| الثقافية
* الطائف مندوب الجزيرة:
ضمن النشاط الثقافي لبرنامج التنشيط السياحي بالطائف نظمت اللجنة الثقافية لقاء ثقافيا بصالة المكتبة العامة بالطائف يوم أمس الأول لقاء ثقافيا عبارة عن قراءة في مجموعة امرأة من ثلج للقاص خالد محمد الخضري.
هذا وقد شارك في الحوار الناقد الدكتور عالي سرحان القرشي والقاص محمد المنصور الشقحاء والقاص خالد اليوسف سكرتير نادي القصة السعودي وأمين عام التنشيط السياحي بالطائف محمد قاري السيد.
هذا وقد بدأ الحوار بكلمة للأستاذ محمد الشقحاء أمين المكتبة والذي أبان أهمية هذه الملتقيات وهذه الفكرة التي تنفذ لأول مرة بالطائف ثم اتاح المجال للمشاركين لمناقشة مجموعة امرأة من ثلج.
** الأستاذ محمد قاري السيد أمين عام لجنة التنشيط السياحي بالطائف بدأ الحوار كقارىء وكمتذوق للأدب بانطباعات شخصية حول مجموعة امرأة من ثلج معتمدا على التحليل النفسي لبعض نصوصها بحكم تخصصه في هذا المجال فقال:
لا أقف هذا الموقف كناقد وانما كقارىء يقدم انطباعات شخصية ورؤية متواضعة حول هذا العمل خاصة وانني أجلس الى جوار ناقد متخصص مثل الدكتور عالي القرشي واثنين من المبدعين الذين لهم باع في هذا المجال.
أود أن أؤكد في البدء ان القاص خالد الخضري استطاع ان يثبت في فترة قصيرة من الزمن انه قادر على صياغة القصة القصيرة اقترابا من الكمال ان شاء الله وقد تجاوز في ذلك مجموعة كبيرة من القاصين السعوديين الذين لهم تجربتهم في القصة القصيرة لفترة من الزمن.
وفي البداية كما أعرف كان للأستاذ محمد الشقحاء دور في تشجيع موهبة القاص خالد الخضري لفترة من الزمن.
ومجموعة امرأة من ثلج هي مجموعة تميل في مجملها الى الرومانسية وان كان صاحبها من خلال معاشرتنا له يبعد ويقترب من الرومانسية بين حين وآخر,.
ولكن ربما يكون له عالمه الخاص الذي يحلق من خلاله كالطير في آفاق الخيال ويغوص في أجواء اللغة ليقدم لنا دررا وجواهر من قراءاته وثقافاته,, اعتقد من خلال قراءة سريعة لمجموعة من أعمال الخضري ألاحظ انه يملك ثقافة ارشيفية,, فهو من خلال دراسته في المعهد العلمي استطاع ان يكتسب مجموعة كبيرة من الألفاظ القوية في اللغة العربية مما يجعلنا في بعض الأحيان نشعر في بعض قصصه بحاجتنا الى تغيير بعض الكلمات التي أوردها ,, في بعض الأحيان قد تخون اللغة العربية الخضري لأنه كان يستعجل في صياغة أساليب لغوية تطغى في معظم الأحيان - كما قال مجموعة من النقاد - تطغى على الفكرة ولكن اعتقد انه استطاع في الفترة الأخيرة ان يوازن بين اللغة والفكرة مستفيدا في ذلك مما سمعه من الأخوة النقاد ومن قراءاته الأخرى.
واذا أردنا ان نصف الخضري من خلال قصصه فهو متشائم ولا يوجد لديه من الرومانسية سوى الظلال التي تظلل على بعض الأفكار التي يريد ان يبين لنا من خلالها انه يريد ان يحل مشكلة في المجتمع ولكن عندما تغوص في الكلمات والأفكار نجد بأنه يريد ان يحل مشكلته هو.
بين يدي المجموعة
** كما تحدث القاص محمد المنصور الشقحاء حول المجموعة حيث قال: هي بدعة حسنة هذه التظاهرة الأدبية وتبني اكثر من جهة لها يدل على سمو الهدف وجمال المقصد وتبني اللجنة العليا للتنشيط السياحي دلل على مقدار حاجتنا الى صدق العمل.
