|
| الاقتصادية
عندما يأتي اليك أحد موظفيك طالبا زيادة أو ترقية أو سلفة فكيف تتخذ القرار؟ هل تمنحه مسألته؟ هل ترفض ما أتى به اليك حتى ولو ادعى ان آخر زيادة له كانت منذ عدة سنوات؟ في مثل هذه الأحوال لا يسعك الا ان ترجع الى التقييم الدوري لذلك الموظف فتلك التقارير تساعدك لمعرفة وضع وقدرات وأهمية موظفيك وتساعدك لاتخاذ القرارات المناسبة, أيضا لابد لك من ان تطلب من القسم المختص مراقبة حسن أداء الموظف الجديد وذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولى ليتقرر استمراره بالعمل من عدمه، ولمثل هذا الأمر اثر كبير في اصطفاء الأفضل ممن كتب لهم الاستمرار في المنشأة التي تعمل فيها.
والسؤال هنا ماذا بالنسبة لما بعد فترة التجربة؟ هل يجب ان يكون هناك تقييم؟ في الواقع لا يمكن الاستغناء عن التقييم الدوري وذلك لأسباب عديدة نذكر من أهمها ما يلي:
* مراقبة أداء الموظف اذا كان في تقدم أم في تراجع ووضع اليد على نقاط الضعف التي سببت تراجع أدائه, وهذا من أهم الأمور التي يقدمها التقييم الدوري, فبمعرفة نقاط الضعف بالامكان تسليط الضوء عليها ومن ثم محاولة علاجها وتحاشيها بالتدريب.
* للتقييم أيضا فائدة مهمة فلو عكست أغلبية كبيرة من التقارير نفس النقطة من الضعف فيجب عندها دراسة الموضوع بجدية تتجاوز دراسة السلبية من جهة الموظف فهذه فرصة لاعادة تقييم السياسات والاجراءات وجو العمل وذلك لكشف الخلل فيها.
*ان أي اسهام في تقليل التكاليف يعتبر من الأمور الايجابية في المنشأة، وللتقييم الدوري أهمية بالغة في هذا المجال فمن خلاله وبشكل غير مباشر تنخفض نسبة الفصل والاستغناء ونسبة الاستقالات, فالتقييم الأول كفيل بأن يبقي الأنسب للعمل ويوحي للمقصرين ان اعملوا وضاعفوا الجهود.
* لدى معرفة أداء الموظف يتم تحديد العلاوة أو المكافأة التي يستحقها كل موظف.
فمن المنطقي جدا ألا تكافئ أي منشأة المقصرين من موظفيها وعلى من يحرم من المكافأة الدورية ألا يلقي اللوم على أحد ومن الواجب اعلامه أن تقييمه كان السبب الأول والأخير لخسارته فرصة الحصول على مكافأة، ولتعامل العلاوة بنفس الطريقة أسوة بالمكافأة.
* لو ان أحدهم أبلى بلاء متميزا فهذه فرصة كبيرة للمنشأة للاستفادة من امكانات الموظف المتميز وذلك برفع مستوى مسؤولياته وترفيعه بما يتناسب وقدراته, وهذا بنفس الوقت فرصة للموظف لرفع مستوى ثقته بالمنشأة بأنها تكافئ المجدين وتلك دعوة غير مباشرة للآخرين للجد والاجتهاد والانجاز.
* باطلاعك على تقييم أداء موظفيك تجني فوائد جمة وتزيد من شعورك بأنك قريب منهم، تعرفهم عن كثب، ولا تجهل ما يقدمونه للمنشأة، تغدو وكأنك واحد منهم يعيش بينهم, وبنفس الوقت يكون هذا الشعور قد تولد أصلا لدى الموظفين فكل يعمل مع الآخر يشد أزره ومن يشذ لن يترك ليسير على هواه طويلا.
* ان الكثير من الموظفين الناجحين هذه الأيام يسألون ويستفسرون عن المنشأة التي سينضمون اليها وبمعرفتهم عن اهتمامك بالتقييم الدوري سيكونون فكرة ايجابية وسيقرون بالخطى العلمية التي تتخذها حيث انهم سيعرفون خط سيرهم منذ البداية ومع حسن أدائهم سيصلون الى ما يصبون اليه من مراكز مع المنشأة.
* بمعرفتك عن مستوى موظفيك تزداد ثقتك بهم وبمن اختارهم وتبني قراراتك مدعومة بثقتك المتزايدة بمستوى انتاجيتهم وعطائهم, أعتقد ان فيما ذكر أعلاه تشجيعا كبيرا لاصرارك على حث الجهة المختصة في منشأتك لتطبيق نظام التقييم الدوري والعمل عليه والحرص كل الحرص من جانبك للاطلاع على تلك التقاييم واتخاذ الاجراءات المناسبة حيالها.
E- mail: al- araj @ al- araj. Com
|
|
|
|
|
