| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فاجأني الأستاذ ناصر الصالح العمري بتاريخ 12 من ربيع الأول الحالي بِرَدٍّ قاس وهجوم ضار شرس جزاه الله خيراً وهداه وإيانا لاتّباع الحسنى وذلك بسبب تعقيبي المنشور بتاريخ 28 صفر 1421ه على مقاله المنشور بتاريخ 14/2/1421ه.
كنت أتمنى كما ورد ذلك صراحة أكثر من مرة في تعقيبي المذكور أن يتفهم الأستاذ أنني إنما قصدت الاستيضاح لا التشهير كما بدا له ,, وكان يكفيه العنوان : بعض ألفاظ تعقيبك أراني منها في حيرة وجليّ وغنيّ عن الذكر أنني لم أرمه ولم أرمها بما يسوء، فهل من العدل الحجر على حائر يستعلم عن مبهم أو غامض؟ ثم ماذا كان يريد بعد قولي: أرجو الأخ الكريم أن أستوضحه بعض الألفاظ التي أراني منها في حيرة: أأخطاء مطبعية؟ أم أخطاء إملائية عند إعداد التعقيب؟ أم أنني قصر بي المقام عن سبر أغوارها؟ ولهذا أستأذن الأخ وأرجوه شاكراً لفضله إيضاح ما غاب عني.
أما وقد وقع ما وقع، فأذكر نفسي ومن شاء أنّ الرجوع إلى الحق خير من التمادي في غيره، وبعد التوكل على الله اسأله التوفيق في إيضاح بعض ما نُسِبَ إلي خطأ، أو أسيء فهمه باحتمال تأويله، وأرجو ان يتسع صدر الأستاذ هذه المرة فلست له نداً أو خصماً، وأحمد الله أني قد استفدت كثيراً وكثيراً جداً مما حواه تعقيبه لم أكن لأظفر بما ظفرت به لو لم أحظ بهذا التعقيب:
1 حول قولك أستاذي أن العنوان لم يكن من صنعك أصلاً ولم تخط منه حرفاً فأنت صادق وحاشا لله أن اكذبك، وسيأتي، فيما بعد دليلي على ذلك.
2 اتهامك أستاذي إياي بالجهل فيما يتعلق بكلمة (مسيئلة) وأنني الذي شكلتها على ما أريد فأسأت فهماً وأسأت حكماً جزاك الله خيراً ارجع إلى مقالك وأعد قراءة السطر الأول من الفقرة الثانية ولن أنتظر منك اعتذاراً، فقط أقول لك سامحك الله وغفر لي ولك وهدانا لأحسن الأقوال ، ومع هذا أقر وأعترف بأنني أخطأت في تصغير كلمة (مسألة) لأنني ظننت أن تصغيرها على وزن (فَعَيعَل) في حين انه على وزن (فعيعِل) بكسر العين الثانية، وأنها أي الهمزة تكتب على كرسي.
3 أما إسقاط حرف الجر (ل)أو (ب) السببية الذي كان يجب أن يسبق المصدر (كونها) فذلك لكونه معلوم بالضرورة ليس إلا.
4 أنا لم أنكر عليك أستاذي جمع كلمة عنوان على (عنوانات) وياليتك مشكوراً ترجع إلى الفقرة (3)، وأعتقد أن الفرق شتان بين الإيثار والإنكار، أليس كذلك؟
5 جملة إني اختصرت البسط والمقام لِيَنتُجَ الواحد الصحيح كما وردت في مقالك الأول دون ما أصابها في التعقيب من تبديل، أليست اللام المتصلة بالفعل المضارع هي لام العلة؟ ثم لماذا أعيدت صياغة الجملة في التعقيب؟
6 اُستقلَّ، اُستُقلِلَ، كان سؤالي: هل الصواب ان اقول: استقلّ من القلة؟ أم: استقلل؟ وكان يكفيني إجابة توضيح استاذنا الفاضل: أن كلا اللفظين جائز.
7 ايراد كلمة (الشكور) تركيبا على حذف المنعوت لاغبار عليه، ولم أتعرض له في تعقيبي، وأستاذنك أستاذنا الفاضل أن ترجع إلى مقالك أنت لتتأكد من موقع الكلمة وحركة حرف الشين، وايضاً لن أنتظر منك اعتذاراً أو تبريراً، فليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل.
8 التخليط,, أليست مصدراً للفعل خلّط (بتشديد اللام) وأن خَلَطَ (بدون تشديد اللاّم) مصدرها خلط، فهل يجوز، استاذنا الفاضل الخلط بينهما؟
9 حكاية عن الأخ المحمد أنا لم أنسبها إليك أستاذنا الفاضل ولا أدري كيف جيء بها؟ وقد فوجئت بها، ولم يجر بها قلمي، وأنا سيدي: لست ممن يكتبون اذا ما تغشاهم النعاس او اخذتهم سِنة.
10 شكراً أستاذنا الفاضل على إيضاح الأصل في كلمة الوضع، وانا انما قصدت (الاختيار)، جاء في المصون في الأدب للعسكري : ان ابا بكر بن عياش قال: أول من وضع العربية أبو الأسود، جاء إلى زياد بالبصرة فقال: إني أرى العرب قد خالطت هذه الأعاجم وقد تغيرت ألسنتها، افتأذن لي أن أضع كلاماً يعرفون به كلامهم؟ قال: لا، فجاء رجل إلى زياد فقال: توفِّيَ أَبانا، وترك بَنُوناً، فقال زياد: تُوفِّيَ أبانا وترك بنوناً؟ ادعوا لي أبا الأسود فقال له: ضع للناس ما أردت أن تضع لهم.