ثانيا: الأستاذ خالد محمد الخضري طالب علم نجيب ويملك موهبة وحاسة مرهفة استطاع ان يصقل هذه الموهبة بالتجريب حتى انه رسا على ميناء القصة القصيرة بعد ان وجد هذا الميناء تجاوز في مكوناته الحسية والحالمة الموانىء الاخرى فوجد ذاته وبالتالي اصدر مجموعتين من القصص خلال أربع سنوات.
ونحن الليلة بصدد المجموعة الثانية امرأة من ثلج كلنا نعرف الثلج وكلنا نعيش المرأة وجاء تركيب العنوان يحمل أبعادا فكرية وجسدية منحنا تذكرة الدخول الى النص أو مجموع النصوص التي تضمها المجموعة وهي 21 قصة منها 11 نص قصير جدا.
الوقوف على القصة التي تحمل المجموعة اسمها والتي جاءت على لسان سارد حزين وجاء الوصف أعلم انك امرأة من ثلج، وامرأة بلا قلب .
وتأتي بعد سطر قلبك الدافىء كنظرات الشمس .
القصة تحمل خلجات السارد والمكان ضائع المعالم والانتماء، واللغة تحمل صراعا داخليا وآخر خارجيا وكل ما عرفناه عن المرأة في هذا النص اتصالها من أجل استعادة رسائلها وصورها.
تمكن الأستاذ الخضري من اضاءة جوانب شخصية البطل الذي فقد السيطرة على مشاعره اخيرا بعد ان اكتشف انه مجرد دمية ولما وصل السوق دمى وتماثيل جديدة تخلت هي عن دميتها القديمة التي زرعت فيها الحياة لتمارس لعبها مع دمية جديدة غير مبالية بدميتها السابقة.
والقاص هنا في هذا النص الرسالة أساء الينا كمتلقين تشبيه هذه العواطف بالعمل المسرحي وهو يقول : قررت اغلاق الستار وانهاء قصة حبنا الى الأبد بتقريرية باهتة لا ترتقي الى وعي الكاتب وهو يركض مع النص ساردا ونجد النص المعنون مواء القطط وليل الرعب اكثر تقمصا للنص وارتماء في بؤرة التحديث الايهامي من خلال التداعي النفسي الذي ولد المواجهة والاحتماء انها تبحث عنه حتى تتخلص من الكابوس.
جاء الأستاذ الخضري في هذه المجموعة رومانسيا محملا بهاجس الخوف الذي يهرب منه بتلبس للشخصيات المسحوقة والمدمرة التي تقف في منتصف الطريق.
** كما تحدث القاص الأستاذ خالد أحمد اليوسف سكرتير نادي القصة السعودي حيث شكر في البداية لجنة التنشيط السياحي بالطائف والمكتبة العامة على هذا النشاط وعلى هذه الفعاليات الجديدة, كما أكد ان قراءة وتحليل مجموعة قصصية لصديق مهمة صعبة في حد ذاتها,.
وأكد انه ليس بناقد وانما هو قارىء فقط.
وحول حديثه عن مجموعة امرأة من ثلج للقاص خالد الخضري قال: من خلال قراءتي للمجموعة وجدت انها من المجاميع الجيدة من حيث لغتها ومن حيث شخصياتها اللاهثة فقد ركز القاص على شخصيات تجري وتلهث زمنيا ومكانيا,, فهي تبحث عن نفسها وعن معيشها وعن وجودها في هذه الحياة,, ويلاحظ في النصوص بحث الكاتب عن التفاؤل الذي يشوبه شيء من التشاؤم في شخصية الكاتب ذاتها,, ويركز القاص على ان الصراع يكون دائما سببه المرأة,, يلاحظ في قصص الخضري ان الأحداث غير واضحة ضمن أحداث حسية وليست معنوية كما أرى,, كما ان القاص ركز على شخصيات مهملة، مثل شخصية المجنون التي اخذت نصا كاملا بالمجموعة كما تضمنت المجموعة قصصا قصيرة جدا، وهي من نوع القصص التي بدأت تظهر بشكل كبير في الساحة الآن,, والتي تختزل الحديث والمكان والزمان في سطور قليلة جدا، ولكنني الاحظ ان الأحداث قد أفلتت في هذه النصوص كما في بعض النصوص الاخرى.
كما أشار اليوسف الى الرؤى النقدية الموجودة في المجموعة والتي جاءت على شكل فلاشات مشيرا الى ان هذه الفلاشات تفرض على القارىء تصورا معينا حول المجموعة وان الصحفيين غالبا ما يعتمدون على تلك الآراء.
