|
| مقـالات
كلمة رفق ذات تأثير انساني متسامٍ فهي تعني الارتفاع بمستوى الشعور فوق الفردية والأنانية والتفاعل النفسي والقلبي ولعلها الصفة الوحيدة التي تفرِّق بين الانسان المتحضر والحيوان المتوحش ولهذا كان موقعها دائما فوق الصفات الدنيا الى المستوى المتعالي, لولا أن أبناء اليوم من الجنسين تجاهلوا هذه الصفة وأمعنوا في تجلية الذات على حساب أصولهم وجذورهم,, أصبح الفرد منهم لا يفكر إلا بملذاته الخاصة والانفاق على نفسه والمحيطين به عدا والديه ببذخ واسراف متجاهلا حقوق الوالدين لاسيما العاجز منهما مدعين أنهم يخافون الله ويسارعون الى أعمال الخير الخاصة بهم والتصدق حسب هواهم ناسين أن ذلك يذهب هباء عندما يصدون عن المحتاج من أصولهم فكيف يواجه هؤلاء الجهلاء قساة القلوب ربهم وقد تناسوا حقوق الكبار عليهم, أعرف أفرادا أفاء الله عليهم من نعمائه ومع ذلك يستكثرون مجرد اتصال بالهاتف للاطمئنان عليهم,, وقسوة القلوب هذه سوف تتحول الى أبنائهم قبل مماتهم بالقول والعمل الذي يليق بمن نسي واجبات الكبار من أسرته سوف يرون صدود الأبناء جزاء ما فعلوا هم في حياتهم نحو الكبار ولن يقبل الله في اعتقادي تقربهم على حساب القلوب القاسية التي بين جوانحهم, فيا أيها الأبناء السادرون في غيهم أفيقوا من هذه الغفلة ولا تستمعوا الى بعض الزوجات والأمهات المتجبرات اللاتي جئن من خارج الحدود بالعقلية الجاهلة ضد تعاليم الدين الحنيف والعرق دساس فهل يريد الأبناء بعد أن تكبروا بهذه العقليات الجاحدة تربية آبائهم بعد هذه السن, إن الطيبين من الرجال لم ينسوا عقلية هؤلاء الشباب الطائش من الجنسين واتكاءهم على ما يرفه عنهم سواء في ذلك الزوج أو الولد فأحدثوا مراكز لكبار السن والعجزة عن طريق القلوب الكبيرة التي ترفق بالشيخ والمريض بعد أن تخلى عنهم أبناؤهم الجاحدون المخدوعون بفتنة المال والولد ناسين الأعوام القادمة التي لا يعرفون عن تقلباتها شيئا فالله يمهل ولا يهمل وكم من غني تلاشت ثروته ولم يبق سوى عمله فإذا كان قد نسي حق الوالدين عليه فماذا ينتظر من الناس سوى التجاهل والاحتقار, فيا أبناء أولئك الرجال الذين لن أصرح بما نالوا من ظلمكم انتبهوا الى ربكم الذي لا تخفاه قساوة قلوبكم والابتعاد عن الأعمال الخيرة الصالحة التي تسجل في ميزان الحسنات فلا يبقى منها سوى السيئات, هداكم الله الى السبيل القويم.
|
|
|
|
|
