| محليــات
*
* متابعة: صالح الفالح
وسط اهتمام رسمي وشعبي يبدأ صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني اليوم السبت زيارة رسمية الى دولة الكويت الشقيقة تستغرق ثلاثة أيام والتي تأتي بناء على دعوة رسمية من صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح.
وقد رحبت الكويت حكومة وشعبا بزيارة سمو ولي العهد الى بلدها وأكملت استعداداتها لاستقبال ضيفها سمو ولي العهد والوفد المرافق لسموه.
حيث سيقام هناك تجمع شعبي كبير للترحيب والسلام على سمو ولي العهد عند وصوله الى الكويت كما سيتم اقامة عرضات شعبية ابتهاجا وسعادة بمقدم ضيف الكويت الكبير.
برنامج استقبال حافل
هذا وقد أعدت الكويت برنامج استقبال حافل بهذه المناسبة,, فالى جانب المباحثات الرسمية التي ستتم مع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وأخيه أمير الكويت ومع سمو ولي العهد الكويتي الشيخ: سعد العبدالله سالم الصباح.
سيقيم أمير الكويت مساء اليوم السبت حفل عشاء تكريما لضيفه الكبير سمو ولي العهد.
وفي اليوم الثاني لزيارة سمو ولي العهد يلبي سموه دعوة أخيه ولي عهد الكويت لتناول طعام العشاء فيما سيكون الغداء على مائدة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح كما سيعقد في اليوم نفسه الأحد جلسة مباحثات بين سمو ولي العهد وأمير الكويت سوف تتركز على بحث العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين الى جانب بحث واستعراض آخر التطورات والمستجدات الراهنة على الساحة العربية والدولية وسبل احلال عملية السلام في المنطقة الى جانب بحث العديد من الموضوعات الأخرى المتعلقة بذات الاهتمام المشترك.
وبهذه المناسبة رحبت الكويت حكومة وشعبا بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني لبلده الثاني الكويت.
وأكد الشيخ صباح الأحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي على أهمية زيارة سمو ولي العهد الى الكويت مشيرا الى انها تحظى بأهمية خاصة لمدلولاتها التي تعكس وبصدق عمق العلاقات الثنائية والروابط التاريخية الحميمة بين البلدين والشعبين الشقيقين وأضاف : بقوله عندما أقول اننا نرحب فاننا نسعد وبعمق صادق نابع من قلوبنا لأننا نحس بأن سمو ولي العهد واحد منا وفي بلده الثاني الكويت.
من جانبه علق سعادة سفير المملكة لدى الكويت الأستاذ أحمد بن حمد اليحيى على زيارة سمو ولي العهد الى الكويت وأكد في حديث لالجزيرة أن الكويت تلبس حلة قشيبة من الاستعدادات لاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني موضحا بأنه وبهذه المناسبة ستقام استعدادات رسمية وشعبية لمقدمه الميمون,, وقال السفير اليحيى وبصرف النظر عن ان مثل هذه الزيارة تستثمر لبحث الأمور والقضايا التي تهم البلدين,, مؤكدا ان قادة الخليج قد تعودوا على التنسيق فيما بينهم تلقائيا حتى وهم في أماكنهم ومكاتبهم وعبر الهاتف نهارا وليلا ذلك ان عناصر التفاهم والثقة المتبادلة متوفرة بين تلك القيادات.
بيد أن أهم معطيات هذه الزيارة بالنسبة للشعبين الشقيقين في المملكة العربية السعودية والكويت هو تكريس مبدأ التواصل بين الزعامات والأسر الحاكمة مهما أشغلتهم القضايا السياسية الاقليمية والدولية وهو أمر عاداته وتقاليده طامرة في جذور التركيبة القيادية لصقور الجزيرة العربية وتستمد منه شعوبها الأمان والاطمئنان.
وعندما يلتقي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مع أخيه صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح على أرض الكويت فان هذا يعني أشياء كثيرة ومعاني سامية عميقة قد يكون على رأسها رسالة سياسية واعلامية للعالم أجمع بأن قادة الخليج لا يؤدون الزيارات حيثما المصالح فقط, فهذه يجري التنسيق حولها بين الفنيين والمختصين في كل بلد.
وان قرب المسافة بين البلدين الجارين الشقيقين والتصاق حدودهما معا لا يعني اهمال تعميق أواصر المحبة وجذور التعاضد والتلاحم التي لم تكن في يوم من الأيام وليدة مزاج أو توجه خاص وانما هي طامرة الجذور في نفوس الأسر الحاكمة في الدولتين وفي نفوس الشعبين الشقيقين، وستظل تلك الروابط والمعاني السامية بين قادة دول مجلس التعاون وشعوبها صامدة أمام كل حاقد وحاسد، والله ولي التوفيق.
