| المجتمـع
* جازان :إبراهيم الشاجري
حوادث المرور أصبحت خطراً يتهدد الحياة من كل ناحية وصوب، فالآلاف من الضحايا تزهق أرواحهم سنويا نتيجة الحوادث المرورية الدامية، وأضعافهم يتعرضون للأذى الجسماني,,
وأصابع الاتهام تشير في غالب الأحيان إلى السرعة كسبب رئيسي لهذه الحوادث.
والطريق أحد الأسباب الكامنة وراء الحوادث لكن الناس قد لا تلتفت إلى ذلك، فتتكاثر الحوادث، ويتزايد الضحايا,, وتبقى العيوب في الطريق سبباً جاثماً ومستمراً يلتهم الارواح دونما التفات إلى أخطاره الداهمة.
وطريق جازان الرئيسي يعتبر مثالاً للطرق التي تكثر فيها الحوادث وتشكل خطراً على المشاة والسائقين على حد سواء، فبدعوى التطور تعاظمت أخطار هذا الطريق,, فلا وجود لما يؤمن سلامة العبور للمشاة، فالطريق مكون من ثلاثة مسارات للداخل ومثلها للخارج، ولكونه طريقاً سريعاً مع عدم وجود لوحات إرشادية تحدد السرعة فكل سائق يسير على هواه غافلاً عن سلامة الآخرين من كبار السن والأطفال وغيرهم ممن يريدون عبور الشارعين سواء لموقف سيارات الأجرة أو لمعارض السيارات لمقار سكنهم.
الجزيرة قامت بجولة لتتلمس ما في اعماق الجميع من خوف مبهم حيال هذا الموضوع فكانت الحصيلة ما يأتي:
خطر معروف
اولاً التقينا بالاستاذ/ محمد علي محمد ابو عمرية الذي قال: إن خطر هذا الشارع معروف للجميع وعلى الجميع سواء كانوا سائقين أو مشاة، فكلما نرى ان الشارع مكون من ثلاثة مسارات داخلة للمدينة ومثلها خارجة ففي الجنوب تقع المحكمة المستعجلة والتي كما نعلم يؤمها الكثير من الناس في مراجعاتهم اليومية بمعنى ان كبار السن او حتى من هم لا زالوا يقوون على السير عند دخولهم المدينة ينزلون امام معارض السيارات ويضطرون لعبور هذا الشارع للوصول الى المحكمة ومع سرعة السيارات لابد ان يتعرضوا لحوادث كثيرة قد ينتج عن بعضها الوفاة لاسمح الله، هذا بالإضافة الى أن من يكون في الجهة المقابلة اي الجهة الجنوبية ويريد الدخول الى المدينة فلابد له من عبور الشارع حتى يجد سيارة تاكسي لنقله حيث يريد ويقع في نفس المشكلة.
ومع وجود سائقين لايهمهم حياة الناس تكون المشكلة اكبر واعظم خاصة انه لايوجد لوحات ارشادية تحدد السرعة داخل المدينة، فلو اننا أتبعنا الشارع من دوار الهرم الى دوار التوحيد فلن نجد لوحة إرشادية تحدد السرعة ولا يوجد سوى إشارة ضوئية عندما تعطي الضوء الاخضر ترى السيارات تنطلق بسرعة في محاولة من سائقيها الوصول لمقر اعمالهم في الوقت المحدد ومن هنا تحدث الحوادث,.
هذا بالنسبة لرادار دخول المدينة، أما الخارج منها فهو يأتي من دوار التوحيد وبمجرد ان يدخل الشارع الرئيسي تجده يطير بسيارته ليسابق الزمن للوصول لبيته في اسرع وقت ممكن وكأنه لن يصل إلا بتلك السرعة وقد كدت ان اكون احدى ضحايا هذا الطريق لولا عناية الله، فقد كنت احاول عبور الشارع الى موقف سيارات الأجرة بعد نهاية ساعات عملي في فرع وزارة الاوقاف والدعوة والارشاد وعندما كنت في عرض الطريق لم انتبه إلا على صوت حديد إطارات سيارة جيب صالون كادت ان تدهسني ولكن الله لطف.
