|
| الثقافية
أقول: إذا كانت الدراسات والبحوث حول الدعوة السلفية: دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى، قد اتسع نشاطها وكثر عددها فإن شأن الحديث فيها مثل شأن الحديث عن بعض الميادين الفكرية الأخرى التي كثر القول فيها، واتسع مجال التأليف في ميدانها, وهذا قد يفضي الى وجود شيء من فضول الحديث الذي دفع إليه تكثر الباحثين، وغفلة بعضهم عن الدقة في المعلومات، وعدم الاهتمام بالبحث عن المصادر المطوية المهمة، فقد نسجت بحوث معظم الباحثين حول هذه الدعوة على نفس المنوال، وكانت تحوم في الغالب حول دراسة من سبقهم دون البحث عن ميادين جديدة هي أزكى لدراستهم وأقرب لواقعهم الفكري، ورغم هذا لم تخل بعض تلك الدراسات الوافرة في هذا المجال من عناية بعض الباحثين المخلصين الذين جهدوا في إظهار الحق وبيانه وقليل ما هم.
ومع ان تلك الدراسات الوافرة حول هذه الدعوة وصاحبها قد كثرت فإن كثيرا مما يتعلق بها قد ظل بعيدا عن اهتمام الدارسين وعنايتهم, وذلك يتحقق على سبيل المثال في اهمال دراسة أثر هذه الدعوة في ميادين الفكر والأدب بمواطن مختلفة من الجزيرة العربية والعالم الإسلامي أجمع، وفي إغفال دراسة جوانب متعددة من حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ونحو ذلك، ولعل السبب في قلة مثل هذه البحوث يعود الى ندرة المصادر وقلتها، واختفاء كثير منها في المكتبات الخاصة والعامة في بلاد العرب وغيرها.
الى جانب حاجة مثل هذه البحوث الى الدراسة العلمية الميدانية والرجوع الى المخطوطات والوثائق وكتب التراث التي قلما توجد لطلبة العلم والباحثين خارج المكتبات الخاصة ونحوها.
بالاضافة الى المواقف السلبية التي وقفها أعداؤها تجاهها.
|
|
|
|
|