من جانبه أعرب سفير دولة الكويت لدى المملكة الشيخ جابر خالد الصباح عن سعادته بزيارة سمو ولي العهد الى الكويت والتي تبدأ اليوم السبت وأوضح ان الزيارة تأتي في اطار التشاور واللقاءات الأخوية لمناقشة وبحث كل ما فيه خدمة وصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وهي امتداد للقاءات والتواصل والمحبة والتنسيق بين القيادتين في البلدين الشقيقين لتبادل الأفكار والآراء بينهما واصفا زيارة سموه بانها زيارة الاخ لأخيه مؤكدا بأن العلاقات قديمة وتاريخية.
سمو ولي العهد من مصر إلى الكويت,.
وتأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني بعد اختتام زيارته الهامة والناجحة التي قام بها سموه الى جمهورية مصر العربية ولقاؤه بفخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك حيث بحث العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وآخر التطورات والمستجدات التي تشهدها المنطقة,, وهذه الزيارة قد جاءت ضمن اطار اهتمامات المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله تجاه قضايا الأمة العربية وحرصها الدائم والمستمر في تعزيز وحدة الكلمة والصف العربي والسعي لتعزيز التضامن الاسلامي في سبيل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة الى جانب اهتمامها بارساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.
سياسة حكيمة
والمملكة العربية السعودية وهي تضطلع بهذا الدور الهام انما تمارس سياسة خارجية نشطة وفاعلة تتسم بالحكمة والاتزان وروح المسؤولية العالية,, والتي هي ديدنها منذ أن وضع أسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله وسار على هذا النهج أبناؤه البررة من بعده والتي تحولت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله الى قناعات راسخة جعلت من المملكة ركنا فاعلا وأساسيا في السياسة العربية ومحورا رئيسيا للتوازن وسندا للامة العربية في كل الأحوال والظروف وأن موقع المملكة المميز والاستراتيجي ومكانتها الدولية وسياستها الناجحة ودبلوماسيتها المتوازنة ووضوح رؤيتها في تجاوز المواقف الصعبة جعلها محط أنظار واهتمام العالم لتصبح رمزا للعمل العربي المشترك وعنوانا لتعزيز التضامن الاسلامي.
زيارة الأسرة الواحدة
وزيارة سمو ولي العهد الرسمية والأخوية الى دولة الكويت الشقيقة والتي تبدأ اليوم السبت هي بحد ذاتها زيارة العائلة والأسرة الواحدة الى بيته وبلده الثاني الكويت وليست غريبة أو مفاجأة وتأتي تعبيرا صادقا لمبدأ الأخوة الصادقة والحميمة التي تجمع البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت لخدمة مصلحة البلدين والشعبين وبالتالي خدمة المصالح المشتركة للدول الخليجية وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة عموما وما يجمع دول الخليج من علاقات أخوية وثيقة أكبر من أي لقاء والتي تستند على أواصر الأخاء والمحبة والتاريخ والدم والمصير المشترك,, بين أبناء وشعوب دول التعاون الخليجي.
مجلس التعاون
وكان لانشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تاريخ 4/2/1981م هذا الكيان الخليجي الشامخ الأثر الكبير والفاعل في تعزيز روح التعاون والعمل المشترك والاخاء والترابط بين دول المجلس وتكثيف التعاون في كافة المجالات المختلفة اضافة الى توسيع دائرة علاقاتها مع الدول العربية والاسلامية الشقيقة ايمانا بوحدة المصير المشترك وادراكا منها بان حماية المقومات العربية والحفاظ على المصالح الحيوية للأمة ومواجهة تحديات المستقبل لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل تضامن عربي فاعل مبني على أساس العقيدة الاسلامية والشرعية العربية.
20 عاماً من العطاء
وقد استطاع المجلس خلال العشرين عاما الماضية من عمره أن يحقق العديد من الانجازات لشعوب هذه المنطقة خلال لقاءات واجتماعات أصحاب السمو والجلالة قادة دول مجلس التعاون في جلسات القمم الخليجية التي تعقد سنويا في كل دولة خليجية لبحث واصدار القرارات والتوصيات التي تصب جميعها في خانة خدمة ومصالح المنطقة وشعوبها سواء الخارجية أو الداخلية وتوفير المزيد من الرخاء والأمن والاستقرار وتحقيق الآمال والتطلعات المشتركة لشعوب دول التعاون اضافة الى التنسيق بين الدول الأعضاء في المحافل الدولية تجاه مجمل القضايا الاقليمية والدولية.
ترسيخ الجذور
ولقد كان للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله دور فاعل وكبير في قيام وانشاء هذا الكيان الخليجي الموحد وفي ترسيخ وتعميق جذور أهدافه وتحويلها الى واقع ملموس ومعاش يشهد بالعديد من الانجازات الرائدة والهامة فقد حرص خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على سلامة مسيرة المجلس وتذليل كافة العقبات والصعاب التي تواجهه وتقف في طريق مسيرته وكان من أكثر القادة فرحا بانجازاته ومعانيه العميقة في الاتحاد والتعاون المشترك فالاتحاد قوة .
