| مقـالات
قرأت المقال الذي كتبه الاستاذ عبدالله الحقيل عضو مجلس الشورى في جريدة الرياض يوم الاثنين 24/3/1421ه بعنوان هل حان الوقت لإعادة النظر في المكافآت الجامعية؟ وخلاصته ان جزءاً كبيراً من هذه المكافآت يعتبر هدراً للموارد وصرفاً للمال على غير مستحقه، والأولى ان ترشد هذه المكآفات بحيث تصرف لمن يستحقها فعلاً ولم يحدد من الطالب الذي يستحق المكافأة ممن لا يستحقها.
وهذا الطرح سيكون موضوعياً لو بني على دراسة استقصائية على طلاب الجامعات لمعرفة من هو محتاج للمكافأة ومن هو غير محتاج ممن انعم الله على والديه بالثراء فأصبحت مكافأة الجامعة لديه اقل من مصروفات بنزين سيارته، ولكن طرح المقترحات دون بنائها على دراسة سوف يتسبب في حرمان كثير من الطلاب من الدراسة، فكثير من الطلاب إلا ما قل لا يستطيعون الدراسة في الجامعة لولا المكافأة إن لم تكن بعض الأسر تقتات من مكافآت الطلاب، وبعضها من متوسطي الدخل تساعدهم المكافأة في تخفيف عبء متطلبات الدراسة من كتب ومراجع وغيرها، هذا إن كان اهله من الساكنين في مقر الجامعة، أما إن كان من الوافدين من خارج المدينة فالمكافأة لا تكاد تكفي لأجرة المسكن بعد إيقاف الجامعات إسكان طلابها في مساكن الطلبة، فإذا كان الطالب يدفع ما يقارب 8 آلاف ريال اجرة سكن فهل ستكفي بقية المكافأة للمصروفات الاخرى من اكل وتنقل وملابس وغيرها؟
ان مشكلتنا نحن الكاتبين في الصحف اننا ننظر في انفسنا وفيمن حولنا ونقيس على ذلك، ولا ننظر للطلاب القادمين من القرى والمنتمين لأسر فقيرة او متوسطة، ولو أجري بحث علمي على طلاب الجامعات لوجد اكثرهم من هؤلاء بل جل الذين يكتبون الآن عن قطع المكافآت كانوا محتاجين اليها عندما كانوا طلاباً، ولو لم تيسر لهم الدولة المكافأة آنذاك لما وصلوا الى ما هم فيه من علم وثراء وجاه ، والحال لم يتغير إلا لمن انعم الله عليهم أثناء الطفرة فظنوا ان الناس قد أثروا كلهم ولكن الواقع خلاف ذلك ويجب ان نكون صادقين فنقول: ان قطع المكافآت يعني حرمان ابناء الفقراء من دخول الجامعة، واستمرارها يعني تيسير التعليم على قدم المساواة للجميع.
ان مشكلة الجامعات ليست في المكافآت بل في زيادة عدد الخريجين نظراً للزيادة السكانية في بلادنا كما يتضح ذلك بجلاء من احصائيات التعداد التي قامت بها وزارة التخطيط أما السبب الآخر فهو ان الجامعات لم تزد مساحتها الاستيعابية لا من حيث المباني، ولا من حيث التجهيزات ولا من حيث هيئة التدريس، وزيادة السكان تقتضي زيادة الاستيعاب في الجامعات بل ان وزارة المالية لم تزد في ميزانية الجامعات زيادة تتناسب مع زيادة الخريجين.
ومشكلة خريجي الثانوية لها عدة حلول منها توسيع الطاقة الاستيعابية للجامعات وزيادة ميزانياتها ومنها تنظيم التعليم المساند من إيجاد دبلومات وانتساب وفرص عمل وغيرها مما تناوله الاستاذ الدكتور حمد بن عبدالله اللحيدان الاستاذ في جامعة الملك سعود في مقاله العلمي بعنوان القبول في الجامعات والتعليم المساند المنشور يوم الجمعة الماضي 28/3/1421ه في جريدة الرياض أما إيقاف المكافآت فلن يكون حلاً حتى لو اضطر الناس الى التقشف في سبيل تعليم ابنائهم فضلاً عما يسببه هذا الإيقاف من مشكلات اجتماعية.
للتواصل: ص,ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4053136
|
|
|
|
|