11 بين المقالة والكلمة لم احرمك المزاوجة بين المترادفات ولم أعُدَّ ذلك عيباً عليك أو فيك، فللعملة طبيعة واحدة ووجهان مختلفان، وكانت ملاحظتي أستاذنا الفاضل عن التعبير مرة بهذه وأخرى بتلك.
12 التمييز وعدمه، هذه وجهات نظر، أنت أستاذي الفاضل تراني غير أهل لكذا، وغيرك كثيرون يرون غير ذلك، وانا بين الفريقين مجتهد اذ لا أحبّ أن أكون الخامسة.
13 أليس الإلحاح استاذنا الفاضل هو تكرار الطلب، وشدة الإلحاح تعني استمرار التكرار الأمر الذي قد يجعل البعض في عجب وحيرة؟ أين وجد أستاذنا الفاضل شدة الإلحاح هذه؟
14 أستوضح أستاذنا الفاضل أن مراده كان جماعة الناس، ولهذا كان سؤالي نصاً هو: لماذا آثرت قول (أمثالها) على (أمثالهم) والحديث خاصة عن جماعة العقلاء؟ فأنا أستاذنا الفاضل لم أشأ السؤال عن تذكير أو تأنيث كلمة (العامة) إذ يبدو أنه قد تراءى لك ذلك فكلت لي ما كلت، لاشلت يمين أستاذي.
15 أما عن (المدين المديون) فقد كان استيضاحي مبنياً على استخدام اللغة الفصحى في الكتابة، وأن (المديون) يكثر ويشيع استخدامها لهجة، وكان مرادي الاستزادة والاستفادة من علم كاتبها ولا شيء غير ذلك، ورحم الله أمرأ عرف قدر نفسه، لكن أستاذنا الفاضل جزاه الله خيراً أساء فهمي، أما الاستشهاد بالأمثال وخلافها فيلزم الاستشهاد بها نصاً دون تحريف في مبنى النص، أو الاستشهاد بالمعنى دون المبنى.
16 أدعو الله أن أكون ممن قال فيهم علي كرم الله وجهه، من نظر في عيوبه اشتغل عن عيوب الناس، وأعوذ به تعالى أن أكون من الصنف الآخر، وأستحي يا أستاذنا الفاضل أن أذكره.
17 آية الواقعة يا أستاذنا الفاضل كما تفضلت خالفني التوفيق ولم يحالفني، والسبب,, انا لست بحافظ القرآن الكريم عدا نزراً يسيراً، ولذا كان لزاماً على أن أنقل الجزء من الآيات المستدل بها، لا الصياغة والارتجال اما ما حدث من سقط فالله يعلم أنه ليس مني، وإلا فكيف تسنى لي الإتيان برقم الآية الكريمة؟ (وكل بني آدم خطاء).
18 التوابع الأربعة هذه يسأل عنها يا أستاذنا الفاضل (صبية المتوسطة) لا من كاد أن يسأم تكاليف الحياة.
19 اما اتهامك إياي بأني وصلت همزاً ما حقه أن يقطع، أو قطعت ما حقه أن يوصل، جزيت خيراً أستاذنا الفاضل فتلك أخطاء طباعة بالتأكيد، وسبحان ربك القائل ولا تزر وازرة وزر أخرى ، أو ما تدري كيف طار حرف الباء من عنوانك؟ أم هي حلال لك وحدك,, من دون خلق الله؟
20 مجرد سؤال بريء لأستاذنا الفاضل: ما رأيك في قائل يقول:
ذلك الأنئنات,,.
الأذن أو العين يرتاحان,,.
هذه الأنأنأة؟
21 أود أن أقول ل أستاذنا الفاضل تعودنا على مر السنين أن الكبار يحملون في صدورهم قلوباً كبيرة لا تعرف اللعن ولا الطعن، ليس هذا فحسب، بل لاتصنع من الحبة قبة ، ولا تدفع إلا باللتي هي أحسن.
22 مثلما لم يكن عنوان مقالك من صنعك أو من وضعك فواقع الحال هو ما يحدث معي، إذ لم يحدث منذ شرعت في (الخربشة) على صفحات الجرائد منذ عام 1409ه وحتى الآن أن وضعت عنواناً لأي كلمة أو مقالة كتبتها سواء هنا في الجزيرة أو في الرياض أو في مجلة الدعوة، أو في مجلة تجارة الرياض، أو في مجلة الشرقية، بل كنت وما زلت أترك تحديد العنوان للأخ المحرر الكريم، ولله الحمد والمنة لم يحدث مني أدنى اعتراض حتى الآن.
23 كنت أتمنى عليك أستاذنا الفاضل أن تقرأ ما تفضل به أخونا العزيز/ راشد بن إدريس آل دحيم الأفلاج الأحمر يوم السبت 15/3/1421ه بعنوان محاورة لغوية سلمت لنا يداه، وبارك الله له في (علمه وحلمه).
24 عفواً أستاذنا الفاضل أرجو ألا يأخذنا الحوار والجدل فكل يؤخد منه ويرد عليه إلا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وأعتذر عن التعقيب عليك، ولله الشكر أولاً ثم لك ثانياً على ما أفدتني به رغم أنك لا تقصد ذلك البتة بل قصدك شيء آخر، وحسبي الله ونعم الوكيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حمدين الشحات محمد
|
|
|
|
|