| عزيزتـي الجزيرة
وجدت نفسي مشدودا للمقابلة التلفزيونية الرائعة التي استضافت دولة رئيس وزراء لبنان الاسبق السيد رفيق الحريري وأذيعت من قناة ابوظبي الفضائية خلال هذا الاسبوع والتي رسخت في واقع الامر اصالة معدن هذا الرجل باعتزازه بعروبته وحبه لوطنه لبنان ووفائه لوطنه الثاني المملكة العربية السعودية ولرجالاتها ولشعبها مثمنا ومقدرا تلك الفترة التي عاشها فيها قرابة ثمانية وعشرين عاما والتي تعلم من خلال معنى التواضع الحقيقي من رجالات هذا الوطن بعد ان عاش فترة قصيرة من الزمن تحت وطأة الغرور.
لقد كشفت هذه المحاورة التلفزيونية سيرة حياة هذا الرجل التي امضاها وعائلته الكريمة في وطننا الغالي الوطن المعطاء الذي احتضنه كمواطن عربي معززا مكرما مثله مثل بقية ابناء العالمين العربي والاسلامي الذين عاشوا ويعيشون بيننا مكرمين معززين, حيث لفت انتباهي خلال ذلك الحديث التلفزيوني من رجل اعتلى ثالث اكبر المناصب السياسية في الحكومة اللبنانية خلال الفترة الماضية حديثه الودود عن المملكة العربية السعودية وما قدمته له خلال مراحل حياته الاولى، حيث ارجع الفضل بعد الله وسبحانه وتعالى فيما حققه من مكانة سياسية ومالية لهذا الوطن ولرجالاته الاوفياء بدءا من المغفور له بإذن الله الملك خالد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - ثم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله
لقد سطّر دولة الرئيس الحريري منظومة وفاء حقيقية رائعة تنم عن نفس إنسانية عالية في زمن عزَّ الوفاء من الكثيرين تجاه دولة وشعوب وفرص عاشوها وانتقلوا منها الى مراحل حياتية أرقى، ولكن الرئيس الحريري اراد من سرد بدايات حياته وذكره تفاصيل كفاحه منذ وطأت قدماه ارض بلادنا المعطاءة الى ترسيخ مبدأ غفل عنه الكثيرون وهذا والله قمة الوفاء والاعتراف بالجميل من رجل عربي اصيل سخّر جهده وماله لاعادة بناء وطنه الذي احبه والذي عاش فترة من الزمان في الانهيار السياسي والعسكري والاجتماعي والاقتصادي,, لقد استطاع هذا الرجل الوفي ان يوجد البنية التحتية السليمة لكثير من الانشطة الحيوية التي أعادت الى لبنان عافيته المنهارة وقت تسنّمه قيادة الحكومة وأثناء انطلاقة معركة الاعمار في لبنان بما عرف بمرحلة صعبة جدا على بلد نهض من غبار حرب اهلية اكلت الاخضر واليابس.
ولقد اتاحت لي مهمات عملية رسمية لاحقة استضافنا فيها لبنان الشقيق وأهله الكرماء استشعار مقدار المحبة والامتنان الازلية التي يكنها اللبنانيون لبلادنا قيادة وحكومة وشعبا، حيث تجسدت ملامح ذلك من خلال الحفل التكريمي الذي أقامه دولة الرئيس رفيق الحريري خلال الشهر الماضي لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل امير منطقة عسير ولصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن عبدالعزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب اثناء زيارة سموهما الرسمية للبنان للمشاركة في الملتقى الثقافي العربي الذي عقد في بيروت، حيث احاط سموهما والوفد المرافق لهما بحفاوة وتكريم مميزين مؤكدا مدى الحب الكبير الذي يحمله قلب هذا الرجل تجاه هذا الوطن ورجاله,, فتحية لرجل الوفاء اقولها لدولته ولكل قلب احتفظ بحب هذا الوطن,, وطن الوفاء والعطاء دائما.
خالد فهد الحسين الرئاسة العامة لرعاية الشباب الرياض
|
|
|
|
|