| الاقتصادية
إن السياحة بصفتها أحد العناصر الأساسية لتنويع الدخل الوطني وبصفتها نشاطاً اقتصادياً رئيسياً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في عالمنا المعاصر تؤثر في مختلف أنشطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعديد من الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وتمثل جانبا هاما من الصادرات غير المنظورة للكثير من الدول في العالم لكونها تسهم في الناتج المحلي الإجمالي, فإن جميع دول العالم في الوقت الحاضر تولي السياحة اهتماما كبيرا باعتبارها مصدراً هاما من مصادر الدخل الوطني، هذا بالاضافة الى كونها مجالا أساسيا لتوفير فرص العمل ومورداً هاما من موارد النقد الأجنبي، وفرصة لتوظيف عناصر الإنتاج، وتؤدي الى تنشيط القطاعات الاقتصادية عن طريق توسيع او تكوين اسواق جديدة للصناعات المحلية وزيادة الفرص الاستثمارية المتاحة امام القطاع الخاص مما يزيد من درجة مشاركته في عمليات التنمية الإقليمية إضافة الى مساهمته في توازن ميزان التجارة الخارجية وميزان المدفوعات.
وإذا ما أخذنا بعض المؤشرات التي توضح نمو مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي على المستوى العالمي نجد ان السياحة تلعب دورا هاما في تنمية الناتج المحلي العالمي، فقد حققت صناعة السياحة عائدات بلغت 621 بليون دولار في عام 2000م من خلال انتقال أكثر من 672 مليون شخص بين مختلف بلدان العالم كما ساهم في توفير 212 مليون فرصة عمل تمثل ما يقرب 11% من إجمالي القوى العاملة على المستوى العالمي.
وإذا ما نظرنا الى وضع المملكة العربية السعودية سياحيا لوجدنا أن القطاع السياحي لا يزال دون القطاعات الاقتصادية الأخرى من حيث الاستثمار والعائد الاستثماري وربما ذلك يعود الى ان هذا القطاع لم يحظ بنفس الاهتمام الذي وجدته القطاعات الاخرى لحداثته واهميته النسبية لمتطلبات حياة المواطن الضرورية كما ان النشاط السياحي في المملكة له خصوصيات قد تختلف عما هو متعارف عليه بالنسبة لمفهوم السياحة على مستوى العالم وذلك ان السياحة في المملكة لم تتبلور بعد الى حرفة وهدف أي أن السياحة في المملكة هي سياحة داخلية لا يمكن تسميتها الا سياحة موسمية لانها مرتبطة بزمن معين وظرف معين ويبقى مفهومها قاصراً عن مفهوم السياحة في وقتنا المعاصر,وإذا ما نظرنا الى البعد الاقتصادي للسياحة في المملكة فانه يمكننا ان نقول انه ومع إنشاء الهيئة العليا للسياحة فان قطاع السياحة اصبح يشكل اهمية خاصة في الاقتصاد الوطني باعتباره احد القطاعات غير النفطية التي تعلق الآمال عليها لتنميتها والاهتمام بها ودعمها وباعتباره احد القطاعات التي تعتمد على القطاع الخاص في تمويل استثماراتها دون اي أعباء على الموازنة العامة وباعتباره احد اهم القطاعات المولدة لفرص العمل بما يخدم أهداف تشغيل العمالة السعودية وزيادة حجم مساهمتها في قوة العمل وباعتبار ان الانفاق على الاستثمار السياحي بالمملكة يؤدي الى تشجيع الاستثمار في العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى وباعتبار ان الاستثمار السياحي يعد جذباً للمواطنين للسياحة داخل المملكة ما يقلل من تسرب الدخل الى خارج قنوات الاقتصاد الوطني مما يحافظ على الثروة الوطنية وينميها وباعتبار ان المملكة لديها العديد من المقومات السياحية غير المستغلة والتي يمكن استثمارها وتحقيق فائض اقتصادي يعمل على دعم تنمية الاقتصاد الوطني، وباعتبار أن الاستثمار السياحي سيكون له تأثير إيجابي في توزيع وانتشار مشروعات التنمية على مساحة اكبر في البلاد مما يساهم في دفع عجلة التنمية في مختلف مناطق المملكة, ان تلك الاعتبارات مجتمعة تبرز البعد الاقتصادي للسياحة في المملكة وكقوة اقتصادية تساعد على دفع عجلة الاقتصاد المحلي وتنميته.
عبدالله ابراهيم مطاعن
|
|
|
|
|