| وَرّاق الجزيرة
ذكر غير واحد من الدارسين أن المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة اصبحت من اكبر الدول في العالم الإسلامي التي تشد أنظار تجار المخطوطات بشتى أنواعها وأشكالها والكتب النادرة والطبعات القديمة والوثائق المختصة بتاريخ الجزيرة العربية، ففي الآونة الأخيرة هاجرت إلى بلادنا أعداد غير قليلة من المخطوطات والوثائق والكتب النادرة.
ولا يتحصل مثل هذه المكانة لبلادنا إلا في ظل وجود مناخ علمي وبحثي ملائم تظافرت الكثير من الأسباب لوجوده، فأولها توفيق الله سبحانه وتعالى ومن ثم الدعم اللا محدود لولاة الأمر في بلادنا لحركة البحث العلمي، فنتج عن هذه الاسباب وغيرها تسابق ملّاك المخطوطات إلينا لعرض بضاعتهم على هذا السوق الكبير والنشط في شراء واستقبال الكتاب المخطوط والمطبوع.
وصور وصول هذه الكتب والمخطوطات إلى بلادنا متعددة، فمنها البيع المباشر بين ملّاكها أو الوسطاء والمستفيد في السعودية، سواء كانوا أفراداً أو جهات ومراكز علمية، ومن الطرق التي قام بها جهات وأفراد من بلادنا شراء تركات وموروث كبار العلماء في العالم الإسلامي وبخاصة في كل من مصر والشام، ومعلوم أن مكتبات العلماء والأعيان تحتوي على كتب مخطوطة ومطبوعة ومراسلات تخدم الدراسين خدمات كبيرة وبخاصة إذا كان العالم أو الأديب من الذين يعلقون على كتبهم ويكتبون الحواشي عليها فيكون لهذه الكتب مزية تضم إلى مزاياها الأخرى.
إذا علم هذا فلا بد أن تذكر الجهود الكبيرة التي تقوم بها مكتبة الملك فهد الوطنية في هذا المجال، ومثلها مركز الملك فيصل، ومكتبة الملك عبدالعزيز، ودارة الملك عبدالعزيز فكل هذه الجهات قامت بأدوار تاريخية كبرى في خدمة الباحثين واستقطاب الكثير من المراجع والكتب والوثائق النادرة إلى الباحث السعودي على طبق من ذهب، ومثل ذلك مكتبات الجامعات، فلا تستغرب أن تجد في كل واحدة من هذه الجهات مكتبة أو أكثر لعَلم بارز في مجالات التاريخ والسياسة والأدب والفقه وغير ذلك من العلوم.
وفي الوقت نفسه لا نستطيع أن ننكر الدور الكبير الذي قام به أفراد من أبناء هذه البلاد من رحلات إلى مصر والشام وتركيا والمغرب ودول عديدة من أجل البحث عن المخطوطات والكتب النادرة ومن ثم توفيرها للمكتبات المركزية في بلادنا، وهم بذلك يقومون بدور وطني كبير خدموا به وطنهم وثقافتهم، ووفروا على الباحثين السعوديين أو الدارسين في الجامعات السعودية جهودا كبيرة مالية ووقتية وغير ذلك، فلا يغيب عن بالنا ما يقوم به العديد من الشباب النشط في هذا المجال من امثال الدكتور عبدالعزيز المشعل والأساتذة محمد الرشيد علي الحربي وعبدالله السناني ومزيد العصيمي والحكمي وغيرهم الكثير من الشباب السعودي النشط الذي وفّر للباحثين في بلادنا الكتاب بأسعار منافسة سيكون لها أكبر الأثر بإذن الله في دعم الحركة الثقافية في بلادنا فلهؤلاء جميعا وافر الشكر وأكبر التقدير،مع مطالبتنا لهم ببذل المزيد من الجهد، ونقول لهم جميعا إن دوركم معروف وجهدكم مثمّن منّا جميعا.
|
|
|
|
|