** كما تحدث الدكتور عالي سرحان القرشي الناقد المعروف حول المجموعة وبدأ بترحيبه بالحضور ثم المح الى ان النقد لا يختلف عن الابداع لأن المبدع أصلا في داخله ناقد لأنه ينظر الى تجارب الآخرين وينظر الى تجاربه هو ثم يتفاعل مع هذه التجارب.
وعندما ننظر الى أي انجاز فكري فاننا لابد ان ننظر الى المختلف في هذا الانجاز فاذا حقق قدرا من الاختلاف كان عملا متميزا.
وأضاف ان المبتدىء عادة لا يطلب منه الاختلاف بدرجة واضحة، ولكن بما ان هذه هي المجموعة الثانية للقاص خالد الخضري فاننا كنا نريد ان نظفر بنهج مختلف في كتابة القصة.
ولكننا لم نظفر بذلك، وليس معنى ذلك ان هذه المجموعة رديئة كقصة ولكن طموحنا في كاتب أو في قاص يقرأ كثيرا ولديه كتابات كثيرة واطلاع على تجارب كثيرة ان يأتي بنمط مختلف.
كما أوضح القرشي ان عنوان المجموعة امرأة من ثلج هو عنوان يناسب المجموعة ككل لكنه لا يناسب نص القصة ذاته الذي جعل هذا العنوان لها,, ذلك لأن العنوان في القصة ذاتها من الضروري ان ينبثق وينبعث من تفاعل الأحداث واستقطار الأحداث، بحيث يكون العنوان نقطة يدور حولها تفرع الأحداث التي تتفاعل في النص,, فلو كان امرأة من ثلج حقا لما كان هذا السعي وهذا الجري واستقطار الحياة من لفظة الفراق هذه الميتة.
والأستاذ خالد الخضري قد طرح هذه المجموعة وتلقى حولها ردود فعل لذا استميح لنفسي عذرا بأن أركز على المأخذ حيث ان ضمن ما يؤخذ علي هذه المجموعة هو تغليب الصوت الواحد فالكاتب يدفع الى لحظة هذه اللحظة تندفع الى تصوير فراق أو تصوير حالة شخصية من الشخصيات فيظل مع هذه اللحظة دون ان يجعل الشخصية تظهر لها نتوءات او حركة تقلب هذا السياق او هذا الحدث الذي يصفه,, ومثال ذلك شخصية عبدالحي هذه الشخصية المعتوهة التي حاول الخضري ان يجسدها لكنه اعتمد فقط على تسجيل الأحداث تسجيلا فوتغرافيا وظل متتبعا لهذه الشخصية دون ان يتدخل في تلك الأحداث التي مرت بها سوى في آخر النص عندما قفل النص بتقليد الجنون لذلك الطفل الذي يستجدي الناس بجوار المسجد طلبا للمساعدة,.
الله كريم بابا مسكين.
فقام المجنون عبدالحي بتقليده بقوله:
الله كريم بابا سكين,.
وهذه ربما من حسنات النص التي تحسب للكاتب.
وكاتبنا عندما يدخل في كتابة قصة جديدة يكون معايشا لأجواء قصة سبقتها في الكتابة بمعنى انه لا يفترق عن أجواء تلك القصة وهذا الأمر ربما يجعل القصص بعد ذلك عبارة عن لوحات متفرعة عن لوحة رئيسية.
فقصة بوابة الموت مثلا تتشابه في تصوري مع قصة امرأة من ثلج التي تتناول الفراق لأن الفراق موت أيضا,, فلو حاول القاص استدعاءه للحظة ما بطريقة أخرى لكان أفضل.
ومما تميز به القاص خالد الخضري قدرته على الدخول للحظات الخوف والهيبة والرهبة والقلق من خلال الفعل الكتابي,, وعندما يدخل لتلك اللحظات بفعل الكتابة فانه يجعل هذه اللحظات لحظات حية متوهجة عبر الكتابة ذاتها ثم يقوم من ثم بالتداخل معها بشكل جيد,, وهذه ربما من الامور التي تحسب للكاتب.
كما شارك في التعليق في نهاية الأمسية كل من الأستاذ مناحي ضاري القثامي عضو مجلس ادارة نادي الطائف الأدبي وعدد من الدكاترة والأساتذة مما أسهم في تفعيل الحوار حول المجموعة.
|
|
|
|
|