ويواصل أبو عمرية حديثه قائلاً ايضاً مع وجود المعارض او حراجات السيارات في هذا المكان ومع ازدحام السيارات والناس في المسار يمكنك تصور حجم المشكلة وخطرها، وهنا اورد سؤالاً للمسؤولين سواء في البلدية او الدوريات الامنية وهو لماذا لم يُنشأ جسر يربط بين جهتي الشارع يستخدمه المشاة حتى يتجنبوا الخطر؟
قلق دائم
اما على ناصر مباركي والذي يعمل في حراج السيارات فيقول أخطار هذا الطريق جمة وكثيرة، ودائماً ما نرى وقوع حوادث هنا وكان آخرها ولا اقصد الحوادث كلها اي ذات الاصابات المتفاوتة والتي ينتج عنها كسور او إصابات خفيفة نوعاً ما وانما اقصد بآخر الحوادث ذات اصابات الوفاة التي كان آخرها في شهر رمضان المبارك العام الماضي عندما هم احدهم بعبور الشارع من جهة الحراجات الى موقف سيارات الأجرة وكنا نراه ولكن في لحظة لم نشاهد الاجسده يطير في الهواء ليرتطم رأسه بحافة الرصيف وسمعنا بعد ذلك انه مات بالمستشفى.
اليوم نحن نعيش في قلق دائم خاصة عندما نكون في عمل يتطلب التنقل بين الشارعين فاما أن تركب السيارة او ان تحمل روحك على يدك وتعبر الشارع فلماذا لا ينشأ جسر لعبور المشاة يربط الشارعين مع بعضهما حتى نطمئن على انفسنا من الخطر؟
الاستاذ/ عبدالله محمد العبسي يقول انني كسائق احاول دائماً تفادي الاصطدام بأحد المشاة ولكن مع كون الطريق سريعاً فلا اكون في وضع يسمح لي بالانتباه الدائم خاصة لكون الطريق ثلاثة مسارات فينصب اهتمامي وانتباهي دائماً للسيارات التي تسير بجوار سيارتي في الطريق وألاحظ نوعاً مابقية الطريق وذلك لوجود بعض المستهترين الذين يعتقدون ان الشارع وجد لهم وحدهم، هذا بالاضافة إلى ان هذا الشارع بعد مدخل المدينة والذي ينتهي بدوار التوحيد الذي يربط الشوارع ببعضها من شارع المطار الى الشارع الذي يقع فيه المستشفى او يربط بالشوارع الجانبية المؤدية الى المستشفى، وكما نعرف جميعاً أنه لا يمضي يوم دون ان يصاب أحد الناس باصابة تستدعي نقله الى المستشفى فيندفع السائق بسرعة كبيرة في محاولة لايصال ابنه او اخيه او اي قريب له للمستشفى ومن هنا في رأيي تأتي كثرة الحوادث بالاضافة للمستهترين الذين لا يقيمون وزناً لحياة الناس مع توفر شارع سريع يمارسون فيه السرعة الزائدة ومع خلو الشارع من اللوحات الارشادية ايضاً واقصد اللوحات التي تحد من السرعة.
ويتساءل العبسي قائلاً: لماذا الايقام جسر للمشاة يربط بين الشارعين؟
قلق على النفس
احمد جبريل الحلواني يقول اننا نحن الشباب الذين نستخدم الطريق او الشارع سيراً على اقدامنا ودائماً نحاول عبوره والتنقل بين جهتيه نظل قلقين على انفسنا خشية الحوادث هذا ونحن شباب نستطيع الركض بين الشارعين لكن كيف الحال بكبار السن الذي لا يقوون على الركض إضافة لما يعانونه من ضعف نظر ووهن ، وكيف ستكون حالتهم وهم يحاولون عبور هذا الشارع من الشمال للجنوب او العكس، حتماً ستكون لديهم اكبر مشكلة فلماذا لا تتم المسارعة بانشاء جسر لعبور المشارة يربط بين الشارعين أسوة بالمناطق الاخرى؟
|
|
|
|
|