** يقولون,, والعهدة على الرواة,, المجربين الخبراء,, إنك عند مراجعتك للدوائر وسائر الجهات,, ابحث عن الموظف الصغير,, واترك عنك الموظف الكبير أو المسؤول,.
** الموظف الصغير = حسب ما يقولون = بوسعه أن يساعدك وينجز معاملتك ويخلصها في ثوان,, وبوسعه أن يعطلها ويطول أمرها ويضع أمامها العقد والحواجز,.
** ويقولون,, إن الموظف الصغير,, هو المفتاح لكل شيء,, وهو القفل لكل شيء,, وبوسعه أن يُنقِّز أصعب,, وأشرس,, وأقشر رئيس أو مدير,, وهناك من يسمى في بعض الإدارات النِّقازه ,.
** ومعروف أن الموظف الكبير أو المسؤول,, يجلس على كرسيه الدَّوار ولا يخرج من مكتبه أبداً,, ويتحدث عن اللوائح والأنظمة والاختراقات والمشاكل ولا يفيدك بشيء.
** أما طير شلوى الموظف الصغير,, فلديه حلحلة النظام,, ولديه أساليب التحايل والهروب من الباب الخلفي للنظام,, ولديه أساليب معروفة للقفز فوق بعض اللوائح دون أن يمس صلب النظام.
** والموظف الصغير ينقِّز بين الأقسام,, فيذهب بمعاملتك للنسخ,, ثم للتأشير عليها,, ثم للتوقيع,, ثم للصادر,, ثم يسلمها لك في ظرف جميل,, وعادة ما يكون مفتوحاً من أجلك,,!!
** والمدير,, أو المسؤول,, كل ما في يده,, وكل ما في وسعه,, هو أن يطلب لك فنجال شاي بارد جداً,, وأسود كالحبر,, ثم يقول,, امسك الباب,,!!
** الموظف الصغير,, بوسعه أن ينجز معاملتك في عشر دقائق,, وبوسعه أن يجعلك تتردد أسبوعاً أو أسبوعين أو شهراً,, وفي كل مرة يجعل فيها مشكلة أو عقدة,.
** الموظف الصغير,, بوسعه أن يقول,, معاملتك لا يمكن لك أن تستلمها,, لأن النظام يمنع ذلك,, فتتركها للبريد وكان الله في عونك,, وبوسعه أن يسلم لك معاملة سرية مناولة,, أو يعطيك على الأقل صورة أو صورتين منها,, مع ابتسامة جميلة ويقول (مع السلامة يا الغالي!!).
** وهناك من هو أشد نفوذاً وسطوة وحضوراً من الموظف الصغير,, وهو الاستاذ الفراش,, فإذا كنت تعرف أحد الفراشين النافذين في إحدى الدوائر فغَن يا ليل فمعاملتك تنتهي خلال ثوانٍ قصيرة جداً,.
** فهذا الفراش,, فوق أنه ينجز المعاملة في ثوان,, فإنه لا يتوقف عنك بامدادات الشاي والنعناع والبارد والسواليف الزينة ,, بل ويعطيك نبذة كاملة عن الادارة وكل ما يدور فيها,, ومن هو الموظف الشهم,, ومن هو غير ذلك ويعلمك كيف تراجع,, وكيف تحتال,, وكيف تتعامل مع فلان وأبو فلان ومن هو مفتاحه ومتى يستاسع صدره ومتى يضيق,, وفي النهاية يقول لك اتركهم كلهم عنك,, وإذا جالك حاجة تعال لي,, وطِق ها الصلعة,, وخذ اللي تبي,, ترى كل ها اللي في الإدارة صغيرهم وكبيرهم,, في جيب اخوك كفو .
طبعاً أنا أتحدث عن حالات يصادفها الإنسان، وبالتأكيد هي لا تنطبق على كل الجهات، وقد تكون نادرة,,!
عبدالرحمن بن سعد السماري
|