| محليــات
جاءت المباحثات السياسية المتعمقة التي جرت أمس بين فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة مع أخيه سمو ولي العهد الأمين في منتجع شرم الشيخ، جاءت في أنسب أوقاتها سياسياً وأمنياً.
وكما أشرنا في كلمتنا أمس تكتسب الزيارة قيمتها الأساسية من الثقل السياسي والدبلوماسي الذي تمثله الدولتان الشقيقتان والرائدتان في الدفاع المشترك عن الحقوق العربية عموماً وحقوق الشعب الفلسطيني خصوصاً.
ويعكس الزعيمان الكبيران سمو ولي العهد وفخامة الرئيس مبارك ذلك الثقل الراجح بكل ابعاده التي تجسدها شخصيتاهما ورصيدهما التاريخي من محصلة العمل الفردي والثنائي وعلى مستوى سياستي الدولتين من أجل نصرة القضايا المصيرية لأمتنا العربية والإسلامية.
ولم نخطىء التقدير عندما قلنا في كلمتنا أمس ان الزيارة والمباحثات التي جرت خلالها أمس جاءت في أنسب أوقاتها حيث يتواصل التصعيد الإسرائيلي ضد عملية السلام العادل والشامل الذي عبر جميع العرب عن انه اصبح خياراً استراتيجياً لهم مما ساهم في فضح حقيقة النيات الإسرائيلية المبيتة ضد هذا الهدف العربي الاستراتيجي.
وأمس كشفت التقارير الاخبارية عن أمرين يدلان أصدق وأقوى دلالة على ان إسرائيل تستبق كل التحركات العربية وحتى الامريكية الهادفة لاحتواء العراقيل والعقبات التي تحول تحقيق اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل تنفيذ استحقاقات السلام في هذا المسار.
الأمر الأول: التهديد الذي اطلقه رئيس وزراء إسرائيل بان يضم الى اسرائيل جميع الأراضي المحتلة الآن فور إعلان السلطة الفلسطينية للدولة في سبتمبر المقبل من طرف واحد!
ومعنى هذا ان إسرائيل تريد ان تكون صاحبة الكلمة القرار في شأن مواصفات وحجم ومساحة وسيادة الدولة الفلسطينية بحيث لا يعود للفلسطينيين وحدهم حق اعلانها وفق تصورهم الوطني لها.
الأمر الثاني: كشفته أمس صحيفة يديعوت احرنوت الاسرائيلية ويتعلق بالمسار السوري إذ قالت ان المستوطنين اليهود في هضبة الجولان السورية المحتلة يسارعون في عمليات بناء وحدات سكنية جديدة مع شن حملة إعلامية وسياسية دعائية لجذب سكان جدد إلى الجولان المحتلة بهدف تكريس الاحتلال وفرض أمر واقع، مما يفضح نيات الإسرائيليين حكومة ومستوطنين تجاه مستقبل هذه الأرض السورية العربية المحتلة.
واضافت الصحيفة (يديعوت احرونوت) تقول: تجري تسوية الأرض في الجولان لبناء أكثر من (350) وحدة سكنية في أماكن مختلفة ومختارة، كما يتم التخطيط لمبان جديدة في تسع مستوطنات في الجولان! ويجيء هذا التحدي الإسرائيلي للإرادة العربية وللقرارات الدولية ولعملية السلام في الوقت الذي يستعد فيه 9 ملايين و400 ألف سوري للاستفتاء على رئاسة بشار الأسد كرئيس لسوريا خلفاً لوالده الراحل.
كما يجيء هذا التحدي الإسرائيلي في الوقت الذي يتواصل فيه التحرك العربي على مستوى القمة التي يمثلها سمو ولي العهد الأمين وفخامة الرئيس مبارك,, وبعدها لقاء القمة المرتقب بين سمو أمير دولة الكويت وسمو ولي العهد الأمين عندما يبدأ زيارته المرتقبة لدولة الكويت الشقيقة وهذه التحديات الإسرائيلية تزيد من أهمية وضرورة هدف التنسيق العربي الذي يشكل محور المباحثات في شرم الشيخ أمس والمحادثات المرتقبة في الكويت، كما كان هدفا لمحادثات سمو ولي العهد والعاهل المغربي قبل ثلاثة أيام.
|
|
|
|
|