العاصمة تحتضن الكيان
وقد قامت المملكة العربية السعودية من منطلق اهتمامها وحرصها تجاه لم الشمل وتوحيد الصف بين دول المجلس في دعم وحماية استمرار كيان هذا المجلس الخليجي من خلال جهود محورية غطت جميع مجالات التعاون المختلفة السياسية والاقتصادية والأمنية والدفاعية حيث احتضنت المملكة المقر الدائم لهذا الصرح الخليجي الشامخ واتخذ من الرياض العاصمة مقراً له وقد بلغت تكاليف إنشائه بأكثر من (272) مليون ريال ليقف حياً وشاهداً على وحدة الخليج,.
اختبارا قاسيا,.
هذا وقد كان للغزو العراقي الغاشم والغادر على دولة الكويت الشقيقة في شهر أغسطس لعام 1990م اختباراً قاسياً ودقيقاً ومحك حقيقي لمدى قوة وتكاتف الوحدة الأمنية لدول مجلس التعاون الخليجي وكشف الوجه الحقيقي لدول التعاون في الترابط والتماسك في مواجهة الأخطار، كما عكس روح الأخوة الصادقة التي تجمع أبناء وشعوب المنطقة كما ان هذه الواقعة وهذا الحدث عكس الوقفة الشجاعة وأكدت ورسخت المفهوم الحقيقي للاسرة الخليجية الواحدة كما انه أبرز عن روح التضامن العربي مع الدول العربية والإسلامية وشجاعة الموقف.
موقف المملكة الشجاع
وهنا وقفت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله موقفاً شجاعاً وسنداً بالتصدي لهذا العدوان العراقي الغادر ودفع الظلم عن الكويت بدعم وتعزيز من دول المجلس حيث فتحت المملكة ذراعيها وأبوابها وجعلتها مشرعة أمام الاخوة الكويتيين لتكون مدن ومحافظات المملكة مكاناً آمناً لاستقبال الأخوة الأشقاء من أبناء الكويت، حيث حرص كل مواطني المملكة في تقديم كل الدعم والعون والمساعدة لهم وتوفير كافة الاحتياجات والامكانات اللازمة والمطلوبة لهم حيث جسد وقفة المملكة ملكاً وحكومة وشعباً مع الكويت إبان الغزو العراقي الغاشم معنى التلاحم والتآخي والتعاطف وأبرز عن أصالة معدن أبناء المملكة تجاه إخوانهم الكويتيين وقت الشدائد كما كان لهذا الموقف الشجاع والإنساني أثره في تنشيط مشاعر الوحدة الوطنية والإنسانية للاخوة بين ابناء الاسرة العربية الخليجية حتى توحدت الرؤية كما توحدت الإدارة السياسية.
ليكون خير دليل وخير شاهد ويسجله التاريخ بمداد من ذهب وسطره بأحرف من نور لتظل ناصعة وعالقة في الأذهان في ذاكرة الأجيال الحاضرة والقادمة ولن تنساه أبداً أمد الدهر تستذكره كل ما مر عليها تاريخ غزو العراق للكويت الشقيقة والحبيبة الذي بفعلته المشينة هذه زلزل المفاهيم وحطم الجذور الفكرية للأمة العربية والأعراف الدولية ,, وبعده معركة الانتصار والتحرير للكويت من هذا العدوان الغادر وعودة الشرعية الدولية إلى نصابها.
وهكذا ظلت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة سنداً قوياً للكويت ولبقية دول الخليج تقف مع الحق وذات مواقف عربية ثابتة ومشرفة تعكس مبادئ ومفهوم الأخوة الصادقة في منظومة العائلة الواحدة تجاه دعم ونصرة الكثير من القضايا وتعزيز العمل العربي المشترك وبالتالي تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
دعم المسيرة الخليجية
ولا شكك أن زيارة سمو ولي العهد المباركة سوف تسهم وبشكل كبير في تعزيز وتطوير العلاقات الأخوية الوطيدة المشتركة بين البلدين الشقيقين بشكل خاص كما انها سوف تنعكس إيجاباً على دعم مسيرة العلاقات الخليجية والعربية بشكل عام ولتقوية جدار الصف العربي لمواجهة التحديات والأخطار التي قد تعصف بالمنطقة,.
وإن ما يربط بين المملكة والكويت في علاقات وثيقة ومتميزة تستدعي دائماً التشاور في مختلف القضايا والمجالات المختلفة بين البلدين ولمصلحة دول الخليج وخير شعوبها وتوفير الأمن والاستقرار .
|
|
|
|
|