| مقـالات
,,الحياة,, رحلة طويلة في حياة كل منا,, ولكن مهما طال مداها فهي قصيرة تنتهي بنا إلى حيث بدأنا,, فعندما نفرح أو نحزن,, نعلم بأننا بين رحى هذه الحياة,, نشدو كما تشدو الطيور,, ونجري كما تجري دقائق الساعة!!
إننا كبشر ,, نبحث عن منافذ الراحة بعد العناء والتعب!! ونمنح أنفسنا مسافات الراحة بين ذرات الرمال,, وأمام الشاطىء,, وداخل المنتزة,, إننا نبحث عن الطبيعة بجمالها في أوقات الشروق أو الغروب!!
إننا نجري,, ونلهث في هذه الحياة باتجاه أمورنا الحياتية ولا ننسى أيضاً حق الله علينا فنحن أمة كرمها الله بنعمة الإسلام هذه النعمة التي حرم منها الكثير ممن شغلته الدنيا عن الدين!!
هذه النعمة التي نشعر بها بعد مغادرتنا للوطن، فأنت في أي وطن آخر قد تشعر بالغربة، بالشوق للوطن والأهل!! وليس هذا فحسب فأنا أشعر بالفرق بين نعمة الأمن والأمان ومصدرها التزام هذا الوطن الغالي بتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة في الوقت الذي أشعر فيه أيضاً بالغربة في وطن آخر,, غربة الدين,, وغربة العبادة!!
إننا نستطيع عقد المقارنة بين مختلف الدول التي التزمت بتعاليم الشريعة الإسلامية في العديد من الدول ومع ذلك فإن إحساسك بواقع هذه المقارنة يكون أشد وضوحاً وأنت بعيد عن وطنك ففي الوقت الذي تنهل فيه علماً وخبرة واطلاعاً على مستوى ثقافة مجتمع آخر من خلال متاحفه ومراكزه الثقافية فإنك أيضاً تشعر بنعمة الإسلام في وطنك وأثرها على المجتمع,, وأنها أيضاً مصدر للأمان والاطمئنان فأنت تسمع وترى وتفكر وتحلل كل شيء في حياتك!!
ولذلك عندما استمعت لتلاوة القرآن في صلاة الفجر أيقنت بأننا في نعمة نحظى بها كمسلمين في وطن غال محقق للشريعة الإسلامية، وأيقنت أيضاً بأننا نمارس حياتنا في حدود تحفظ لنا العيش الهنيء حيث رجال الحسبة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر!!
حيث أهل الذكر,, وأهل العبادة,, وأهل الخير ممن يحثونك على فعل الخير,, وحيث تتوقف جميع المراكز التجارية والترفيهية والشركات والمؤسسات لأداء فريضة الصلاة!! في الوقت الذي تفقد فيه هذا الإحساس خارج الوطن!!
فالحياة رحلة,, ولكن بها محطات,, وبها حدود,, لها نظام يحفظ الإنسان حينما يحافظ على حق الله عليه,, فنحن بدون رحمته لا نستطيع الحياة هانئين بمعيشتنا!! ونحن بدون حلاوة الطاعة والعبادة الحقة أيضاً لا نستطيع الحياة!!
فجمال الحياة بجمال الطاعة,, واحساسنا بالراحة والحاجة إلى التحليق في سماء السياحة خارج الوطن لا يعني أن نحول العبادة إلى عادة ونتخلى عن حقوق الله علينا، إننا بحاجة الى تعميق مفهوم محدد لأبناء وطننا الغالي بأن يكونوا سفراء الوطن شكلاً ومضموناً,, قلباً وقالباً,, وأن يكون الهدف من السفر,, هادفا الى اثراء الفكر والثقافة وليس اللهو,, والهشاشة في السلوك والتعامل، فما أصعب أن تشعر بالخوف وعدم الأمان من ابن الوطن خارج الوطن.
|
|
|