقة بين المملكة والجمهورية اليمنية الشقيقة أنموذجين مثاليين لما يمكن أن يتوصل إليه كل طرفين بينهما، أو أكثر من طرفين بينهم مشاكل حدود برية أو بحرية أو برية وبحرية، من حلول لها بنفس روح الأخوة والثقة المتبادلة والمودة وروح الوفاق مع الحرص على تكريس كل أسباب الاتفاق والتعاون لتنمية المصالح لخير الشعوب الشقيقة دون خصومة أو عدوان.
والمؤكد أن تعزيز العلاقات الثنائية ومواجهة التحديات الأمنية التي تمثلها مراوغات النظام العراقي فيما يتعلق بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي التي تم بموجبها وقف إطلاق النار في حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، من أجل أن تنتهي معاناة الشعب العراقي الشقيق الذي لم تقصر المملكة والكويت في الدفاع عن حقه في إنهاء معاناته وفي حماية وحدته تراباً وأهلاً.
ومن الانجازات المؤكد حدوثها خلال هذه الزيارة على الصعيد الثنائي، اتفاق وجهتي النظر بشأن تجارة الزيت انتاجاً وتسويقاً وتسعيراً بما يحمي حقوق الدول المنتجة والمستهلكة ومنع أية تجاوزات قد تتسبب في اضطراب السوق العالمية للنفط كعصب للطاقة في حركة الاقتصاد العالمي.
وبعيداً عن الشؤون السياسية الاقتصادية والهموم الأمنية والدفاعية، قبل وبعد توقيع اتفاقية الحدود، تكتسب زيارة سمو ولي العهد الأمين والوفد المرافق لسموه، عمقها الانساني على صعيد المجتمع الكويتي حيث تسابقت فئات هذا المجتمع الشقيق بمختلف قطاعاته للترحيب بزيارة سموه الكريم، كما تبارت في التعبير عمّا يكنّه الأشقاء الكويتيون من مشاعر الامتنان للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله لدوره البطولي التاريخي في تصدّيه للعدوان العراقي الغادر على دولة الكويت ونهب الممتلكات الحكومية والأهلية، حتى تم دحر العدوان وتحرير الكويت وعودة شعبها وعلى رأسه أميرها المفدى وحكومته الرشيدة.
وتجيَّر هذه المشاعر الأخوية الصادقة لرصيد العلاقات الثنائية المتنامية القوة والرسوخ في واقع الحياة وفي ضمائر السعوديين والكويتيين.
(الجزيرة)
|
|
|
|
|